أخر الاخبار

رواية غرام الليث الفصل الثاني عشر و الأخير

 





حصرين علي موقع المجد للقصص والحكايات 







الكاتبه فريده احمد 




روايه غرام الليث 

#غرام_الليث

#فريده_احمد_فريد


                       الفصل12 والأخير

ف المستشفى 

الدكتوره: يا غرام  انا عايزه اقولك ع حاجه، بصي مش عارفه  اجيبها لك إزاي، بس وقعتك دي حركت البيبي من مكانه، واصبح الحمل خطر ع حياتك، غرام انتي لازم تجهضي البيبي ده. 


غرام: إيه، لاء يا دكتوره، انتي عايزاني ااقتل ابني. 


الدكتوره: غرام انا آسفه اني بقولك  دا، بس انتي مش هتعيشي لو كملتي حملك ع كده، احتمال كبير تولدي ف السابع، والاحتمال الأكبر انك... انك... 


غرام: أموت  وانا بولد. 


الدكتوره: واحد فيكوا هيعيش، يا انتي يا ابنك، غرام، دا مش قرارك لوحدك، لازم تستشيري جوزك، بصي انتي لسه صغيره اوي  وان شاءالله  ربنا هيعوضك بغيره، بس حرام عليكي  تضحي بحياتك، انتي لسه ما دخلتيش الشهر الخامس، يعني الأجهاض دلوقتى  هيكون افضل. 


غرام  بحزن: لاء يا دكتوره، دا قراري  انا، وانا مش هقتل أبني، والاعمار بيد الله، لو مكتوب لي اعيش وأربيه  هعيش، لو مش مكتوب، يبقي اختي تربيه، كله مقدر ومكتوب يا دكتوره. 

............................ 

نمر: حبيبتي  قومي بقا، بقينا بعد الضهر، انتي بقيتي كسوله اوي. 


غاده  بتثاءب: وماله يعني لما نصحي متأخر شويه انهارده اجازتك، خلينا شويه كمان. 


قبلها بنهم من رقبتها، ضحكت ودفعته، قال بحب: مابعرفش اشبع منك أبداً، ولا عارف امتي  هزهق من حضنك زي المتجوزين، غاده، انتي مبسوطه معايا. 


غاده: ومجنونه مين اللي ما تبقاش سعيده وهيه  ف حضن راجل زيك. 


نمر: لاء مقصدش انبساط السرير يا قلبي، انا قصدي انتي حاسه انك مبسوطه ف حياتك معايا، معانا كلنا انا والولاد، يعني، حياتنا حلوه يا غاده. 


غاده: نمر انت بتستغل اني بين ايدك صح، وبعدين  احنا ما كملناش تلات شهور متجوزين يا خبيث، عايزني اقولك الحقيقه دلوقتى  وانا ف الوضع ده. 


ابتعد عنها وكشر وجهه، قال بجديه: آه  يا غاده، عايزك تقولي الحقيقه  دلوقتى، انا عايز اعرف احساسك معايا، زي احساسك وانتي مع.... احمد طليقك. 


جلست وسترت جسدها بالغطاء وقالت بجديه: نمر انت هترجع للمقارنه تاني، كل شويه تنكد عليا وتفكرني يعني، انت عايز إيه  بالظبط، ليه دايما حاطط نفسك ف جدول مقارنه معاه، ولا يعني عشان اتجوزت مطلقه، هتسألها كل شويه، مين فينا الأحسن انا ولا هوه. 


نمر: لاء يا غاده مش حوار مقارنه، بس انا عاهدت نفسي اني اسعدك طول عمرك وما اخليش الحزن يدخل قلبك  تاني، ولا الدموع توصل لعينك مهما حصل، ف لازم اسألك كل شويه، مش يمكن انا زعلتك ف حاجه  من غير قصد وانتي بتداري عشان  ما تزعلنيش، آه  ما انا عارفك، عامله زي البحر دايما شايل حمول الناس وما بيعرفش يشتكي. 


