أخر الاخبار

رواية وقعت في حبه مجددآ الفصل التاسع والعاشر





 رواية وقعت في حبه مجددآ 

الفصل التاسع

والعاشر

فتح إيان باب المطعم، ثم أشار لروز بالدخول.

- تفضلي.


أومأت بابتسامة لطيفة.

- شكرا لك.


دخلت، ثم دخل من بعدها.

كان المطعم راقيا الديكور، على جدرانه البيضاء زخارف ذهبية، و أما المقاعد و المائدات فيطغى عليها اللون الأحمر الملكي المزين بالذهبي أيضا. تقدم نحوهما نادل ورحب بهما، ثم سألهما.

- أنتما شخصان فقط؟


أومأ إيان.

- صحيح.


تبسّم النادل ثم أشار لهما، مفسحا لهما الطريق.

- تفضلا معي، من هنا.


سار النادل نحو مائدة لشخصين، مزينة، تتوسطها ثلاث شموع، و زهرية تحمل وردة حمراء.

- تفضلا، سأحضر لكما قائمة الطعام.


ثم إستأذن و تركهما عند المائدة. إقترب إيان من أحد المقعدين، ثم أزاحه لأجل روز.

- تفضلي.

- شكرا لك.


جلست، ثم جلس من بعدها أمامها.

عاد النادل بعد ثوان قليلةمن الغياب، قدّم لكل منهما قائمة تحتوي على الوجبات التي يحضّرها المطعم، فشكراه ثم أخذا يتفحصان اللائحة.

- ما الذي ترغبين في تناوله؟

- لا أدري بعد. و أنت؟


ضحك ضحكة صغيرة.

- لا أزال أفكر في الأمر كذلك.

- لما لا نتناول وجبة يقترحها علينا الطاهي؟

- فكرة جيدة.


تجوّلت ببصرها حولها و تفحصت مختلف الأطباق على كل طاولة. توقفت عيناها عند مائدة بالقرب منهما، حيث كان يجلس رجل كبير في السن بعض الشيء، في يده قلم، يكتب شيئا ما في مذكرة صغيرة، و أمامه طبق تحلية، تذوق منه القليل .


تقدم شاب في زي طاهٍ نحو ذلك الرجل، فقام من مقعده متبسما، ثم مدّ يده ليصافح طاهي. ألقت روز نظرة على اليدين اللتين تصافحان بعضهما، ثم على وجه الرجلين أمامها، فتسعت عيناها فجأة عندما تعرفت على الطاهي الواقف بالقرب من مائدتها.


آدم.


أشاحت بوجهها، ثم رفعت يدها إلى جبينها لتخفي ملامحها خلف كفّها دون أن تثير الشك، لكنها أثارت إنتباه إيان. عقد حاجبيه.

- أنتِ بخير؟


أومأت وهي تتحسس جبينها.

- بخير. فقط.. شعرت.. بدوار خفيف.

- دوار؟ أنتِ متأكدة أنكِ بخير؟


أومأت مصطنعة إبتسامة صغيرة حاولت إقناعه بها.

- أنا بخير. بخير.

- إذا شعرت بأنك لست على ما يرام، أخبرني. لا تتجاهلي الأمر.


هزّت رأسها موافقة، فتبسم لها إبتسامة وتّرها القلق. إلتفت بحثا عن النادل، فلمح شابا في زي الطهاة، إنتهى للتوه من حديثه مع الرجل الذي يجلس بالمائدة المجاورة.

- أ ليس هذا الرجل رئيس الطهاة؟ سأسأله عن أفضل الوجبات التي يعدها.

قالت في نوع من الإنفعال.

- لا تفعل.


تفاجأ إيان من ردّت فعلها، فأضافت على كلامها، وهذه المرة بهدوء.

- لا بأس. كنت.. كنت أفكر في تناول المعكرونة، لذلك..


سكتت فجأة و كأنها إبتلعت الكلمات التي كانت ستخرج من ثغرها و تجمدت مكانها، عندما سمعت صوت آدم ينطق بإسمها.

- روز؟


لم تلتفت إليه و لم تحرك ساكنا، مدّعية أنها لم تسمعه. إقترب آدم من طاولتهما.

- روز، هذه أنتِ؟


رفعت بصرها إليه في تفاجئ مصطنع.

