المجد للقصص والحكايات
الأمير الصغير كتاب أطفال بي رسومات جميله.
تأليف : انطوان دوسانت
ترجمه : محمد التهامي
مقدما الكتاب
إلى ليون ويرث . أقدم للأطفال اعتذاري إذ أهدي هذا الكتاب لشخص راشد . ولدي في ذلك عذر معقول : فهذا الراشد هو أعز صديق لي على هذه البسيطة . ولي عذر غيره : هذا الراشد يستطيع فهم كل شيء ، بما في ذلك كتب الأطفال . ثم لدي عذر ثالث : وهو أن هذا الشخص يقطن بفرنسا حيث يقاسي الجوع والبرد ، ويحتاج للمواساة . فإذا كانت كل هذه الأعذار غير كافية ، فإني أهدي هذا الكتاب للطفل الذي كانه ذلك الراشد . فكل الراشدين سبق وأن كانوا أطفالا ( رغم أن قلة منهم ف فقط تتذكر ذلك ! ) . فلأصوب إذن إهدائي : إلى ليون ويرث لما كان ولدا صغيرا
اول صفحات الكتاب
أجابوني : « لماذا تخيفنا قبعة ؟ » لم يكن رسمي يمثل قبعة ، بل ثعبان بوا وهو يهضم فيلا . رسمت إذن الثعبان من الداخل حتى يتمكن الراشدون من فهم ما رسمت . لكنهم ظلوا في حاجة إلى توضيحات . وقد اتخذ رسمي رقم 2 هذا الشكل : نصحني الراشدون بأن أترك جانبا رسوم ثعبان البوا ، سواء أكانت من الداخل أو الخارج ، وأن أهتم بالأحرى بالجغرافيا والتاريخ والحساب والنحو . وهكذا تخليت ، وأنا ابن السادسة ، عن مستقبل رائع في فن الرسم . فقد أحبطني فشل رسمي رقم 1 ورسمي رقم 2. ذلك أن الراشدين لا يفهمون شيئا لوحدهم أبدا ؛ وإنه لمتعب للصغار أن يواظبوا على تقديم التوضيحات لهم بصورة دائمة . اضطررت إذن لاختيار مهنة أخرى ، فتعلمت قيادة الطائرات . طرت في مناطق متعددة من العالم ، وأفادتني الجغرافيا كثيرا حقا . كنت أستطيع التمييز ، بلمحة بصر ، بين الصين وأريزونا ، وهو أمر بالغ الأهمية لاسيما إذا ضل الطيار طريقه ليلا . وهكذا ربطت خلال حياتي اتصالات عديدة مع كثير من الناس الجادين . عشت لفترة طويلة بين الراشدين ، وراقبتهم عن كثب ، ولم يغيّر ذلك رأيي فيهم .
لتحميل اضغط