أخر الاخبار

رواية سيلا و ضربات القدر الفصل الثالث عشر والرابع عشر

 

حصريآ علي موقع المجد للقصص والحكايات رواية ضربات القدر سيلا   الحلقة الثالثة عشرة. ..الرابعة عشر

حصريآ علي موقع المجد للقصص والحكايات رواية ضربات القدر سيلا 

الحلقة الثالثة عشرة. ..الرابعة عشر


يجلس اسلام فى غرفته ينظر الى أركانها ،يتذكر سيلا التى كانت معه بين ذراعية فى هذه الحجرة ؛لأول مرة يكون هناك ذكرى ومكان يجمع بينهما سويا، بدون وجود ذكرى لأخيه ماذن .


أحبها ... نعم أحبها وكأنه لم يحب من قبلها . شيماء كانت شىء من التعود ؛زوجته وأم ابنائه ولكنها لم تكن حبيبة، لم تلمس قلبه ،لم تجعله يشعر بكل تلك الاحاسيس والمشاعر التى شعر بها مع سيلا ... سيلا من جاهد ليبتعد عنها ،فإكتشف انه كان يقترب منها .


يغمض عينيه عندما تخيل وجهه سيلا وكأنه يحتفظ بصورتها فى عينيه ،فلا يريد ان يرى اى شىء آخر سواها ... سيلا ...حب حياته


يجد اسلام نفسه يهمس بألم : إستحاله أطلقك أو أبعد عنك .


عند سيلا فى شقتها فى الاسكندرية. ..


تصل سيلا الى شقتها وهى محطمة كليا ،اثناء الطريق لم تكف عن البكاء ولم يكف السائق من الاشفاق عليها وهى تبكى بحرقة شديدة ...

تدخل سيلا الى الشقة وتطعم الصغار ،وتتركهم وتجلس فى غرفتها تبكى ...


تتعجب سيلا من نفسها كثيرا .تتسائل فى دهشة ووجع ماذا حدث لها ؟لماذا تبكى الان ؟ تسأل نفسها وكأنها لاتعرفها ..ألم أكن احب ماذن ..ماذا حدث الان ..هل أحببت اسلام ؟ تقف امام صورة ماذن تسأله بعينيها ماذا حدث ؟


وكأنها تنتظر رده عليها ، حاله من التشتت والضعف والتعب. اختناق شديد تشعر به وتخبط .

تحدث نفسها بأنها حقا قد شعرت بالأمان و الاحتواء ولكنه خدعها ...خدعها حيث كان هدفه الشركة فقط . كل ما حدثها عنه من خب لها كان كذب ،خواء ،كلمات نثرها فى الهواء وتلقتها هى وللأسف ...صدقتها .


تصرخ سيلا وتردد : كداااب ... كداب كداب


يحاول اسلام الاتصال بها مئات المرات ولكن دون جدوى . لا ترد عليه سيلا ابدا بل تبعد هاتفها بعيدا عنها .


لا يمل اسلام من محاولته فيتصل على تليفون المنزل ليرد عليه سيف ببكاء ..


اسلام وقد جفل من صوت سيف الباكى فيسألة فى لهفة :


- مالك يا سيف بتعيط ليه ؟


سيف باكيا : علشان ماما قاعده تعيط وبتقولى كداب ،وانا والله مكدبتش على ماما فى حاجة يا عموا.


يغمض اسلام عينيه فى ألم مما يسمع ويقول بصوت هادىء،حتى لا يقلق سيف : طب ماما فين دلوقتى ؟


سيف ببراءه : فى القوضة بتاعتها وقافلة عليها وتقولى يا كداب


اسلام مطمئنا سيف بهدوء : لا يا حبيبى ماما مش بتقول لك الكلام دا ،متعيطش بقى .


سيف بأمل وسعادة وهو يقطع بكاؤه : بجد يا عموا ... ماما مش بتقول ليا كداب ؟


اسلام بألم وهو يعلم انه جرحها جرحا شديدا ،وانها تبكى فى ألم وترفض الاستماع له وتصديقة .. يعلم انه هو المقصود بالكاذب ولكنها رفضت حديثة ورفضت تصديقة .


-ايوة يا سيف ،ماما بتقولها لحد تانى غيرك يا حبيبى ،إقفل بقى ونام إنت ونوران ماشى .


سيف : ماشى يا عموا .


يغلق سيف الهاتف ،بينما يظل اسلام مغمضا عينيه فى ألم شديد ، يعلم أنها تتألم وتتعذب ،يريد الذهاب لها و إحتوائها ولكنه يعلم أنها سترفض لقائه ولن تصدقة . يتذكر الاطفال ،فيبعث رساله لها ؛فى محاولة يائسة منه وهو يعلم انها لن تردعليه ولن تستلمها ولكنه ارسل تلك الرسالة اللتى يخبرها فيها بأن أبنائها خائفان ويعتقدان أنها غاضبة منهما ،ويحب عليها أن تخرج لهما وتطمئنهما ..


تجد سيلا الهاتف يصدر نغمه صغيرة ،تمسك الهاتف وتجدها رساله من اسلام ، كانت ستقذف العاتف بعيدا ولكن كلمه الاولاد لفتت انتباهها ،ففتحت الرسالة وقرأتها ،ثم اغلقت الهاتف .


تخرج سيلا ليف ونوران وتجلس معهما فى محاولة منها ليث الطمأنينه لديهما .


عند شيماء وهى تتحدث الى وليد ..


شيماء : بقولك إيه .. الطريق بقى فاضى ليك ،كلها يومين وسيلا تطلق. يا تتجوزها إنت يا هشوف حد تانى يخلصني منها


وليد بدون فهم وهو يعتدل فى جلسته : إنتى بتقولى ايه ؟ وليه اسلام يطلقها ؟


شيماء وهى تضحك بسعادة حقيقية ثم تقول فى غموض ومكر : ملكش دعوه المهم هى يومين وهتطلق ،دورك جه بقى .


وليد مفكرا فى كلامها ثم يقول : خلاص تمام ..عرفينى بقى الاخبار


شيماء بحقد : ماشى بس المهم تتجوزها وتبعدها عن طريق اسلام خاالص .


وليد بهدوء : تمام ...تمام اوى .


فى الصباح ...


تذهب سيلا للشركة وتظل تعمل ولا تتحدث مع أحد حتى وليد كانت تتلاش التحدث معه ، عندما حاول وليد فتح اى موضوع للحوار ،لم تكن تعطى له فرصة للحديث ،كل ما ترده هو أن تعمل ..وتعمل فقط ...


أما اسلام فلم يحضر للشركة ،بل انه قد كرهه ذهابة للشركة التى كانت سببا فى ابتعاد سيلا عنه .