غاده  عيناها أمتلأت بدموع الفرحه، دفعته، سقط ع الفراش، جلست ع صدره، وقالت بسعاده حقيقية: بحبااااااااك بعشقك يا مجنون، يا نمر واللهي  العظيم انا بحمد ربنا عليك، عارف اني بحمد ربنا اني ماليش صحاب وإلا كان زمانهم بيحسدوني عليك، انا خايفه نروح نعيش مع أهلك ف الفيلا، ليحسدونا، مامتك مش مبطله زن عليا  وانا خايفه نعيش معاهم، انا حابه وجودنا مع بعض  احنا لوحدنا وبس، حياتنا جميله، بسيطه، بنفهم بعض، وبنستحمل بعض ساعه الغضب، مفيش تعقيدات ف حياتنا والحمد لله، كل اللي منغص عليا عيشتي، غرام اختي، الجزمه دي مش عايزه تيجي تقعد معانا لحد ما جوزها يرجع من السفر، انا مش عارفه  شغل إيه  ده اللي يقعد فيه  تلات شهور بعيد عن مراته وبيته وبلده، ما تكلمها يا نمر انت، خليها تيجي عندنا  لحد ما ليث يرجع. 


نمر ف نفسه: مش عارف  هفضل اكدب عليكي لحد أمتي، بس هقولك  إيه  بس، هقولك اختك كلمتني وقالت لي انها انفصلت عن اخويا وحلفتني بعيالي ما اجيب لك سيره، وانها بتكدب عليكي طول الشهور اللي فاتت دي، هقولك ايه بس يا غاده، انتي لو عرفتي، بيتي انا اللي هيتخرب وانا ماليش ذنب. 


غاده قبلت شفتاه، وقالت: سرحت فين يا عمري. 


نمر: معاك يا حبيبي، ماشي هكلمها وإن شاء الله توافق تيجي. 


ضحكت وقبلته بحب، نمر نسي مشكله اخيه واختها، وحضن زوجته وقبلها بجنون وعشق

............. 

غرام  ف المكتبه، اشتد عليها التعب، لكنها مجبره ع العمل، اتصلت غاده. 


غرام: حبيبتي الواطيه لسه فاكره. 


غاده: وانتي ما بتتصليش ليه يا ناقصه. 


غرام: معلش يا غاده، الحمل تاعبني اوي. 


غاده: ألف سلامة عليكي حبيبتي، المهم مش ناويه تيجي  تقعدي معايا شويه. 


غرام: لاء يا غاده، انا مش قادره  اروح حته، خليني هنا ونتكلم ف التلفون  أحسن. 


غاده: طب وليث مش ناوي يرجع قريب، دا خارب الدنيا  باللعبه الجديده. 


غرام  بلا اهتمام: لعبه إيه  يا غاده، انتي لسه بتحبي لعب الأطفال. 


غاده: انتي بتهزري صح، يا بنتي دا عاملها ع أسمك وحاطط صورتك ع بطله اللعبه، حتي مسميها ازاي تخنق مراتك. 


غرام: واللهي. 


غاده: آه  يا بنتي إزاي  انتي ما شفتيهاش، دا عامل اللعبه عليكي انتي وهوه، عاملها ف مزرعته وبيته، وقصه اللعبه زي ازاي تخنق جارك بس عاملها عليكي انتي وهوه، لما كان تخين، واللعبه كلها مقالب بينك وبينه، دي اللعبه مكسره الدنيا وسمعت ان في حفله هتتعمل له ف مصر، ويستلم جايزه كمان، إزاي  انتي ما تعرفيش كل ده. 


غرام: واللهي  يا غاده  انا مش شاغله دماغي بالكلام  ده انا باصه ل حملي وبس. 


غاده: ربنا يقويكي يا غرام، عاما انا هجيب نمر ونيجي نزورك  الولاد عايزين يشفوكي، وحشتيهم اوي، ووحشتيني انا كمان، بقالي كام شهر مش بشوفك، ودايما تتحججي بتعبك، وانا مش عارفه اسيب نمر والولاد وأجي لك. 


غرام: انا عارفه يا حبيبتي، ربنا معاكي. 

............ 

آسر: شوف يا بابا  عمو ليث طالع ف الجرنال اللي انت بتقرأه. 


غاده: وريني كده لما أشوفه. 


غاده رأت صوره ليث وجيهان تمسك يده بتملك، غاده  صدمت قالت ل نمر: ايه  ده يا نمر، انت ما قولتليش ان جيهان  مع ليث ف الصين، وهيه ليه قفشه ايده كده، اللي يشوفهم يقول عليهم حبيبه. 


نمر بتوتر: سيبك  منهم، وقولي لي اختك عامله ايه دلوقتي  ف حملها. 


