السهيل العابر
بقلم : سهيلة حجازى
الفصل التاسع و الثلاثون.
مخطط يودي بالعقرب إلى الهلاك.
يا ليل قد طال سواده و يا حزن قد مليء صدر الحليم انقشع عنا و ارحل في سلام عظيم.
محمد بغضب : و رحمة أختي و أمي و أبويا و عمي و ماما سارة لأقتله
لين بهدوء : القانون هيحاسبه زي ما بابا قال.
محمد : لأ يا لين لازم اشرب من دمه.
لين : هتودي نفسك في داهية يا مجنون.
محمد و قد أعماله الغضب : المهم إني اقتل الكلب ده.
لين و قد أحست بالوحدة و ترقرقت عبراتها : عايز تسيبني لوحدي يا محمد؟!
محمد بألم : لين أنا مخنوق و مش ههدي غير أما اقتله.
بقلم : سهيلة حجازى.
اقتربت لين منه و نظرت في عينيه و قالت : و أنا يا محمد هتسيبني و تمشي أنت كمان زي ما كلهم سابوني، ليه بتعاملوني كأني مش موجوده ليه؟
محمد : لازم أخد بتاري منه
لين : هتسيبني لوحدي؟!
محمد : أنا عمري ما اسيبك يا لين.
لين : لأ هتسيبني، ما بعد ما تقتله هتسلم نفسك للمحكمة و هيتحكم عليك بالإعدام.
محمد : أنا قتلت مجرم ما قتلتش بريء.
لين : بس عايز تقتله بطريقة غير رسمية.
بقلم : سهيلة حجازى
محمد : لين محدش هيقدر يغير اللي في دماغي.
لين : محمد اسمعني كويس علشان خاطري.
محمد : الكلام اللي هتقوليه مرفوض، عايزاني اسيب واحد اغتصب أختي و قتلها و قتل أبويا و عمي و ماما سارة عايش يا لين، ده قتلهم بدون سبب، أنا بقى هقتله بسبب.
لين : يبقى ننتقم مع بعض.
محمد : لأ يا لين أنا مش هخليكي تعملي حاجة تأذيكي سامعة.
لين : يبقى متعملش حاجة تأذيني يا محمد.
محمد : أنا مش هعمل حاجة تأذيكي يا لين و لا يمكن اعمل حاجة تأذيني.
بقلم : سهيلة حجازى
لين : لأ أنت فكرت يا محمد.
محمد : لازم يموت، ده الحياة خسارة فيه.
لين : و الموت كتير عليه، الموت ليه راحة.
محمد : لين أنا مش هتراجع عن اللي في دماغي.
لين : تخيل لو كنت أنا العقرب كنت هتقول نفس الكلام؟!
محمد : أنت عمرك ما تكوني العقرب.
لين : لأ يا محمد أنت غلطان، كل إنسان جواه عقرب لو تركه يتمكن منه هيتحول للعقرب الحقيقي، و اللي أنت بتعمله ده هيحولك لعقرب يا محمد و افتكر العقرب بيقرص قبل ما نشوفه مش بعد يا محمد و هو قرص من زمان و شلنا كلنا، مش هقولك إني مش عايزه اقتله، لا عايزه اقتله و اشرب من دمه، بس أنا فكرت فيها، أنا لو قتلته بالساهل زي ما أنت عايز تعمل دلوقتي هريحه و مش هعرف مين اللي بيحركه، مش يمكن يكون في حد أكبر منه هو اللي بيشغله.
بقلم : سهيلة حجازى.
محمد : بس لازم يموت.
لين : مين قال أنه مش هيموت؟!، ده هيموت موته عمره ما يتخيلها، بس قبل ما يموت لازم يقول كل اللي عنده و يتعذب و يشوف الموت بعينه ألف مره و مينلهوش.
محمد : و هنخلص عليه ازاي؟!
لين : سهل أوي، هنقبض عليه و هنعذبه و ههربه و ساعتها نقدر نقتله بحكم القانون و فوق كده هنقدر نعرف مين اللي وراه و بيشغله و لو مقتلنهوش هما هيخلصوا عليه علشان هيبقي كارت محروق.
محمد : كنت متأكد إنك هتعملي كده.
لين : أهدى و فكر بعقلك مش بعواطفك.
محمد : أنا مش متخيل إن الإنسان اللي اتربيت معه و أنا طفل و اعتبرته أخ ليا يطلع هو غريمي.
لين : الغدر مش بيجي غير من أقرب شخص زي ما حصل معايا أنا وليل.