عند الحاج رشدى. ..


يرى رمزى اسلام وهو جالس بمفرده فى الحديقة ،يقترب منه رمزى ويتحدث معه


رمزى مشاكسا : مش عاده يعنى تبقى هنا إنت والولاد ؟ أمال فين شيماء او سيلا ؟


ينظر حولة فى اهتمام ولا يجد احدا، يرجع بنظرة الى اسلام الذى يجلس وينظر للاشىء


اسلام بسخريه : كلهم فى الاسكندرية؛ سيلا وولادها و.. شيماء


نطق اسم شيماء بمنتى الغل والغضب وقد لاحظ رمزى ذلك ،فتسائل بينه وبين نفسة عن السبب ولكنه آثر الصمت


رمزى فى محاولة لجعل اسلام يتحدث اكثر : طب إنت مأجز يعنى ولا قاعد علشان الحاج ؛ لو علشان الحاج إطمن أنا موجود وهخلى بالى منه مت...


لم يكمل كلماته فقاطعه اسلام بجمود وإقتضاب وهو يقول :


- شوية كدا وهرجع تانى .


رمزى وهو يتفرس ملامح اسلام الحزينه : مالك يا اسلام ... حاسس إنك زعلان أو.. أوتعبان ؟


إسلام بتنهد بحزن : مخنوق شوية ..


رمزى بقلق وهو ينظر الى عينى إسلام ووجهه : طب قول لى مالك يا إسلام. .. اشركنى معاك .


إسلام وهو يرتشف من فنجان قهوتة ويقول : لما احس إنى أقدر أتكلم أكيد هقولك .


تحضر حسنات الخادمة


حسنات : استاذ رمزى ، الحاج رشدى عايزك فى المندرة لوحدك


رمزى وهو ينهض : حاضر يا حسنات انا جاى أهه.


يتجه رمزى للمندرة ..


الحاج رشدى امرا : اقفل الباب وراك يا رمزى

يدخل رمزى ويغلق الباب وهو يتسائل فى داخلة عن سبب ذلك وماذا سيقول الحاج له ...


رمزى وهو يغلق الباب : هو الموضوع كبير ولا إيه يا حاج علشان أقفل الباب.


الحاج رشدى بحزم وغضب وقد افرج عن غضبه:


- فعلا هو الموضوع كبير ..كبير اوى ومعدش ينفع السكات علية اكتر من كدا .


يصمت الحاج رشدى قليلا وينظر لرمزى الذى أكله الفضول لمعرفه مايريد والده ان يخبره ..


يتحدث الحاج رشدى : طبعا انت بتسأل نفسك إسلام قاعدهنا ليه ؟ صح ؟


رمزى بفضول :الصراحه أه .. حتى حاولت اسأله وأعرف منه ،بس هو مرضيش يقول حاجه


الحاج رشدى بحده وصرامه : إسأل نشوى مراتك وهى تقول لك كل حاجه ... دا لو قالت اصلا .


رمزى بدهشة : نشوى !!


الحاج رشدى بسخريه اكثر : أه نشوى؛ اللى كل تفاصيل حياتنا بتتنقل أول ...بأول لشيماء . وطبعا شيماء مش بتتوصى واتخانقت مع اسلام وسيلا ،وأهى سيلا طالبه الطلاق و إسلام هنا وشيماء هناك ... والبركة فى الست نشوى .


يصمت قليلا ويكمل : يا ريت يبقى ليك دور بقى وتخليها تنقل أخبارنا لشيماء ..ولا عاجبك حال أخوك ..


رمزى غاضبا وهو غير مصدق لما يقوله والده:


- أنا حذرتها كتير والله يا حاج .بس لازم أخد موقف منها ، كفاية كدا .... كنت بتقول مش عايز مشاكل .لكن توصل لخراب البيوت ،يبقى لازم لها وقفة ...


ويخرج رمزى صاعدا الى شقته والغضب يتطاير من حدقتيه :


- نشوى ... نشوى


تأتى له نشوى وهى تمسك زيد :ايوة فى ايه يا رمزى


رمزى : من غير ةلا كلمه كدا يا مشوى ؛ تلمى حاجتك وتعال اوصلك لبيت والدك


نشوى بدهشة عارمة وقد وقع قلبها بين قدميها : ليه يا ؤمزى فى حاجة ؟ أنا عملت حاجة؟


رمزى هادرا بغضب : حذرتك كتير اوى يا نشوى ،لكن توصل انك تقولى لشيماء على كل حاجة وتخربى بيت أخويا ..دا لايمكن اسكت عليه ابدا ،لما تعرفى تحطى لسانك جو بقك ،أبقى أجيبك . متعلمتيش كدا يبقى كل واحد فينا قى حاله ونفارق بالمعروف .


نشوى مرتعشة بخوف : عايز تخرب بيتك يا رمزى ؟


رمزى بغضب : انتى اللى خربتى بيت اخويا وبيتك كمان من نقلك للكلام .يلا بينا ..


قال الكلمه الاخيره بنبرة صارمة ، امرة ،بحزم مطلق بيس هناك من قصال او حتى مجال للحديث .


تذهب نشوى مع رمزى عائده الى منزل والدها ومعها زيد ابنها ،يستقبلها اخواها صادق وخالد.

صادق بتساؤل من رؤية حقيبة ملابس نشوى وابنها :


- مالك ... جاية معيطه ليه ؟ رمزى زعلك ؟


تنظر له نشوى وتبكى بقهر وتقول : عايز يطلقنى

خالد بإنتباه ودهشة : إيه !! ليه ..عملتى إيه ؟


نشوى تصمت ولا ترد ،تنظر لهما ولا تجرؤ على الحديث ،ماذا ستقول لهما ؛ انها اوشكت على خراب بيتها وبيت اسلام يسبب نقلها للحديث وللكلام .تصمت ولا تتحدث تكتفى بالبكاء فقط .


صادق بدهشة : متردى !قولى حصل إيه علشان نعرف نتكلم معاه .


خالد وهو يتناول هاتفه ويقول : انا هكلمه واعرف منه ايه اللى حصل ؟


نشوى بتردد وتلعثم : لا... متكلموش ؛ أصل ... أصل أنا قولت حاجات حصلت فى البيت لشيماء و... و حصل مشاكل بينها وبين اسلام بسبب كدا .


خالد والغضب متملكه يعنفها : حراام عليكى يا شيخه ،وإنتى مالك ومالهم ، خليكى فى حالك .


نشوى فى محاولة منها ان تبرر فعلها : شيماء سيلفتى وزى أختى ؛ حبيبت اعرفها ان اسلام اتجوز سيلا .. غلطت انا فى ايه بقى ؟


صادق بدهشة : وهى مكنتش تعرف انهم اتجوزوا ، دى البلد كلها تعرف .