غاده: في إيه  يا نمر انت مخبي حاجه عني صح، شكلك اتوترت  لما شفت الصوره. 


نمر: غاده  ليث راجع مصر قريب، بس مش راجع  لأختك، ليث و غرام انفصلوا، ليله فرحنا. 


غاده  لطمت ع وجهها، نمر: الغلطه مش غلطه ليث المره دي، اختك ضحكت علينا  ومثلت انها سامحته وبعد ما مشينا سابت البيت وش الفجر ليث راح لها وحاول يصالحها، لكنها جرحته اوي يا غاده، طردته ل تاني مره من بيتها، قالت له انها مش عايزاه، كنتى  عايزاه يوطي يبوس رجلها يعني عشان ترجع له، كان مضطر يسافر ل شغله وإلا كان هيتفصل منه. 


غاده: كل ده كنت عارفه ومخبي عليا انت وغرام. 


نمر: انا كلمتها كتير وطلبت منها تيجي تعيش معانا، بس هيه اصرت تعيش لوحدها. 


غاده  بعصبيه: يعني اختي عايشه مقهوره طول الشهور دي وانت  عارف وساكت. 


نمر: انا لسه عارف من قريب، يا غاده  وما قولتلكيش عشان ما تقلبيهاش محزنه، هوه احنا هنعيش ع حسب مزاج اختك، لو هيه رايقه هيه وليث نعيش مرتاحين، ولو زعلانين بيتنا احنا يتخرب، كنت هقولك  ازاي وبعدين  هيه حلفتني بحياه عيالي  اني أخبي عليكي، وكمان ليث اتجوز جيهان  وهيه حامل منه، يعني  مفيش أمل ان غرام ترجع له تاني. 


غاده  بكت، قالت له: عارفه انه مش ذنبك اللي اخوك  عمله ف أختي، بس انا مش هينفع اسيبها لوحدها. 


نمر بزعيق: وانا ذنبي ايييه، وعيالي ذنبهم ايه يا غاده، قولي لها تيجي، خليها تعيش معانا انا معنديش اي مشكله  ف ده، بس هيه اللي رافضه، احلف لك بأيه. 


غاده: ما تحلفش بس تسمح لي أزورها عايزه اتطمن عليها. 


نمر: هتروحي مش هترجعي صح يا غاده، انا كنت عارف ان مشكلتهم انا اللي هدفع تمنها، اتفضلي روحي يا غاده، ازعلي واغضبي وعيشي معاها، خليكي جمبها ونولع انا وعيالي. 


غاده: قدر موقفي يا نمر، دي اختي الوحيدة، وحامل  وعايشه لوحدها، ما فكرتش كده هيه عايشه  إزاي  بتأكل وتشرب منين، ما فكرتش هيه حالتها عامله ايه بعد عمله اخوك فيها، بس صح انت هتفكر ليه، ماهيه ما تخصكش ف حاجه  عشان  تتحرق عليها. 


نمر: وانتي ما فكرتيش ف ليث  ليه، ماهوه عمل المستحيل  عشان يراضيها، وهيه اللي كبرت الموضوع  زياده عن اللزوم، ما كلنا بنغلط، ما احنا بشر ف الآخر  يا غاده، و اختك زودتها اوي. 


غاده: طبعاً  زودتها، عشان عايزه تحفظ كرامتها يبقي زودتها، واخوك بدل ما يحاول معاها تاني وتالت ويأخدها هيه  معاه،لاء راح اتجوز اكتر واحده غرام بتكرهها، وهوه نفسه ليه ماضي معاها، وراح اتجوزها وهتخلف  له عيل ينسيه ابن غرام صح، دا التصرف الصح بتاع اخوك، ماشي يا نمر انا هروح اتطمن ع أختي دلوقتى، وبعدين  هبقي  اتكلم انا وانت ف وقت تاني. 


 غرام  من بعيد: كلام إيه  .... يا غاده، مفيش.... كلام تاني ف الموضوع..... ده. 


نمر وغاده  ركضوا سندوها، غرام  كانت ف حاله صعبه، العرق يغطيها التعب واضح عليها، 


قالت ببكاء: والنبي ما تتخانقوا..... مع بعض... عشانا، كده ولا.... كده انا و... ليث... مش لبعض... تاني.... انا... انا تعبانه اوي يا نمر... ابوس ايدك.... ساعدني... انا مش قادره  استحمل... وجع تاني. 