بقلم : سهيلة حجازى
محمد : ليه أن اتوقعت كل حاجة إلا أن أقرب شخص يكون غريمي.
لين : لازم نفكر كويس قبل أي خطوة.
محمد : أنا موافق على خطتك بس لازم اشوفه بيتقتل قدام عيني.
لين : يبقى اتفقنا.
محمد : لازم نعرف بابا عبدالرحمن.
لين : لأ يا محمد السر لو طلع بره اتنين عمره ما هيكون سر.
محمد : يعني - - - - - - - - - - - - - -
لين : أنا مش عارفه مين عدوى و مين صديقي حتى والدي معنديش ثقة فيه يا محمد.
محمد : ازاي؟!
لين : معرفش كل اللي اعرفه إن الشخص الوحيد اللي أنا واثقة فيه هو أنت.
محمد : طيب ليه؟!
بقلم : سهيلة حجازى
لين : علشان أنا و أنت واحد فقدنا كل حاجة.
محمد : بس ده والدك يا لين.
لين : في النهاية مش لازم يعرف حاجة، في الأصل بابا ميعرفش حاجة عن الأدلة اللي بالغرفة السرية لا يعرف إن في غرفة سرية حتى.
محمد بصدمة : أومال هو عرف ازاي؟!
لين : ده السؤال اللي هيجنني، دي الحلقة المفقودة اللي بدور عليها.
محمد : طيب تعالي ندخل نتأكد من الأوراق و الأدلة.
لين : مفيش داعي الأدلة في الحفظ و الصون و مفيش شخص غيري يقدر يوصلها بإذن الله.
محمد : طيب الحمدلله َ
لين : المهم تفكر بعقلك.
محمد : حاضر بإذن الله.
بقلم : سهيلة حجازى
لين : إن شاء الله.
محمد : وحشتيني.
لين : عارف أنت بارد يا أخي.
محمد : دايما بتنزعي اللحظات الرومانسية.
لين : يا نهار أبيض اللي يشوفك من شوية و أنت قاعد تقول هشرب من دمه ميشوفكش دلوقتي.
محمد : طيب و الله وحشني برودك و رخامتك يا شيخة مش عارف كنت هعيش من غيرهم ازاي؟!
لين برفعة حاجب : برودي و رخامتي، اممممم.
محمد : وحشتيني.
لين : توفو يو محمد.
محمد : دي شتيمة جديدة و لا تعويذة و لا إيه؟!
بقلم : سهيلة حجازى
لين : دور على معناها و تعالى.
محمد : توفو يو - - - - - - - - - - -
لين : يلا علشان عايزه اخد شاور و اغير هدومي.
محمد : يا سلام ما تاخدي شاور و لا تغيري هدومك ما أنت مراتي.
لين بعصبية : محمد شكلك عايز تنضرب.
محمد : لأ خلاص هطلع.
لين : كده أنت عيني.
خرج محمد من الغرفة و هبط إلى الصالون، و فتح هاتفه ليبحث عن معنى تلك الكلمة على محرك البحث جوجل فظهر له معناها أحبك باللغة الإيطالية.
محمد :و بتقول على أنا مجنون يا رب صبرني.
بقلم : سهيلة حجازى
كانت لين في الحمام تنظر إلى أثر تلك الرصاصة على كتفها و تبسمت، ثم خرجت و ارتدت بيجامة سوداء بدون أكمام و نزلت إلى الطابق الأول و اتجهت إلى المطبخ رأها محمد فقام و اتجه إلى المطبخ
كانت لين تحضر الطعام و فجأة أحست به.
محمد بعصبية : أنا مش منبه مية مره متلبسيش هدوم البيت إلا قدامي أنا بس.
نظرت لين حولها و قالت : هو في حد غيرك موجود و أنت مش واخده بالي.
محمد : و عمار ده اسمه ايه؟!
لين : عمار ده زي ابني يا محمد أنا اللي ربيته.
محمد : مينفعش هو دلوقتي كبر.
لين : محمد علشان خاطري مش ناقصة تحكمات و غيرة.
بقلم : سهيلة حجازى
محمد : يعني لو روحت دلوقتي حضنت رودي َ سلمت عليها مش هتضايقي.
لين برفعة حاجب : طيب ابقى فكر بس.
محمد : بتغيري يا قطة.
لين بخجل : لو مغرتش على جوزي هغير على مين؟!
محمد : قولتي إيه؟!
لين : أوعى كده الأكل هينحرق.
ترى هل ستفلح محاولة لين للهرب أم لا؟!،هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة.
بقلم : سهيلة حجازى