نشوى يتلعثم : لا ...تعرف ... بس ماعرفش انهم يعنى....


خالد وهو يصفق على يديه بدهشة ،غير مصدق افعال اخته : نهار أسود عليكى ... ودى كمان قولتيها .


نشوى باكية : آه. .. قولتها


صادق مكملا لها : وطبعا شيماء جت وبهدلت الدنيا


تهز نشوى رأسها موافقة وتقول : وخلت سيلا طالبة الطلاق من اسلام .


خالد بغضب وهم يمسك ذراعها بجده : احنا مش قلنا نخلينا فى حالنا وبس ، ليه الأزية دى بس .


نشوى ببكاء و ندم : اللى حصل ،وأهه رمزى عرف وقالى يا أبطل يا يطلقنى ..


صادق وهو يشير لها بغل : إشربى بقى ،مهو الجزاء من جنس العمل . إيه اللى كان هيحصل يعنى لو فضلتى ساكته . اديكى أذيتى نفسك وسيلا كمان .


نشوى ببكاء اكثر : بس بقى إنتم هتزودوا وجعى ،مش كفاية اللى انا فيه .


صادق وهو يقلب شفتيه يأسا منها :

- والله انتى اللى عملتى فى نفسك كدا .


خالد وهو يشير لها على غرفتها : خلاص ،ادخلى قوطتك وانا هكلم هند تعمل لك حاجه تهدى بيها اعصابك .


تدخل نشوى الى غرفتها وتجلس تبكى، غير مصدقة لما فعله رمزى ،تدخل عليها هند ومعها كويا من الكركدية لتهدىء اعصابها


هند بهدوء : اتفضلى يا نشوى ..عايزة حاجه.


نشوى بألم : لا ..شكرا. إنتى أخبارك إيه مع خالد

هند : الحمد لله . ما تيجى تقعدى معايا بره بدل حبستك دى .


نشوى : شوية كدا واخرج .


عند الحاج رشدى. ...


يجد الحاج رشدى اسلام جالسا بمفرده ،يجلس معه وهو ينظر له كثيرا .


الحاج رشدى بهدوء : هتفضل هنا كتير يا إسلام وسايب شركتك ومراتك


اسلام متنهدا بقوة : مليش نفس اخرج او أشوف حد يضحك بسخرية ويقول :ومراتى واحده مع اصحابها والتانية طالبة الطلاق


الحاج رشدى : طب مين ييمشى الشغل فى غيابك


اسلام وهو يمسك جبهته بيديه ويغمض عينيه ويقول : بكلم السكرتيرة او وليد بيقولهم يعملوا إيه .


الحاج رشدى منبها له : وليد تاااانى .


ينظر له اسلام وكأنه تنبه لوجود وليد فى الشركة مع سيلا ،فشعر بوخذة فى قلبة وبكنه دارى شعزرة وارتباكه


الحاج رشدى : طب فكرت ولا لسه ؟


اسلام بسرعة وحده : طلاق مش هطلق يا حاج

الحاج رشدى بحزم : انا وعدتها إنى هعمل اللى هى عايزاه يا إسلام


اسلام بتوتر ظهر عليه : أنا ... أنا هسيبها لما تهدا شوية وهتكلم معاها


الحاج رشدى : طب خلى بالك من شغلك ..ومن ولادك اللى هنا دول مش ليهم مدارس .


اسلام بتعب واضح عليه وهو يغمض عينيه : بعيدين يا حاج ، بعدين ،ارتب بس افكارى ونفسى كدا ..


عند نشوى ...


تجلس نشوى مع صادق وخالد وتلاعب هند زيد بمحبه ،تنظر لها نشوى وهى تداعب زيد ويخطر فى باله سؤال


نشوى : ربنا يديكي يا هند .


هند متألمه وتحاول ان تخفى ألمها ؛ فهى لم تنجب حتى الان رغم مرور سنوات على زواجها :


- يا رب يا نشوى ... كله بأمر الله.


نشوى متسائلة : يعنى انتم مسألتوش دكتور ؟


هند وهى تنظر لخالد وهى تجيب فى إحراج :

- روحنا، وعملنا تحاليل وأشعة وقالوا إننا كويسين بس ننتظر أمر ربنا .


نشوى بسرعة : طب ما تجربوا أطفال الانابيب .

هند وهى تنظر لها بدهشة : تصدقى مجتش فى بالنا ... هقول لخالد عليها .


نشوى بإمتعاض : إزاى مجتش فى بالك ؛بقالكوا خمس سنين متجوزين ومحتش فى بالك .!


هند وقد عقدت العزم :خلاص ،هكلم خالد فى الموضوع ده النهاردة.


صادق وهو يرى تقارب نشوى وهند ،فحاء بحانب اخيه خالد وقال له هامسا :


- اختك ومراتك اتلموا على بعض ،ربنا يستر وميكونوش بيتفقوا علينا .


خالد ساخرا : هيتفقوا على إيه يعنى ؟


تنظر نشوى الى صادق وتقول : وانت يا صادق مش ناوى بقى تتجوز ؟


يصحك خالد كثيرا ويقول له : كانوا بيتفقوا عليك يا معلم .


صادق بتوتر : ناوى ... وشفت واحده عجبتنى ..


نشوى بفضول : طب عرفنى عليها؛ علشان اشوف مناسبة ليك ولا لاء


صادق : بعدين يا نشوى ، مش دلوقتى .

يحاول صادق ان يغير الموضوع فهو لا يريد لنشوى التدخل فى موضوعه حتى لا يتعقد الموضوع ولا تتم الزيجه .فهو يعلم اخته وطبعها .


نشوى بإصرار : ليه بعدين ؟ ما دلوقتى وانا هنا.

صادق فى محاوله لإنهاء الحديث:


- لما تبقى الاول تتصالحى مع رمزى ،وأكمن عليكى .


ينهض صادق فى محاوله منه للفرار من فضول نشوى ويدخل غرفته .


خالد وهو ينظر لنشوى : وانتى يا نشوى مش ناوية تصالحى رمزى بقى .


نشوى بحزن وأسف : بكلمه والله بس هو مش راضى يرد عليا .. أعمل إيه ؟


خالد بنصح : يا نشوى ، اتعلمى بقى انك تبقى فى حالك ومتدخليش فى حياة غيرك ..


نشوى معترضة : هو أنا إدخلت . أنا بس ساعدت شيماء ، وعلشان متكوتش نايمه على ودانها .


خالد بدهشة ممزوجه بالغضب : وآخرة مساعدتك دى إيه ؟ مشاكل طبعا ..صح .


نشوى بإنكسار : كنت بساعدها والله .