نمر: انتي هتولدي دلوقتى  يا غرام. 


غاده بهلع: لاء هتولد إيه، دي لسه ف السابع يا نمر تعالي نطلب لها دكتور بسرعه. 


غرام  بعدم قدره: لاء... الدكتوره.. قالت لي... اني هولد ف السابع... وهموت.. وانا بولد.... الطفل اتحرك... لما... لما... وقعت ع السلم... بسبب... بنت عمك. 


نمر: جيهان، وجيهان مالها بيكي. 


غاده: مش وقت الكلام  ده، تعالي نأخدها المستشفى  يلااااا. 

......... 

ف المشفي. 


الدكتور: مين قالك ان البيبي خرجوا  من الرحم، يا ماما البيبي  لو كانوا خرجوا كان زمانهم ماتوا  وبعدين  انتي حامل ف تؤام، الدكتوره اللي وهمتك انك هتموتي ودخلت ف علم ربنا، ما قالتلكيش انك حامل ف ولدين. 


نمر وغاده  نظروا لبعض بفرحه. 

نمر: بجد يا دكتور، يعني غرام  كويسه. 


غاده: اومال هيه تعبانه اوي ليه كده. 


الدكتور: اصبروا عليا، انا مقلتش ان صحتها كويسه  ولادها هما اللي كويسيين، لكن هيه تعبانه صحيا، شكلها ما بتأخدش اي علاج خالص، وكمان مش بتتغذي كويس، يا مدام غرام، انتي شايله روحين جواكي، وانتي ضعيفه اصلا وعندك انميا حاده، إزاي  تأذي نفسك بالشكل  ده بس، بصوا  المدام لازم تفضل ف المستشفى  لحد ما صحتها تتحسن، مش هينفع تخرج دلوقتى  خالص وإلا  هتواجه فعلاً  مشكله وهيه بتولد لاقدر الله يعني. 

................... 

بعد عده أيام. 


غاده: لاء طبعا مش هروح حفله ولا زفت انا مش هروح افرح بأخوك  واختي بين الحيا والموت بسببه هوه ومراته. 


نمر: لاء يا غاده  انتي بتفكري غلط، لو ما رحتيش معايا وباركتي له كمان  هيفتكر اننا زعلانين منه، انا مش عايزه يشفق ع غرام، عايزه يحس انها عايشه من غيره عادي، زي ما هوه كمل حياته، هيه كمان عايشه حياتها، عايزك تباني ادامهم  انك عادي ومش فارق معاكي، يلا يا حبيبتي، استهدي بالله وخلينا نروح نعمل الواجب  ولما نرجع هنروح ل غرام وبعدين  الدكتور قالي انها مش بتتحسن  انا عايز نأخدها ونسافر لأي حته تغير جو يمكن صحتها تتحسن. 

............... 

أحتفال كبير لتكريم ليث، حضرت العائله كلها هذا الحفل، غاده  تنظر ل ليث و جيهان  بكره كبير، لم تستطع ان تضحك ف وجههم بسهوله. 


بعد التكريم والتهنئه، ليث اقترب من نمر وغاده

وقال بأقتضاب: ازايكم  عاملين إيه  مع بعض. 


غاده: الحمدلله تمام، مبروك معلش مش عارفين نبارك لك عشان الناس والزحمه، مبروك يا ليث. 


نمر: مبروك يا ليث، تستحقها من زمان، المهم انت هترجع تاني ولا هتفضل هنا. 


غاده  تركت الاخوه يتحدثون ونظرت ل جيهان، تعجبت لما لم يظهر الحمل عليها حتي الأن. 


فوجئت بسؤال ليث: و.... غرام  عامله اية. 


نمر: عادي يعني عايشه. 


غاده: بتسأل عنها ليه، مش خايف مراتك تسمعك وتزعل. 


ليث بذهول: مراتي، مراتي مين. 


نمر: نعم  ياخويا، مراتك مين جيهان  بنت عمك، مش انت قلت لي انكم اتجوزتم صح. 