- آدم؟ مساء الخير. أنتَ.. تعمل هنا إذا؟


أومأ وهو ينقل بؤبؤتيه بين روز و رفيقها. تبسم إيان و قام من مقعده، ثم مدّ يده رغبة في مصافحة آدم.

- دعني أقدم لك نفسي. إسمي إيان، زميل روز.


أمسك آدم بيده و صافحه.

- و أنا آدم. صديق روز من المدرسة الثانوية.

- سررت بلقائك، آدم.


ردّ عليه وهو يحاول جاهدا تثبيت إبتسامته التي هزّها الانزعاج مرارا.

- و أنا أيضا. سررت بلقائك.


ثم أشار له بالجلوس.

- تفضل.


أضاف و هو ينظر تارة إلى إيان، و تارة إلى روز.

- ما طلباتكما؟ دعاني أخدمكما الليلة.


أجابت روز في تردد.

- لا عليك.. لا.. لا داعي.. لذلك..


رفع آدم كلا حاجبيه.

- ليس و كأنك تأتين كل يوم. إنه واجبي كصديق.


أومأت له، ثم أرخت عينيها إلى أصابعها المتشابكة في توتر.

- شكرا لك، آدم.

- إذا، ما الذي ترغبان في تناوله الليلة؟


أشارت روز إلى لائحة المعكرونة بالصلصات المختلفة.

- أظنني.. سأختار طبق المعكرونة بصلصة الطماطم.

- منذ متى و أنتِ تأكلين المعكرونة بصلصة الطماطم؟

- ما الذي تقصده؟

- أ لا تفضلين الصلصة البيضاء؟

- بلى، و لكنني سأجرب صلصة الطماطم هذه المرة.

- لن تعجبك. دعيني أختار لك.


أخذ آدم لائحة الطعام من روز، دون أن يعطيها فرصة للحديث، ثم إلتفت إلى إيان.

- و أنتَ إيان، ماذا تطلب؟

- أ تستطيع أن تقترح علي طبقا بنفسك؟

- بالطبع. لما لا.

- شكرا لك.

- العفوا.


ثم إستأذن منهما، و غادر موقفه قاصدا المطبخ.

دخل و سلّم القائمتين لأحد الندل. توقف عند المجلى و غسل يديه، و عدم الارتياح واضحة على محياه. تمتم لنفسه.

- زميل؟ من هذا الذي يخرج برفقة زميلة لتناول العشاء في مطعم رومانسي كهذا؟ زميل قال.


***


بعد أن تناولا العشاء، قدّم لهما آدم طبقي تحلية من إقتراحه. كعكة الجبن بصلصة توت العليق.

تناول إيان ملعقة من الكعكة، ثم قال معبرا عن إعجابه.

- صديقك هذا محترف للغاية!

- إنه كذلك.

سكت لمدة وهو يراقبها، ثم أخيرا سأل بعد أن تردد طويلا و كأنه خائف من أن يُضايقها كلامه.

- عندما.. قلتِ إنك تشعرين بالدوار، كنت تحاولين تفادي لقاء آدم، أ ليس كذلك؟


إفترت شفتاها عن ضحكة صغيرة ثم أومأت. سأل وهو يدرس التعبير على وجهها لعله يعثر على أجوبة لأسئلته.

- و.. لما؟


وضعت الملعقة جانبا، متنهدة.

- لا أظن.. أن هناك سبب واضح. ربما.. أردت أن أتفادى الإزعاج الذي سببه كما رأيت.


تبسم ضاحكا.

- كان يحاول أن يكون لطيفا و حسب.


إقترب آدم من طاولتهما متبسما.

- كيف كان العشاء؟


أجابه إيان.

- كان لذيذا. شكرا جزيلا لك.

- إنه واجبي. أ تحتاجان شيئا آخر؟


هزّ ايان رأسه نفيا.

- شكرا لك. كان كل شيء رائعا. علينا الذهاب الآن.

- ستذهبان؟


أسرعت روز في الإجابة عندما شعرت ببعض من الإندفاع في صوت آدم.

- إلى البيت. سنتمشى قليلا، ثم سأعود إلى البيت.


إلتفت إليها آدم.

- حسنا. بما أن عملي إنتهى فسأذهب كذلك. لنذهب معا إذا.


ثم ألقى نظرة على إيان.

- يمكنك الذهاب أولا.


