أخر الاخبار

ريان في القلب بقلم ناهد سلامة

 ريان في القلب

ريان في القلب بقلم ناهد سلامة


إنّا للهِ وإنّا إليهِ راجِعُون 

أعظمَ الله أجر أهلهِ وذويهِ وألهمهم الصّبر والسّلوان، وعوضهم الله خيرًا، ولا حولَ ولا قوة إلّا بالله. 

رَيَّانُ فِي كَنَفِ الإِلَهِ وَكُلُّنَا

فِي عَتْمَةِ الجُبِّ الكَبِيرِ ضَحَايَا! .

حبيبي ريان 

لقد أفجعتنا بفراقك

حقك راجع أخي

إن لم يكن اليوم سيكون غدًا

وهذا عهد عليَّ، ووعد مني أجيب حقك

وحق ألف ريان مثلك، عاش وقاسَ ما أنت فيه

ريان لقد فارقت صورة اللحم والجسد الحياة، لكن بقي ذكراك في القلب

(ريَّان) قصةٌ قصيرةٌ لإنسان؛ لكن جسدت فينا قول النَّبيِّ ﷺ:"مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم: مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمى"؛ فالرَّابطة الإيمانيَّة أوثق صلةٍ تجمعنا، فابعثوها بقوَّةِ، واجعلوها لكلِّ ريَّانَ لا يزال في بئر المِحن.

يا ريان هي لحظات ربّانية يؤدّب الله بها قلوب عباده، وكنت رسالة، «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ الله» وكم كانت لحظاتنا معك وأهلك، ما فَتَر الليل من دعاء، ونحن نأمل من الله نجاتك

وننتظر «يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ» ليُرَدّد قلبك «وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ» وكأنه سجن لك ولنا؛ فالأنفاس كانت مُتتابعة معك كنَّا ننتظر؛ «فَرَدَدْنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦكَىْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ»

في أقل من دقائق :

‏تحوّل فرح النجاة إلى وشاحِ حُزن يغيّم على العالم، وألف ريان في كل مكان يموت ويحتضر ولكن الإعلام لم يُدفع له، لم يَستلم قيمة المادية، وألف يموت جوعًا وقهرًا ومرضًا رحمتك يارب بمن لا مال له؛ فيظهر قضيته للملأ. 

بالآمس كان يشق علي وجعك رغم وجعي …

أنا المنسي في المنفى، وأنت في عتمة الخوف ..

ليتني كنت أفتق خيوط جرحي فأمدها لك حبلًا أخي ريان البعيد عن العين، القريب إلى القلب 

وفي ظل هذا وذاك أتأمل حال عرب في أقصى الشرق يدعون الله للطفل ريان، وفي أقصى الغرب، مسلمي مصر يبكون إخوانهم المسلمين في الهند، ومسلمين في الصومال يتظاهرون نصرة لإخوانهم الايغور في تركستان ..

وتجد من أهل اليمن من يبكي حال إخوانه في العراق و بورما ...وتجد من المسلمين في بورما من يبكي حال إخوانه في اليمن 

أما أهل فلسطين فحالهم عجيب ..على عوزهم ومظلمتهم يجمعون التبرعات لإخوانهم في الشام .. 

فعندما وجدتُ هذا التعاضد والتلاحم بين شعوب لا يجمع بينها شيء سوى الدين ...تدراكت أن هذه الامة خلقها الله لتكون واحدة، ستعود أمة واحدة بإذن الله، مهما صنع الأعداء لها من أوطان، وأعلام زائفة، وولوا عليها سفلة القوم؛ فهذه الأمة تمرض لكن لا تموت .

وفاة الطفل ريّان كانت رسالة يا حبذا لو سمعتموها، وفقهتم ما فيها

هل أحزنكم خبر موت ريّان، كما أحزن الملايين؟

إخوة ريّان (من كل الأعمار) يموتون قهرًا في السجون، أو في برد المخيمات، أو بالإهمال الطبي أو... الخ؛ لأن الجميع تركوا المصلحين في الساحة بلا نصير؛ فضاعت الأنفس في بلاد الظلم والفقر!

صبّر الله أهل ريّان، وأهل كل مظلوم.. إنّما هي أيام ونمضي؛ أحسن الله ختامنا!

مِن جُبِّ الظُلمة إلى رحمةِ الرحمـٰن

من ضِيقِ الحُفرة إلى سِعةِ الجَنة

رَحِمَ اللّٰه رَيَّان وَرَبَطَ عَلَى قُلوبِنَا وَجَعَلَهُ ذُخْرًا لِوَالديّهِ فِي الجَنَّة


تعليقات