ليث بضحكه مريره: لاء يا سيدي ما اتجوزناش ولا حاجه، انا كنت بهزر، مش انت اللي قلت لي  مبروك ع جوازك منها، ف انا قلت لك الله يبارك فيك، الصراحه  كنت عايز اغيظ غرام  وبس، بس الشغل خدني ومعرفتش اكلمك ف حوار البنات تاني. 


غاده بغضب: بتهزر، بتهزر يا ليث، يعني انت وجيهان تلعبوا بحياه أختي  وتقول بهزر. 


ليث: نلعب بحياتها، مين اللي لعبوا بحياتها، انا مش فاهم حاجه. 


نمر بغضب: إيه  اللي انت مش فاهمه بالظبط، جيجي  هانم راحت لها قبل سفركم  وقالت لها انها حامل منك  وانك هتتجوزها  ف الصين  وكمان خلتها شريكه معاك ف الشغل، يبقي إيه  اللي انت مش فاهمه ف الكلام ده. 


ليث برق بغضب وقال: لاء طبعاً  محصلش، جيجي  اتخطبت  أصلا  لشريك لينا  وهترجع معاه الصين وتتجوز هناك، إزاي  تقول ل غرام كده. 


غاده  عيناها أمتلأت بالدموع وهيه تقول: يعني  يا ليث  انت وبنت عمك تأذوا اختي و تخلوها عايشه ف عذاب طول الشهور دي وحياتها بين ايدين ربنا بسببكم، يعني يرضيك كده  رميتها ف المستشفى  ويا عالم هتموت وهيه بتولد ولا لاء، حرام عليكوا واللهي. 


غاده  ركضت خارج الفندق منهاره، نمر: إزاي  تعمل كده يا ليث، غرام بين الحيا والموت  هيه وعيالها ف المستشفى  وانت بتقولي بتهزر انت وجيهان، إزاي  يعني. 


ليث بصراخ: عيال مين ومين اللي بين الحيا والموت، غرام، غرام يا نمر تعبانه، وليه ما قولتليش، إزاي  تخبي عني حاجه  زي كده. 


نمر: وانت يهمك ف إيه، انت مش سبتها وخدت جيهان  وسافرت. 


ليث: خدني ل غرام دلوقتى  حالا. 


نمر: وحفلتك  هتسيب كل دول عشان غرام. 


ليث: نمرررررررر، خدني لمراتي  يلاااااا. 

.............. 

ف المستشفى، غرام فتحت عينها بتعب، صدمت ب ليث ف وجهها، ليث مسك يدها  


وقال بخوف حقيقي: غرام، غرام انتي كويسه، ردي عليا. 


غرام  خانتها الدموع، عضت شفتيها وقالت بتصنع: كويسه، انا كويسه الحمدلله، مبروك يا ليث. 


ليث: مبروك ع إيه، انتي هتجننيني، ليه ما اتصلتيش عليا، ليه ما حاولتيش توصلي لي  لما تعبتي كده. 


غرام  بتعب: واتصل... عليك... ليه... انت.. خلاص.. عايش مع... حبيبتك... وربنا... هيكرمك.. بعيل منها هيه. 


ليث بزعيق: ماحصلش  وربنا ما حصل، انا ما اتجوزتش حد، دا كان هزار، او استفزاز ليكي من الأخر، غرام انا فضلت بعيد، عشان تحسي بيا، عشان تهدي وتراجعي نفسك، وكمان  كنت مضطر واللهي. 


غرام: كفايه يا ليث، انا مش عايزه اسمع... حاجه... بالله عليك  انا تعبانه.... ويمكن أموت  واريحك مني.... بس... بس  ولادي يا ليث.... ابوس ايدك ما تخليش جيهان  تربيهم..... سيبهم ل نمر وغاده... سيبهم يتربوا  مع ولاد عمهم.... انا مش عايزه ولادي يقولوا لها ماما... ابوس ايدك. 


ليث مسح دموعها  وقبل رأسها بقوه، وقال بتأكيد: مش هتموتي، مش هتسبيني يا غرام، ومحدش غيرنا هيربي ولادنا. 


غرام  بضحكه مريره: بس دي مش.... تمثيليه... زي اللي عملتها... انت.... المره دي... بجد... انا... هموت يا ليث..... حالتي مش... بتتحسن أبداً.... انا.... بسمع الدكتور... وهوه بيكلم نمر.... انا تعبي... مابيخلصش. 