قامت روز من مقعدها،  حملت حقيبتها، ثم سحبت آدم من كمّ ثوبه كإشارة له بأن يكف عن الكلام.

- لا أريد أن أزعجك أكثر من هذا. سأذهب برفقة إيان.


ثم طلبت من زميلها.

- هيا بنا، إيان.


قام من كرسيه أخيرا، ثم مدّ يده ليصافح آدم.

- شكرا لك. كانت الخدمة ممتازة.


تصافح الشابان.

- شكرا على الزيارة.


ثم رمى روز بإبتسامة ماكرة.

- أراكِ في البيت إذا. لن أتأخر.


ثم لوح لها و هو يعود أدراجه بإلى المطبخ، و يضغط على كل شفة من شفتيه بأختها ليمنع نفسه من الضحك. إتسعت عينا روز، و إبتلعت ريقها عندما إستفهم إيان.

- يراكِ.. في البيت؟ أ تعيشان.. معا؟


نظفت حلقها.

- نحن.. نعيش.. في شقة صديقة لنا.. معا.

- آه، تعيشان مع صديقة لكما؟


إبتسمت روز في إرتباك، أومأت في تردد ثم طلبت.

- لنذهب.

- هيا بنا.


***


دخل آدم الشقة بخطوات تعلن عن إنفعاله، هرول إلى غرفته و أغلق الباب خلفه دون أن يعير أي إهتمام لروز المتربّعة أمام التلفاز.

عقدت حاجبيها.

- ما الذي حدث له؟

هزّت كتفيها ثم عادت لمشاهدت التلفاز، و إحتساء الشاي من الكوب بين يديها.


فتح باب الغرفة فجأة بعد بضع دقائق من دخوله، فإلتفتت إليه منتظرة منه تفسير تصرفاته الغريبة.

- أخفضي صوت التلفاز. أريد أن أنام، و الصوت يزعجني.


قطّبت وهي تحدق به. أطبق جفنيه ثم قال بلهجة أكثر تذمرا.

- قلت أخفضي صوت التلفاز!


تغير التعبير على وجه روز من الحيرة إلى الاستياء. أغلقت التلفاز، وهي تحاول بكل ما أوتيت من قوة، أن تمسك بأعصابها. قال بصوت مرتفع مستفز.

- أفضل!


ثم عاد إلى داخل الغرفة.

أغلقت روز جفنيها لبرهة، زفرت ما كان بداخل صدرها من هواء، لعلها تهدئ أعصابها الثائرة، ثم تناولت أحد الكتب على الطاولة، فتحته على الصفحة التي توقفت عندها، ثم جلست تقرأ في صمت. قلبت الصفحة الأولى، الثانية، ثم الثالثة، فخرج آدم من الغرفة، وكما فعل قبل قليل، وقف عند الباب متجهم الوجه.

رفعت حاجبا واحدا، ثم سألته بنبرة حادة.

- ماذا؟ ماذا هناك؟


أشار إلى الكتاب بين يديها.

- صوت تقليب الأوراق. يزعجني.


قهقهت في سخرية.

- أنت تمزح؟


أجاب ببرودة.

- و هل أبدوا و كأنني أمزح؟


تأففت، أغلقت الكتاب ثم وضعته جانبا، فعاد آدم إلى الغرفة مجددا.

جلست في صمت لمدّة، وهي تحدق بالجدار أمامها. إستلقت، ثم أراحت جفنيها، لكن سرعان ما فتحتهما عندما سمعت صوت الباب يفتح من جديد. همّت بالجلوس ثم صاحت به دون أن تتردد أو تحاول التحكم بغضبها.

- ماذا؟ ماذا؟ ماذا بعد؟ أ يزعجك صوت أنفاسي؟ أ تريد مني التوقف عن التنفس كي ترتاح؟


تصنمت قدماه لوهلة و كأنها فاجأته بغضبها. تنهد، ثم دخل غرفة الجلوس بخطوات بطيئة متعبة، ثم تربّع على الأريكة المقابلة لروز.

تنحنح ثم سأل متفاديا النظر إلى عينيها.

- من كان ذلك الفتى إيان؟ أ حقا زميل وحسب؟


إعتدلت في جلوسها، ثم حاولت قراءة التعبير المكتوب على صفحة وجهه، و ربط ذلك بكلامه و بتصرفاته.