خالد وهو متمالك نفسه :

إنك تعرفى غلطتك دا اول خطوة فى التغير ، وإنك تحاولى تصلحى غلطك دا برده اول خطوة فى الاصلاح . لكن طول ما إنتى بتدى لنفسك أعذار يبقى الغلط هيتكرر دايما .

أنا من رأى بقى رمزى يطلقك ويستريح وانتى كمان ساعدى بقى براحتك .


ينهض خالد ليدخل غرفته وينادى على هند لتتبعه .


تظل تشوى جالسة بمفردها مع زيد وهى تحدث نفسها وتفكر : يعنى أنا بعمل إيه بس ،مش بعرف شيماء ؛ علشان متبقاش نايمه على ودانها ، وأهه يرده ربنا يبعت اللى تقف معايا فى يوم من الايام . هو انا غلطت فى حاجه !؟


فى حجرة خالد وهند ...


ينظر خالد لهند ويجدها متوترة؛ تريد ان تتحدث معه فى شىء ولكنها متردده .


خالد بهدوء وتفحص لها : مالك يا هند ،حاسس انك عايزه تقولى حاجه .قولى على طول .


هند يتوتر واضح : أبدا بس يعنى .. كنت بفكر فى حاجة كدا


خالد بتساؤل : حاجة إيه يا هند ؟


هند وهى تتلعثم فى الحديث بخوف من غضبه :

- إحنا ليه ....مجربناش.... أطفال الانابيب دى يا خالد ؟


يرفع خالد حاجباه دهشة ويقول : إيه اللى جاب الغكرة دى فى دماغك !!


هند بتوتر اكثر وخوف اكثر واكثر : أ..أ....خالد بسرعة وبنفاذ صبر : قولى من غير تردد مين ؟


هند بسرعة : نشوى ..هى اللى شارت عليا .


خالد وهو مغمض عينيه فى غيظ وغضب :


- نشوى ... أاااااه . طب ماشى يا هند . نصيحه بقى مني ،متسمعيش كلام نشوى ؛ بدل ما تخرب عليكى زيها ... ماشى


قال جملته الاخيرة وهو ينفث غضبه بها فأجابت هند بسرعة ولهفة :


- إنت زعلت ... والله مقصدشى ، أنا عايزة اسعدك والله و...


خالد مقاطعا لها : انا سعيد وراضى بأمر ربنا ... ومس عايز تدخل من حد فى حياتنا


هند بندم وهى تنظر للارض خجلا من فعلها :

- أنا آسفه يا خالد ..وأوعدك مش هسمع كلام حد تانى ...


خالد وهو يبتسم لها ويطمئنها : ماشى ..


فى الصباح الباكر ...


يستيقظ اسلام مبكرا ويخرج قبل استيقاظ الجميع ويتجه الى الاسكندرية. يقف اسلام بسيارته بعيدا عن منزل سيلا ويظل يراقبها وهى تقل سيف ونوران الى المدرسة بواسطه تاكسى ،ثم تأخذ تاكسى آخر وتذهب للشركة . يظل اسلام يتابعها بسيارته وهو يشعر بالحنين لها، وبألم من تنقلها بأبنائها بالتاكسى ... شعر بها كم هى حزينه ومنكسره ؛ ملامح وجهات تقر بذلك ،طريقة مشيتها تخبره بذلك ،نظره عيناها للاشياء من حولها آلمت قلبه كثيرا .


يخرج اسلام هاتفه ويكلم وليد ليطمئن عليها .


اسلام : صباح الخير يا وليد .


وليد : صباح الفل. .انت جيت الشركة ؟


اسلام وهو يتنهد : لاء... لسه... هى سيلا جت؟


وليد وهو يختلس النظرات الى سيلا ويتحدث بصوت منخفض : ايوة موجوده ..تحب تكلمها ؟

اسلام بألم: لا ..بس بسأل بس ، هى اخبارها إيه ؟


وليد وهو ينهض ويخرج من الممتب ليتحدث براحة اكبر ولا تسمع سيلا الحديث :


- مش عارف مالها ،هى بتشتغل وبس ، لا بتكلم حد ولا حتى معايا ؛حاولت كتيراعرف منها فى إيه بس هى مش عايزة تتكلم .


يغمض اسلام عينيه بعد سماع حديث وليد عن سيلا ،ليفتحهما ثانيةعند نداء وليد عليه ..


وليد : اسلام ...


اسلام بألم : نعم ...


وليد وهو يجلى صوته : معلش انى هتكلم فى شىء شخصى، بس شوف سيلا زعلانه من إيه ؟ شيماء قالت لى على اللى حصل ،بس من رأى إنك لازم تتكلم معاها ،هى بتتألم اوى .


اسلام بسخرية : وانت بهمك انها متتالمش صح ؟ ولا مصلحتك ايه ؟


وليد وقد آلمه ما يظنه اسلام ولكنه تحامل على نفسة : عارف انت بتفكر فى إيه كويس ، بس كل اللى اقدر اقوله ان تفكيرك غلط .. انا اتعاملت مع سيلا وهرفت هى قد ايه انسانه محترمة ،وبتحافظ عليك يا اسلام ، يمكن تستغرب من كلامى بس هى دى الحقيقة. . يمكن اكون بتعامل معاها بكريقة تزعلك بس انا اسف على اللى فات . المهم دلوقتى ؛انا شايف انسانه رقيقة فعلا بتتألم ،وانت كمان بتتألم يا اسلام ،حتى لو مشفتكش ..مفيش حد اتعامل معها غير وحبها لانها نقية، لكن هى اختارتك انت يا اسلام ،وحبتك انت ....


اسلام مقاطعا بغيرة واضحه : يعنى بتعترف اهه انك حبتها وانك ...


وليد مقاطعا له : بقولك كنت ..كنت ؛ افهم بقى. .هى حبتك انت واختارتك انت ،وبتتعذب منك انت .افهم بقى


قال اخر كلماته بعصبيه مفرطه جعلت من يسير بجواره بنظر له بدهشة. فاشار لهم ان يبتعدوا عنه .


اسلام وهو يستمع الى كلام وليد وقلبه يدق بشده ،اصبح ظاهرا عليها للجميع مدى ألمها،ومدى حبها له. عند تلك النقطه تتردد كلمات وليد ثانيه (هى حبتك انت ،واختارتك انت، وبتتعذب منك انت )


وليد بحده : روحت فين ؟


اسلام منتبها : معاك يا وليد ، ان شاء الله هحاول اتكلم معاها ..بس لما تهدى


وليد وهو يحاول ان يكون هادئا : طب يا ريت تيجى الشركة. .. وجودك مهم للشركة فى شغل متعطل ،وكمان علشان هى تشوفك .