ليث: طبيعي تتعبي انتي حامل ف تؤام، وجسمك علميا لسه ف مرحله التكوين، يعني انتي صغيره ع الحمل وتعبه، دا غير بعدي انا عنك، بس خلاص يا غرام، انا مش هبعد تاني، انا هفضل جمبك، وحالتك دي انا اللي هحسنها غصب عنك وعنها. 


هزت رأسها  ب لاااا، مسك وجهها  وقال بتصميم: لاء انسي انك تعترضي، مش مسموح ليكي تتكلمي حتي، كفايه عنادي وعنادك  وصلونا لحد كده. 


غرام: بس انا مش مسمحاك، انا قلبي..... اسود من ناحيتك، انت اتخليت عني،..... سبتني لوحدي  وخدتها هيه، انا..... 


قاطعها: دا عقابك يا غرام  عشان بعدتيني عنك، كان لازم ترجعي لي، انتي عارفه اني عصبي ومغرور ومتكبر  ومش بتنازل بسهوله، بس دلوقتي  انا مستعد اتنازل  للدرجه اللي انتي عايزاها، موافق انك تغلطي فيا وتتعصبي عليا  وتؤمريني كمان، هقبل منك اي حاجه دلوقتى، بس حالتك تتحسن وتجيبي لي ولادي بالسلامه، وتقفي ع رجلك، وقتها بقي، هتخانق معاكي ونتعصب ع بعض، ونشد شعور بعض كمان، زي لعبتك شوفتيها. 


هزت رأسها  ب لاااا. 


قال: انا صممتها عليكي، ع عنادك، وكمان ع تعبك معايا وانا مريض، صدقيني لما نلعبها انا وانتي سوا، هتفتكري ايامك السودا معايا كلها. 


غرام: ألعب يا ليث، انت شايف اني قادره اقعد لما ألعب. 


ليث بثقه: ايوا  هتلعبي، هأخدك ع رجلي زي زمان، هخدك ف حضني و اللاب ع رجلك انتي وانا ألعب، شويه ف اللاب و شويه فيكي أنتي. 


اغمضت عيناها بخجل، انحني ل فمها، و ألتهم شفتاها بقوه، مرر يده ع جسدها المتعب، وبطنها المنتفخه جداً. 


انزل شفتيه ع بطنها وقبلها، جعل جسدها يقشعر بفرحه، شعرت بأن كل حزنها وغضبها وزعلاها منه تلاشي  كالبخار، نست تماماً  لما تخاصموا  وافترقوا  ل شهور. 


ليث جلس بجوارها وقال بشوق: وحشتيني  اوي يا غرام، واللهي  ما كنت عايش ف بعدك، كنت بلوم نفسي كل لحظه، اني طاوعت شيطاني  وسبتك، كنت بتمني اسمع صوتك حتي، بجد انا كرهت نفسي، عشان زعلتك  وسبتك. 


غرام: وانا.... مش عايزه.... العتاب... يكون هنا....ولا دلوقتى.... لو.. عشت... هعاتبك... واخد حقي... منك... ولو مت.... هموت.... وانا مسمحاك... متخافش. 


كتم فمها بيده  وقال بعينان باكيتان: اوعي تقولي كده، عشان خاطري، خفي يا غرام، وحياه ولادنا لو غاليين عليكي، خفي وساعدني  اساعدك، انا مش هسيبك، انا حجزت الأوضه دي لينا  ، بس عايزك ترجعي البيت، عايز أخدك ف حضني قبل ما تولدي، انا وانتي حرمنا ولادنا من حبنا  قبل ما يجوا  الدنيا، بس  ساعديني اني اعوضهم، اخرجي انتي بس من هنا، وانا مش هحلك، هزهقك مني، انتي وعيالي. 


ضحكت أخيراً، واشرق وجهها،  ف الأيام  التاليه، ليث لم يتركها لحظه، يطعمها بالأكراه، ويعطيها الدواء بنفسه،ويأخدها ف حضنه وينام،لم يهتم بنظرات الممرضات لهم، تحسنت صحتها كثيراً. 


سمح لها الطبيب بالعوده لمنزلها، اخذها للمزرعه ف الفيوم، ف اول ليله لهم معا بعد غياب  شهور. 