- ما بك؟ أ تغار منه؟


رفع حاجبا، مصطنعا ملامح مندهشة، ثم قال في تهكم.

- أغار؟ و لماذا أغار منه؟

- و ما شأنك به إذا؟ أو بعلاقته بي؟ فليكن زميلا أو حبيبا، ما الذي يهمك في الأمر؟


أجاب في إنفعال.

- يهمني! يهمني الأمر.

- يهمك؟!

- أجل يهمني.

- أ لا تزال تحمل مشاعرا تجاهي؟


قهقه في إستهزاء، ثم ردّ على سؤالها في إندفاع، متهربا من الجواب.

- أحاول حمايتكِ. أحاول أن أتصرف كما يتصرف الأصدقاء! لماذا لا تفهمين ذلك؟


قام من على الأريكة ثم إتجه نحو الغرفة متذمرا.

- إلهي! أ هكذا يُردّ الجميل؟ أحاول المساعدة وحسب. أغار؟ أنا أغار؟ و لماذا أغار؟


دخل الغرفة ثم أغلق الباب بقوة، فجعلها تقفز من مكانها. تمتمت لنفسهاو هي تحدق بالطريق التي سلكها.

- لا بدّ و أنه قد جنّ! جنّ تماما!


تأففت.

- كعادته! يغار لسبب تافه و يرفض الإعتراف! أبله.


***


ما إن أعلق الباب خلفه حتى إرتمى على السرير، ثم أخذ يتقلب يمينا و يسارا و هو يئن كطفل منزعج على وشك أن يبكي.

- يا لي من غبي! غبي! آه، لماذا تصرفت هكذا؟ لماذا؟


****

المجد للقصص والحكايات رواية وقعت في حبه مجددآ الفصل العاشر

عادت روز إلى الشقة و في يدها كيس به بعض المشتريات. دخلت، فوجدت آدم في المطبخ يحضر وجبة. وضعت المشتريات على المائدة، ثم وقفت أمامه تراقبه يعمل.

نظفت حلقها.

- أ لن.. تذهب اليوم الى المطعم؟


أجاب دون أن يرفع بصره عن يديه اللتان تقطعان الخضار.

- اليوم يوم راحتي.


هزّت رأسها مستوعبة.

- ظننتك تعمل خلال نهاية الأسبوع أيضا.


وقفت تراقبه منتظرة منه كلمة، لكنه لا يجيب. فأضافت متسائلة.

- أ تُعِدّ طعام الغداء؟


أومأ، ثم قال بعد سكوت.

- لقد دعوت سارة على الغداء.

- رائع!


تنحنح قبل أن يسأل.

- كيف حال إيان؟

- لم أراه منذ الأمس. لماذا تسأل؟

- فقط.. أردت أن أطمئن على صديقك الجديد.


ضغطت على شفتيها لتمنعهما من الإبتسام. رفع عينيه إليها بعد أن شعر بنظراتها، توقفت يداه عن الحركة، ثم قال في نوع من الإستغراب.

- ماذا؟

- لا شيء! أكمل عملك.


أشارت إلى الكيس.

- سأضع المشتريات مكانها.


ثم بدأت بإخراجها و ترتيبها في المكان المخصص لها. و عندما إنتهت من ذلك، قصدت الغرفة لتتدرّب قليلا. و ما أن غادرت، حتى توقف آدم عن تقطيع الخضار، أطبق جفنيه بإحكام ثم تمتم لنفسه موبخا.

- لماذا سألت عن ذلك الفتى؟ لماذا؟ آه، يال الإحراج.


***


وضع آدم الأطباق التي أعدها على المائدة أمام سارة، ثم شرع يشرح كل طبق على حدة.

- هذه، سلطة بسمك السلمون. و هذا الطبق، حساء البطاطا و القرنبيط، مع قطع اللحم.


إبتسمت سارة وهي تتفحص الأطباق الموضوعة أمامها بإعجاب.

- يبدوا لذيذا.


إبتسم لها ثم أكمل قائلا.

- وهذا الطبق هنا، فطيرة بلحم الدجاج و الجبن. أتمنى أن تنال الأطباق بإعجابك.

- تعجبني كثيرا. رائحتها مذهلة!