اسلام :ربنا يسهل يس لو فى اى جديد يا ريت تقولى ..سلام


وليد :سلام ..


يمضى اليوم واسلام يتابع سيلا وهى فى مشوار الروجع حتى وصولها الى المنزل مع ابنائها. .

يذهب اسلام لعمل عده مقابلات ثم يتحه الى منزل سيلا ...


يتبع.....

تفاعل ومتابعة

الحلقة الرابعة عشر. ..


طرقات على باب منزل سيلا ،لحظات وتفتح سيلا الباب لتجد اسلام أمامها وهو يبتسم لها ..


مشاعر مختلطه بينهما ،تتلاقى نظراتهما معا فى عتاب طويل منها ،ونظرة آسفة منه ، بين لهفة منه عليها ،وعيناه تجول على وجهها وتفاصيلة ،اشتاقها لحد الجنون، يريد ان يحتويها بذارعة ويضعها حيث تنتمى له .


ارتعاشة تسرى فى جسد سيلا وتخفض بصرها ،من نظراته الجريئة لها .


اسلام مبتسما وبهمس : السلام عليكم. . ادخل ؟


سيلا بخجل وغضب : وعليكم السلام. .. اتفضل .


يدخل اسلام ويهلل الاطفال حينما يروه ويتقدمون نحوه مهرولين ،ويرتمون فى احضانه ويقبلهم بكل شوق وهو يختلس النظرات الى سيلا التى تقف وترى مدى محبة ابنائها له وكذلك هو .


سيف بحب :وحشتنا اوى يا عموا ... هتلعب معانا ؟


نوران : هتقعد معانا ؟


سيف ببراءه : فين رنا وعز الدين ؟


اسلام وهو ينظر الى سيلا : عند جدوا رشدى .


نوران :هتاكل معانا ؟


اسلام مشاكسا سيلا وهو ينظر لها ويمسكها وهى تنظر له خلسه : لو ماما حبت إنها تأكلنى ..هاكل معاكم .


سيلا بتوتر وقد احمر وجهها خجلا وغضبا من ملاحقته لها بنظراته : عادى ...اتغدى مع الولاد .


اسلام وهو يقترب منها ويحمل نوران : طب وانتى ...مش هتتغدى معانا ؟


سيف ببراءه : ماما مش بتاكل خالص .


اسلام وهو ينظر الى سيف ونوران ثم الى سيلا : هتاكل معانا النهارده ...مش كدا يا سيلا؟


سيلا معتذرة : معلش اصل أنا مش جايلى نفس و...


اسلام مقاطعا لها بهمس : علشان خاطر سيف و...و خاطرى .


يرى اسلام ارتعاشة يد سيلا وهى تنهض وتذهب للمطبخ لتحضير الطعام ويظل اسلام يتابعها بعينيه حتى تختفى عنهما ...


يظل اسلام يلعب مع سيف ونوران حتى يستمع الى صوت سيلا .


سيلا : الغدا جاهز


يتجه الجميع الى المائده ،ويأكل الجميع وسط سعادة سيف ونوران وحديثهما مع اسلام وسيلا ،ونظرات مختلسة من اسلام لها ، وكذلك منها له .


بعد انتهاء الغذاء يلعب الاطفال قليلا ثم ينامون .

ويبقى اسلام مع سيلا بمفردهما ...


تحاول سيلا الابتعاد عن اسلام الا انه يعترض طريقها ويمسك يدها ويتجه الى الردهه ويحدثها بحنان حب


اسلام وهو يعطى لها مفتاح فى يدها :


- فى عربية موجوده تحت فى الجراج ليكى ، وبإسمك


سيلا بحده : مش عايزة حاجه ... انا هشترى عربية .


اسلام فى محاوله منه لامتصاص غضبها : خلاص العربية جت ،وبإسمك .


سيلا وهى تفرك يدها بتوتر : ماشى


يقترب اسلام من جلستها ، ويخرج علبه قطيفة، ويقربها لها ، تنظر سيلا للعلبه ثم تنظر له فى تساؤل


يبتسم لها اسلام ويهمس لها : شبكتك يا سيلا .


تنهض سيلا واقفة بسرعة وهى تقول بغضب :


- مش عايزة حاجه ،وبعدين إحنا هنطلق و. ...


ينهض اسلام بسرعة ويمسك ذراعها ويلفها له لكى تراه وتنظر فى عينيه، ولكنها تلفت وجهها للجانب فيمسك ذقنها ويدير وجهها لمقابلة عينيه وهى يهمس لها :


- طلاق ... انا مش هطلق يا سيلا . ليه مش عايزة تصدقينى ... والله كل كلام شيماء كذب .


سيلا بعند ،لا تعلم هل هى تعند معه ام مع نفسها لأنها اعطت له الفرصة ،قلبها بحدثها بأنه صادق ،وعقلها يحدثها بأنه كاذب ،فيتغلب صوت العقل على القلب ..


- انت جاى تضحك عليا بعربية وشبكه .


اسلام وقد اجفله ما سمعه منها ؛ألهذة الدرجه لا تصدقة ،لا تشعر به ،لا يصلها إحساسه ،يتأمل عيناها فى عتاب ثم يتحدث بحده :


- أنا مش كدا يا سيلا ... لو كنت عايز الشركة بس كنت عملت تخالص ؛وإديتك حقك وفلوسك ،والعيال هيبقوا تحت وصاية الحاج او والدتك وبعديهم انا ...


يتنهد ويزفر فى قوه ويكمل : أنا فعلا اديت لنفسى فرصة تانية معاكى ،وفعلا حبيبتك ؛وإلا مكنتش جيت لك هنا...


يبلع ريقه ويسند جبهته على جبهتها ويكمل :


- لو الموضوع كلة علشان الشركة كان ابسط حاجة دلوقتى اديكى حقك واطلقك زى ما انتى عايزه .بس ..بس انا فعلا حبيبتك ، محستيش بدا معايا ؟


يشعر بأنفاسها السريعة على وجهه ويكمل : انا قاعد عند الحاج ،ومش هرجع اسكندرية غير عندك يا سيلا . فاهمه دا معناه ايه ؟ ارجع ولا خلينى هناك؟


تبعد سيلا رأسها عنه قليلا وتنظر له فى عينيها وانفاسه تلفح وجهها ،لتقول بهمس وهو ينظر لعيناها ويرى مدى تخبطها وتشتت افكارها ..


- خايفه ... خايفة اصدقك تطلع كداب ،ويطلع كلام شيماء حقيقى .


اسلام مقاطعا اياها وهو يضع اصابعه على فمها ويشعر بإحساس يدغدغ مشاعره فيقول بعزم : طب قولى لى أعمل ايه علشان تصدقينى .