غرام: بص يا ليث، قبل ما تلمسني وتأخد حقك ولا تسلم ع عيالك زي ما بتقول، عايزه  اقولك، اني آسفه، انت كنت صح لما اتهمتني بالأنانيه، ليث انا عرفت  قيمتك وغلاوتك ف قلبي، كنت فاكره إني كرهتك بجد، بس انا اللي سمحت ل جيهان  وغيرها من المشاكل تفرق بينا، بس وعد مني، ان ده مش هيتكرر تاني، ليث انا عارفه اني صغيره ف السن و يمكن دا سبب حمقتي وغباءي وعنادي، بس الحقيقه اللي انا اكتشفتها ف غيابك، ان انت اتصرفت صح لما سبتني، أحيانا  عشان نشوف الصوره كامله، لازم نأخد خطوه لورا، انا صح اتعذبت كتير ف بعدك، بس فهمت ان البيت والحياه الزوجيه مش لعبه ف ايد مراهقين، ولا هيه متعه ع السرير وخلاص، لاء البيت والجواز والزوج مسؤوليه كبيره، حياه مختلفه، ولازم اكون أد المسؤولية، واتحمل جوزي وعصبيته، طالما قبلته ع عيوبه ومميزاته  لازم اتحمل  وابطل اشتكي، لازم اصلح مش اخرب، بس يا ليث، دا اللي قدرت افهمه ف الأيام  اللي اتحرمت منك فيها. 


ليث  قبل يدها  وقال: كلامك صح يا غرام، الحياه الزوجيه  مسؤوليه كبيره، وخصوصا لما يكون ف ضيوف تانين هيشرفوا عن قريب ان شاء الله، وهيملوا علينا حياتنا، بس عايز اقولك، اني انا كمان اتعلمت كتير ف بعدك عني، انا مش هحكي لك طبعاً، بس انا هوعدك، اوعدك اني اطول بالي شويه، واحاول أخف عصبيه، ولازم افهم ان الحياه الزوجيه  مشاركه مش استعباد، غرام احنا صح ما اخترناش بعض بأردتنا  وحياتنا وجوازنا اتفرضوا علينا، بس انا مبسوط وبحمد ربنا  انك انتي نصيبي يا غلباويه يا عنيده، بحبك واللهي. 


غرام  بضحك: ومين قالك اني ما اخترتاكش  بأرادتي، انا اللي اتفرضت عليك، بس انت  طول عمرك حبيبي، من واحنا عيال  وانا بحبك، اومال  انا اتحملت غلاستك ورخامتك وأؤامرك اللي ما كانتش بتنتهي ليه، اتحملت عشان انت حبيبي  يا ليثي. 


شدته لحضنها، ليث  انهال عليها قبلات حاره، قبلات تحمل اشتياقه الشديد لها، قابلته  بعناق حار، مليئ عقاب ولهيب الفراق  ولذه الأنتقام. 

.......... 

بعد عده أيام، صراخ غرام ملي المزرعه كلها، حتي فزعت الخيول ف حظيرتها، ليث أخذها للمشفي، اتصل ع أخيه، أتي نمر مسرعا، وحضرت العائله فوراً. 


نمر: أهدي يا ليث ووحد الله، إن شاءالله  تقوم بالسلامه. 


ليث بعصبيه: اربع ساعات  يا نمر بتولد من اربع ساعات، ليه بتولد جمل. 


عمر: يابني اصبر وادعي لها تقوم بالسلامه، ماهيه كانت تعبانه أصلا. 


ليث: ما ده اللي مخوفني يابا، الدكتوره اللي قالت لها هتموتي وانتي بتولدي، قالت لها هتولد ف السابع، واهي  بتولد وهيه لسه ف السابع، انا خايف يابا. 


غاده  بتمتمه: يارب، يارب كمل فرحتي يارب، يارب ما تحرقش قلبي ع اختي وبنتي وحبيبتي، يارب قومها بالسلامه  هيه وعيالها، يارب ما تحرمنيش منها، يارررررررب، بسم الله  الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم. 


ظلت تردد الدعاء وعلي صوتها، هنا ومليكه طبطبوا عليها  و رددوا  الادعيه ل غرام، ليث ينظر لهم، ويحاول كبت دموعه بقوه. 


خبط ع الباب بعنف، وصرخ: ياررررررررررررب. 


نمر حضن أخيه، فهد طبطب ع كتفه يشجعه، أخيراً  خرجت ممرضه بوجه بشوش، وقالت: فين هدوم الولاد والبامبرز يا جماعه، جالكم ولدين احلي من القمر، يلا حضروا لنا الحلاوه بسرعه  عقبال ما اجيبهم لكم. 