تقدمت روز نحو المائدة وهي تحمل كؤوسا و مشروبا. وضعت كأسا أمام كل من سارة و آدم، و وضعت الأخير أمامها، ثم سكب المشروب لكل واحد منهم. شكرتها سارة، ثم شكرها آدم كذلك بعد أن ملأت كأسه.


جلس الثلاثة يتناولون الطعام، و يتبادلون أطراف الحديث.

سأل آدم موجها سؤاله لسارة.

- أ أنت في علاقة ما حاليا؟ لك حبيب؟ أو ربما خطيب؟


ألقت روز نظرة سريعة على آدم، متعجبة من سؤاله. أما سارة فتبسمت له ثم أجابت.

- لست جزءً من أي علاقة حاليا. لكن، كان لي خطيب قبل عام تقريبا.

عقد آدم حاجبيه.

- ما الذي حدث؟

- لم نتفق. تسرعنا في قرار خطوبتنا وحسب. لكنه كان شخصا جيدا.


أومأ لها متفهما. ثم سألت.

- و أنت؟


ردّ على سؤالها بآخر بعد أن إحتسى القليل من المشروب.

- أنا ماذا؟

- في علاقة معينة، حاليا؟


إبتلع آدم ما في فمه من شراب، إسترق نظرة إلى روز، ثم هزّ رأسه نفيا و ضحكة صغيرة مرتبكة تعلو محياه.

- لست جزءً من أية علاقة أيضا.

- حقاًّ؟ أ لست معجبا بأحدهم مثلا؟

- لا. لا أظن ذلك.


إبتلعت روز ريقها في نوع من الضيق، أنزلت نظرها إلى طبقها، ثم تناولت لقمة في صمت. إستدارت إليها سارة.

- روز، لم تقولي شيئا منذ مدة.


إبتسمت روز ثم أشارت إلى طبقها.

- آسفة. لكنني إنسجمت مع طبقي هذا. لذيذ للغاية!


قالت سارة وهي تنقل بصرها بين الجالسين برفقتها.

- صحيح. الطعام لذيذ للغاية! ستكون زوجتك أسعد فتاة على وجه هذه الأرض.

- لا أظن ذلك.

- لما لا؟

- لا أظن أن الطعام يحل كل المشاكل!

- يحل بعضا منها.


ثم تبادل الاثنان ضحكة صامتة. إلتفتت سارة إلى روز بعدها ثم سألتها.

- و أنتِ روز؟ لم تخبرينا، أ هناك شخص ما حاليا في حياتك؟


إحتست من كأسها القليل، ثم وضعته جانبا.

- ليس بعد.


تعجب آدم من كلامها متسائلا.

- و إيان؟


أجابت روز في هدوء مصطنع.

- ماذا عن إيان؟

- أنتما حقا مجرد صديقين؟

- لقد أخبرتك أنه ما من علاقة بيننا! لماذا تصر على رأيك؟

- أنا لا أصر على رأي.

- ما هذا الذي تفعله إذا؟

- أ أنتِ غاضبة لأنني سألت عن علاقتك بإيان؟


إنفجرت شفتاها عن ضحكة ساخرة.

- أنا لست غاضبة! أنا متضايقة لأنك تصر على أن إعتقادك هو الصحيح!

- لم أسأل عن علاقتكما إلا بعد أن رأيتكما معا.

- و ماذا إذا؟ فقط لأنك رأيتنا معا، لا يعني أنه حدث شيء بيننا.

- حقا؟! لما لم تفكري هكذا قبل خمس سنوات؟


ردّت عليه ببرودة أعصاب مصطنعة.

- جميل! أخطأت عندها. لكن عندها كنا على علاقة ببعض، و ما رأيتُهُ كان قبلة حقيقية. أما الآن فلا تربطني بك أية علاقة، و ما رأيتَهُ كان مجرد دعوة لتناول العشاء. أم أنني أخطأت؟


تبادلا نظرات حادة لمدة، و سارة جالسة في صمت، مرتبكة الملامح لا تدري ماذا تفعل.


قال آدم بعد أن هزّ رأسه موافقا مرارا.

- صدقتي. لم تخطئي أبدا. لم تعد تربطنا أية علاقة الآن.


قامت روز من مقعدها، ثم إعتذرت لسارة.

- آسفة حقا عما بدر مني. أفسدت عليك الغداء.

 الفصل الحادي عشر

تعليقات