سيلا بقلة حيلة و ببكاء : مش عارفة ... والله مش عارفة.


اسلام وهو يضع دبلته فى اصبعها : أنا عارف إزاى ...


ويقبل يدها ويعطى لها دبلته لكى تقوم بوضعها فى اصبعه. .ينظر اسلام لها مطولا ويقترب منها ليقبلها ولكنه ينتبه انه فى شقته ماذن فيبتعد عنها وسط نظراتها الحائره


يلمس اسلام وجهها بأطراف اصابعه وكأنه يقبله ،ثم يقول : أنا همشى بقى علشان الحق ارجع البلد


سيلا بدهشة : هتسافر دلوقتى!


اسلام وهو يتجه الى الباب وسيلا وراؤه : ايوه علشان الولاد هناك ،وبعدين أنا حالف إنى مش هرجع الى عندك ..بس مش هنا يا سيلا .


سيلا تظر له ولا تفهم شيئا .


اسلام : أنا هفهمك كل حاجه بكرة ان شاء الله . .. يرسل لها قبلة فى الهواء ،فتبتسم له سيلا ،ويغادر عائدا لمنزل الحاج رشدى.


عندنشوى ....


يجلس خالد مع نشوى ويطلب منها زيد ليلاعبه قليلا .


تتقدم نشوى وتجلس بحواره وتقول :


خالد ..معلش يعنى ،متروح إنت وهند تعملوا أطفال أنابيب ...


خالد ينظر لها شرذا ويقول : دا أمر ربنا يا نشوى، ولو الدكاترة قالوا لازم نعملها هنعملها يا نشوى . بس يا ريت تخليكى فى حالك ... كلمتى رمزى ؟


هنا يحاول خالد ان يسيطر على غضبه ،يعلم انها فضولية كثيرا ،ولكنه يعلم انها طيبة القلب ايضا . فأراد ان يسألها على رمزى حتى تنشغل نشوى بحالها وتترك الاخرين بحالهم .


نشوى بحزن : بحاول اكلمه بس مش بيرد عليا ..


خالد بأسف : لسه متعلمتيش الدرس يا نشوى ،يا ريت تلحقى قبل ما رمزى يطلقك .


نشوى بغضب : يعنى أعمل ايه يعنى علشان يرضى يكلمنى .


خالد بحده : عودى نفسك تخليكى فى حالك وملكيش دخل بأى حد حواليكى ... بلاش نقل الكلام والاخبار . صفى قلبك للى حواليكى يا نشوى .


نشوى ببراءة : هو أنا بكره اللى حواليا يا خالد ... دا انا بحبهم والله . يعنى إنت مثلا علشان بحبك ونفسى اشوف عيالك بقول لك كدا . وصادق كمان عايزة اطمن عليه هو كمان؛ واشوف البت اللى بيكلمها دى كويسة ولا وحشة مش اخواتى . إنتم لية مش حاسيت بيا ؟ ليه بتعتبروا اهتمامى تدخل فى حياتكم .


خالد متأثرا بحديثها فيخفض من نبرة صوته قليلا :


- فى خيط رفيع بين الاهتمام والتدخل ؛واعتقد إنك مش عارفاه . يعنى إنك تدى نصيحه وبس ،بلاش كل شوية تتكلمى ،ولازم تعملوا وتسوا ، إنتى متعرفيش اللى قدامك دا حاسس بإيه ،ولا فيه إيه ؟ الرحمة حلوة يا نشوى ..


يزفر فى هدوء شديد ويكمل :


- بالنسبة لموضوعك بقى تروحى تعتذرى لاسلام وسيلا ،وتخليكى فى حالك .

اتجوزوا ،اتطلقوا ،جم ،مشيوا، ملكيش دعوة ..

تعرفى تعملى كدا يا نشوى ولا هتفضلى كدا؟


نشوى بحزن : هحاول ..بس خلى رمزى يرجعنى البيت ..


خالد : روحى اعتزرى لهم وتعالى يمكن لما يعرف انك كدا اتغيرتى ويرجعلك تانى ..


فى ذلك الوقت كان رمزى يجلس فى شقة الحاج رشدى؛ فى غرفته حيث انه لم يصعد الى شقته منذ ان رحلت نشوى عن شقتها . يشعر رمزى بالاشتياق الى زيد ،وبالغضب الشديد كلما يتذكر ما فعلته نشوى وما حدث بعد ذلك وجلوس اسلام معه فى منزل والدهما .


يأتى اتصالا هاتفيا من خالد فيرد رمزى


خالد : الو .. السلام عليكم


رمزى :وعليكم السلام. . اخبارك ايه ؟ .


خالد بهدوء : كله تمام يا كبير .. انا كلمت نشوى وهتيجى تعتذر لاسلام وسيلا وهتخليها فى حالها .. بس انت تابع بقى .


رمزى شاكيا اياها له : يعنى يرضيك اللى حصل واللى بتعمله ..


خالد متفهما : لا ميرضنيش ، وخدت من الحب جانب كمان . بس لازم معاها واحدة واحدة ،وطول بالك عليها . خلى الحاج والحاجة يقولوا كل حاجه علشان نعرف نخلصها من العاده الهباب دى .


رمزى يتنهد ويقول : ربنا يسهل


خالد : انت هتعمل إيه ؟


رمزى : هرجعها بس لما أشوف اسلام عمل إيه فى المشاكل بتاعته .


خالد متفهما : عندك حق .


يغلق رمزى الهاتف ويجد اسلام يصل للمنزل ويخبره بأنه قد تصالح مع سيلا ، فيقرر رمزى الذهاب الى نشوى واحضارها بعد ان يملى عليها شروطه ...


عند سيلا ....


تسيتقظ سيلا على صوت الهاتف الخاص بها لتجيب عليه بصوت ناعس


سيلا : الو ...سلام عليكم


تستمع سيلا لما يقال لها على الطرف الاخر ،تتسع عيناها وتجلس على السرير ،وهى لا تزال تستمع الى المكالمه ، يسرع تنفسها ،وتجحظ عيناها . تضع يدها على فمها مانعه شهقة تخرج من فمها ، تنهمر الدموع من عينيها وهى لاتزال تستمع للحديث ، ثم تغلق الهاتف بكل ألم وأسى ،وتظل تبكى .


بعد فترة من الوقت تنظر فى ساعتها ،وتتصل بوالدتها وتقص عليها ما سمعته من حديث بالمكالمه ؛ حيث كان حديث مسجل بين اسلام وشيماء ،ويقص فية اسلام أنه ذهب الى سيلا واستطاع خداعها ثانيه بالعربة وما قدمه لها من شبكه .