ليث بتوتر وخوف: مراتي، مراتي  عايشه. 


الممرضه  بسعاده: عايشه وزي الفل، وشافت الولاد وصورناها بيهم كمان. 

......... 

ليث: غرام حبيبتي  ألف الحمدلله   ع سلامتك، مش قلت لك  ماتخافيش، دا ربنا  رحيم اوي يا غرامي. 


ابتسمت بسعاده، الوالدان  حملا الرضيعان و رفضا تركهم لأمهم ولأبيهم وللكل، غاده  قبلت اختها


 وقالت بفرحه: كده انا اتطمنت عليكي يا روحي انتي، عقبال ما تطمنوا عليا انا كمان. 


نمر برق  لها، هزت رأسها بسعاده كبيره وقالت: ايوا يا نمر انا حامل، عرفت من اسبوع بس، وقلت مش هقول لاي حد لحد ما اتطمن ع أختي. 


نمر حملها ودار بها بسعاده، لم يصدق نفسه من الفرحه، بارك لهم الجميع، وتركا الأم ترضع احد اطفالها وخطفا الأخر. 

.................. 

ف المزرعه. 

ليث ع الهاتف: بجد، انا مش عارف  اقول إيه  واللهي  بس ربنا يصبرها، هعمل إيه، ربنا يشفيها. 


اغلق الهاتف بضيق، غرام: في إيه  يا ليث  مين اللي بتدعي لها دي. 


ليث: دي جيجي  يا غرام، اتقلبت بيها العربيه هيه وجوزها ومات هوه  وهيه  جسمها اتكسر خالص  وجالها شلل، الدكاترة  قالوا  انها مش هتمشي ع رجلها تاني.


غرام  بحزن: لا إله إلا الله، ربنا يشفيها يارب، بجد زعلت عليها.


ليث: حاولي تسامحيها يا غرام، انا ما قولتلكيش اني كلمتها من فتره طويله، و بهدلتها ع الكلام  اللي قالتهولك عننا، حاولي تسامحيها  عشان خاطري  انا. 


غرام: خلاص يا ليث، انا قلبي مش اسود اوي كده، طالما رجعت لي واعترفت اني حبك الوحيد  ومفيش غيري ف قلبك، خلاص  انا مسامحاها. 


ليث بمشاكسه: إيه  يا بت الثقه دي، عرفتي منين اني بعشق امك. 


جلست ع قدمه بقوه، تألم بتمثيل، قالت بدلال: أهوه انا واثقه ف نفسي بقي. 


ليث حضنها بتملك وقال: ماشي يا واثقه، وانا عايزك دايما واثقه فيا، المهم بقي قولي لي، إيه  الفكره اللي حضرتيها لي عن اللعبه الجديده. 


غرام  قبلت شفتاه بقوه وقالت بحب: هقولك  عليها لما تذاكر لي انا امتحاني قرب  وعيب اوي افشل وجوزي حبيبي، اكبر مهندس تصميمات ف مصر، هتذاكر لي ها. 


كانت تقبله بأغراء وهيه  ع قدمه، وقف وهوه يحملها، وقال برغبه: هذاكر لك يا حبي انا، بس لما أخد تمن الحصه الأول. 


اخذها لغرفتهم وعانقها برغبه مجنونه، ضحكت بكل سعاده، ولم تفارقها الضحكه إلا قليلا. 


اكتملت سعادتها  بأنجاب اختها  لصبي غايه ف الجمال مثل والديه، سعدت لأختها كثيراً، وعاشوا جميعا كعائله يسودها الحب والرحمه والموده. 


اصبحت قصه غرام ل ليث، وغاده ل نمر، قصص رومانسيه  تحكيها الجده لأحفادها، وتنصحهم بالبحث عن الأحترام و الرحمه ف الحب، قبل الرغبه والعشق. 


ف الحياه الزوجيه  مشاركه اثنان ف حياه واحده، عليهم ان يتعاونا، ويتحبا  بموده واحترام وتقدير كلامنهما للأخر  كما قال الله عز وجل. 


((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21))   «سوره الروم» 


******   تمت******

#غرام_الليث

#فريده_احمد_فريد

تعليقات