تفكر هناء قليلا ثم تسألها : انتى متأكده انه صوت اسلام ؟


سيلا ببكاء : هو صوته يا ماما .. امال عرفت من فين انه جاب لى عربية وشبكه . هو اللى قالها يا ماما


هناء بتفكر : بصراحه انا الموضوع دا حاسة ان فى حاجه مش مظبوطه ...وشيماء دى غرضها تبعدكم عن بعض .


سيلا : انا عايزة اعرف عمل كدا ليه ؟ من فين جاى يصالحنى ومش عايز يطلقنى ،ومن فين رايح يقولها انه ضحك عليا بالعربية . طب ما كان طلقنى ووفر على نفسه ، انا مش عارفة اعمل ايه ؟ وليه يعمل كدا ؟


هناء : انتى ناويه تعملى إيه؟


سيلا باكيه : مش هقدر أقعد على زمته يوم تانى . لازم يطلقنى


هناء : يعنى ؟


سيلا : انا هكلم الحاج رشدى وهقوله يخليه يطلقنى أو هرفع دعوة طلاق .


هناء : بس برده انا بقول بلاش تتسرعى ،حاسه ان فى حاجه غلط .


سيلا بتشتت : انا معدش عارفة الصح من الغلط هنا انا عايزة ابعد عنهم كلهم هاخد ولادى وارجع دبى تانى .


هناء بدهشة : إنتى بتقولى ايه ؟


سيلا : بقول عايزة ابعد من هنا خلاص ، البعد دا اسلم طريقة ليا ،وهو حر ياخد الشركه ،يدى للولاد حقهم براحته المهم انا هبعد عن كل دا انا وولادى .. وشيماء تستريح وتبعد عنى...


هناء : وإسلام. ..مفكرتيش فيه ؟


سيلا وهى تبكى بألم : والله مش عارفة ؛ بيقولى بيحبنى ،و.. وبحس بيه فعلا صادق ،بس المشاكل كتير ،وكمان التسجيل دا يدل انه برده بيكدب عليا ، بس ..بس حاسة انه بيعمل دا علشان خاكر الوااد والشركة وانه ميخسرش حد ،


تبكى وتشهق من البكاء ، والله انا تعبت ، والله تعبت من كل دا وعايزة ابعد بقى ... مليش فى المشاكل دى كلها ،انا احسن حاجة اخد ولادى واسافر واسيب الشركه لاسلام ،لو الشركه اللى عايزها يبقى خلاص اهى بقت ليه ؟


هناء متأثره ببكاء سيلا : خلاص يا سيلا لو الطلاق والسفر هو راحتك يبقى خلاص ..بس فكرى الاول وبلاش تتسرعى ..انا حاسة ان فى حاجه مش مظبوطة فى الموضوع دا ...


سيلا : ربنا يسهل يا ماما ..مع السلامه


تغلق سيلا الهاتف وتنهض لتوقظ ابنائها وتأخذهم اللى مدارسهم ثم تذهب الى الشركه .


تدخل سيلا الى مكتب اسلام مباشرة بعد ان سألت علية وعلمت انه بالداخل .


ينظر اسلام الى سيلا مبتسما لها ولرؤيتها ، ثم تبدأ ابتسامته فى التلاشى عندما يرى تجهم وجهها ، وهى تضع مفاتيح السيارة امامه ،والعلبة ايضا .


سيلا بحزم : مفاتيح عربيتك ،وشبكتك اهى ، مش أنا اللى تضحك عليها بدول .. ورقتى توصلنى .


ينتفض اسلام واقفا من على الكرسى يتجه لها بخطواط سريعه ،ويمسك ذراعها ويلفها اليه وهو يقول:


- هو فى إيه لكل دا ؟ إيه اللى حصل ؟ أنا مش فاهم حاجة ؟ إحنا مش اتصالحنا امبارح وكنا كويسين ؟


سيلا بصوت هادر غاضب : هى كلمة واحدة يا تطلقنى يا هرفع قضية ، او اعمل خلع .


اسلام بدهشة : خلع !! ليه كل دا ؟ .


سيلا بسخرية وغضب : علشان الشركة ، واطمن .. سيبالك الشركة كلها ومش عايزة منك حاجه.


تنفض ذراعها من يده وتلتفت لتذهب، فيمسك اسلام يدها ثانيا بعنف : مفيش خروج من الشركة ؛ دى شركتك معايا .


سيلا بحزن والم : مش كل حاجة بتعملها علشان الشركة ، خلاص سيبها لك ،وهشوف شغل فى اى شركه تانية ،أو ارجع الشركة فى دبي .


اسلام بحده وهو يكز على اسنانه : ومين هيوافق على كدا ؟


سيلا بعند : هتشوف مين هيوافق على كدا .


تخرج سيلا من المكتب ومن الشركه، وإسلام مصدوم مما سمعه من سيلا ، يدور حول نفسة فى المكتب يفكر ويحادث نفسه :


دا أنا لسه جايب العيال ورتبت كل حاجة ايه اللى حصل ؟


ترجع سيلا الى شقتها وتهاتف الحاج رشدى


الحاج رشدى مبتسما : اذيك يا سيلا .


سيلا وهى متمالكه نفسها : الحمد لله يا حاج ... معلش ممكن اعرف عملت ايه فى طلبى ؟


الحاج رشدى مستفسرا : طلب إيه يا بنتى ؟


سيلا بجمود : طلاقى من اسلام .


الحاج رشدى مندهشا : انتم مش اتصالحتم !

اسلام قالى كدا الصبح .


سيلا بقوة : شبكته وعربيته عنده ؛اللى فاكر إنه هيضحك عليا بيهم علشان الشركة وانا سبت له الشركة كمان ،وهدور على شغل فى اى شركة تانية. بس دلوقتى انا عايزة أطلق.


الحاج رشدى : يا بنتى ..ليه بس ..افهم .


سيلا وهى لم تعد قادرة على تمالك اعصابها فبكت ، لاتعلم ماذا تقول له ؛اتخبره انها بدأت تشعر بالحب تجاه اسلام ،والذنب تجاه ماذن، وانها كانت تعيش فى صراع بين هذة الاحاسيس ،وصدمت حينما علمت ان اسلام كان يفعل كل ذلك من أجل الشركه. يتلاعب بها وبقلبها من أجل الشركة. . ما شعرت به معه كان خداع ، ما اخبرها به من حبه لها ، وانه اول مرة يشعر بالحب كان معها كان ايضا خداع. كل هذا من اجل الشركه، فها هى قد تركت له الشركة وبعدت عنه ،لماذا الان يريدها ... ماذا تخبره اتخبره بسماعها للحديث بينه وبين شيماء يخبرها بكل ذلك ...


لم تجد سيلا غير البكاء وطلب الطلاق والبعد عنه بهدوء .بدون حديث قلاشىء يستحق الحديث عنه .


الحاج رشدى : يا بنتى اتكلمى وبلاش تعيطى ..


سيلا ببكاء : وحياتى عندك يا بابا تخليه يطلقنى ، و رحمة ماذن عندك خلية يطلقنى ..


ما ان سمع الحاج رشدى اسم ماذن حتى اغمض عينيه وأعتصرهما فى الم وتهدج صوته وقال :


- طب بس إهدى ، وعرفينى إيه اللى حصل ؟


سيلا بشهقة : محصلش حاجة ، إنت وعدتنى وياريت تنفذ وعدك .


الحاج رشدى مهدأ اياها : طب هدى نفسك دلوقتى وانا هتكلم مع اسلام واشوف هنحل الموضوع ده ازاى ..


اغلق الحاج الهاتف مع سيلا واتصل بإسلام وقص معه محادثته مع سيلا ....


اسلام بغضب : اقسم بالله ما اعرف ايه اللى حصل ، منا حاكى لك يا حاج امبارح اننا اتصالحنا .. فجأه لقيتها النهارده بتعمل كدا .


الحاج رشدى بغضب : يا اسلام البنت منهاره وعايزة تطلق . اكيد فى سبب


اسلام بعجز : والله ما اعرف حاجه انا بايت عندك امبارح ، وبعدين شغل ايه اللى الهانم عايزة تروحه دا ... ومين هيوافق عليه ؟


الحاج رشدى آمرا : إسلااااام ، سيبها تشتغل فى المكان اللى عايزاه . وهى لما تهدى هحاول اتكلم معاها واعرف فى إيه ...


يغلق اسلام الهاتف ويظل يدور حول نفسة فى المكتب يفكر فى حديث سيلا وحديث الحاج ولم يصل لاى سبب حتى الان .


يمر اسبوع ، وسيلا لم تعد تأتى الشركه ،واسلام لم بعد للمنزل عند شيماء ، تعلم شيماء انه ليس عند الحاج رشدى ،تعود نشوى الى منزل رمزى ، وتجد سيلا عملا اخر ...


فى منزل الحاج رشدى. ..

يدخل رمزى شقته واشر بتطاير منه ، ويناظى على نشوى بصوت عالى

تحضر نشوى بدهشة : فى إيه يا رمزى .خضيتنى !

رمزى بحده وغضب : إنتى عملتى حاجة تانية يا نشوى ؟

نشوى بعدم فهم : حاجة ايه يا رمزى ؟ انا قاعده هنا متحركتش ..


رمزى بسخرية : يعنى ما بلغتيش حاجة كدا ولا كدا لشيماء .

نشوى بصدمه : والله العظيم ما كلمت شيماء خالص من اخر مرة ،وشوف الموبايل كمان.


رمزى بحده : أمال إية اللى حصل تانى ده ؟ ازاى عايزانى اصدق انك ملكيش يد وإنتى كنتى السبب المرة اللى فاتت .


نشوى ببكاء وحزن : والله العظيم مظلومه يا رمزى ، ومليش دخل فى حاجه


رمزى بعدم تصديق لها : يكون فى علمك ، لو اسلام طلق سيلا ،أنا كمان هطلقك .لانى زهقت منك ، وباين ان طبعك ده مش هيسيبك ..


نشوى ببكاء وقهر : والله ظالمنى يا رمزى ،لا كلمت شيماء ولا اعرف حاجة خالص واول مرة اعرف فى مشاكل منك دلوقتى .


رمزى : انا هنام مع زيد لحد لما نشوف هنرسى على ايه ؟


ويتركها ويخرج لتجلس نشوى تبكى .


فى الشركة ...


يدخل وليد على اسلام المكتب وهو يباشر عمله ،يرفع اسلام رأسة إليه، مستفهما من دخلته تلك .


وليد وهو يدخل بفخر من نفسة : عرفت لك بتشتغل فين ؟


اسلام وهو يترك ما بيده بلهفة : فين ؟


وليد بتردد : فى شركة الغخرى للمقاولات .


اسلام مرددا الاسم ويحاول تذكره : الفخرى .. الفخرى


وليد : دا .. يبقى ابن عمنا ...بس..


اسلام بحده وقلق : بس إيه ما تنطق


وليد بتردد : شوف أنا عن نفسى مش مستريح ليه .


اسلام بقلق وحده : ليه بقى ؟ متوضح يا اخى انا هشد الكلام .


وليد : بصراحة معندوش ضمير ، يعنى رشاوى ممكن ،غش في المواصفات ممكن. دا غير إن أخلاقه مش كويسه .


اسلام متوترا : ودى إيه اللى وقعها الوقعة الهباب دى .


وليد وهو يبلع ريقة : بصراحه انا شاكك فى ...


اسلام وهو ينظر له بيكمل ...


وليد : شيماء اختى


اسلام منتفضا : إيه ..شيماء ...ليه ؟


وليد متنهدا : شوف يا اسلام ، بصراحة كدا ومن غير اى مقدمات شيماء كانت عايزانى اقرب من سيلا واخليها تطلق منك ،واتجوزها انا وابعد .فممكن تكون هى اللى كلمت فخرى .


اسلام وهو يمسك بملابسه :وانت ماصدقت بقى ، وانا العبيط اللى خليتك تدربها وتبقى معاك فى المكتب .. وانت كنت قاعد تكلمها وتفسح العيال صح ..


وليد مستسلما له : ايوة صح ، بس انت كنت فين منهم ،انت كنت بعيد ،انا مش بدى لنفسى عذر . ايوة حصل كدا وفعلا كنت بعمل اى حاجه علشان اقرب منها بس هى مدتش فرصة ليا ابدا ؛دايما كانت صدانى، عرفت هى قد ايه محترمه ودا زاد من احترامى ليها . مسألتس نفسك أنا بساعدك ليه ،رغم إنها ضرة أختى ؟ علشان هى نقيه ،ومحترمه ..


يضربه اسلام لكمه فى وجهه ويقول : دى علشان حاولت تقرب منها .


خفت يده من مسكته ،وهو يفكر فى حديثة ،ثم يتركه ويجلس : شيماء تعمل كل دا ؟ حسابها تقل اوى معايا ..


وليد : بقولك احنا لسه مش متأكدين ..


اسلام بغضب والله لو طلع ليها يد ليكون حسابها عسير اوى معايا .


وليد : المهم دلوقتى ناوى تعمل ايه ؟


اسلام وهو يقف : مش محتاجه كلام ،هروح لها واحذرها ...


يتبع

تفاعل ب 20 ملصق ومتابعة

الفصل التالي

تعليقات