رواية حامل بلا عقل
الجزء الرابع والخامس 🥰
حامل بلا عقل
المجد للقصص والحكايات
الست مغمى عليها ع الأرض، مش مصدقة إن ابنها بيشرب سجاير، واكتب ورقة سامحيني يا أمي وموس جنب الورقة..
أكيد هو اللي عمل المصيبة دي، وعلشان كده دايما بيعيط، وكاتب سامحيني ياأمي، ومجهز الموس اللي هيقتل بيه أخته.
زياد قام يصرخ، وينادي على حد ينقذه، لكن مفيش حد، راح متصل بخاله سيف يلحقه بسرعة.
في اللحظة دي كان زياد أسعفها برش البرفان على يده، وخلاها تشمه..
بدأت تفتح عينيها وهي منهارة، والدموع بتنزل منها زي شلالات فيكتوريا..
_ ماما .. ماما .. قومي يا ماما .. سامحيني يا ماما، مش هشرب سجاير تاني يا ماما.
الأم فتحت عينيها وبدأت تستجمع قوتها.
_ انت يا زياد؟ انت تعمل كل ده، عايز تقتل أختي، عايزين تدبحني تلات مرات يا زياد، تدبحني بمصيبة سودة عملتها، وبعد كده تقتل أختك، وتروح مني.
زياد مستغرب من كلام أمه، مش فاهم هي بتقول ايه.
_ استني استني يا ماما، هو انتي بتقولي ايه؟ عملت ايه في أختي؟ وهقتل أختي ليه؟
_ أومال جايب الموس ده ليه؟ وايه سامحيني يا أمي اللي في الورقة دي.
زياد سند أمه، وساعدها تقعد على السرير بتاعه بدل ما هي واقعة ع الأرض كده، وبص عليها.
_ أنا جايب الموس ده كنت عايز أنتحر بيه، والورقة اللي فيها سامحيني يا أمي دي، لو لاحظتي هتلاقيها عنوان، لسة كنت هكمل لك اللي حاصل.
_ هتكمل لي ايه؟
_ أنا مش في تانية كلية زي ما انتي فاهمة، أنا رسبت السنة اللي فاتت، وكدبت عليكم وقلت إني نجحت ورحت سنة تانية، على أساس أصارحكم بالحقيقة لما أنجح السنة دي وأروح تانية .. بس للأسف معرفتش أجاوب في امتحان المادة اللي فاتت واللي قبلها، ومش عارف أذاكر حاجة لامتحان المادة اللي جاية، وحالتي النفسية سيئة خالص يا ماما، لأني هسقط للسنة التانية، وكده هستنفذ وهيفصلوني من الكلية، ومش هعرف أوريكم وشي تاني، وكان أفضل حل للهروب من عقاب نظراتكم هو الانتحار .. أنا بشرب سجاير ليا أسبوع، ومش عارف أتكلم في البيت، ودايما عياط، ومش هستحمل الحياة دي، كان لازم أنتحر يا ماما.
الأم تلتهمه بذراعيها، وتضمه لحضنه بقوة وهي بتبكي.
_ يا ضنايا يا ابني .. في ستين ألف داهية الكلية، والتعليم كله، هتموت نفسك وتموتني وراك علشان كلية، عايزين تموتوني ليه، مش كفاية مصيبة أختك..
_ سامحيني يا ماما، انتوا اللي صممتوا أدخل الكلية دي، وانا مش بحبها ومش عايزها أصلا.
الأم فضلت تبوس فيه في كل حتة في جسمه، كأنه رجع من سفر طويل، أو رجع من ميت محقق، وهي بتبكي.
_ سلامتك بالدنيا يا زياد، سلامتك بالدنيا يا ابني.
فجأة كده..
أمه بعدت منه لورا، وسألته:
_ زياد! هو انت ليك علاقة باللي حصل لأختك ده؟
_ أقسم بالله يا ماما ولا أعرف عنه حاجة، والله والله يا أمي مش أنا.
_ طيب خالك سيف؟
_ أنا معرفش حاجة .. ومليش دعوة بحد.
الأب بينادي عليهم بصوت عالي، صوت زعيق، زي اللي بيضرب جرس المدرسة الكل يجمع.
خرجوا من الأوضة، ووقفوا قصاده، وكان سيف واقف معاه.
_ أنا جبت لك شيخ كبير، شيخ بيعرف كل حاجة، علشان يكشف على بنتك، ويعرف مين الكلب اللي عمل الحركة دي.
_ شيخ ايه ده؟
_ شيخ بتاع كل حاجة، وبيعرف في السحر والجن، وعنده جن مسخرهم يعرفوله كل حاجة.
_ أنا مش هخلي دجال يكشف على بنتي.
_ لكن أن هخليه يكشف لنا الحقيقة، بدل ما انتي كل شوية بتتهمي حد فينا.
الأم بتبص على سيف بتشوف رأيه ايه.
_ ايه رأيك يا سيف؟
سيف بيبص بعيد.
_ والله انتوا ضيعتوا مستقبل سيف أصلا، وعطلتوني عن شغلي، واتهمتوني تهم فظيعة، وربنا يسامحكم.
_ السم اللي في أوضتك ده يا سيف جايبه تعمل بيه ايه؟
_ايه السؤال ده؟ ما انا في كل سفرية باخد معايا سم وانا رايح الواحات..
الأم ضربت دماغها بيدها، حست إن تليفون الدكتور لخبطها.. وبصت على جوزها.
_ نادي ع الشيخ بتاعك يورينا هيعمل ايه؟
دخل الشيخ جوة صالة البيت، وفضل يبص حواليه، ويبص في وشوش الناس..
شكله مقرف، ومش باين عليه شيخ أصلا، شكله واحد دجال، لابس هدوم مهلهلة، وألوان ملهاش علاقة ببعض، وريحة أمه آخر قرف، وشكله بيسخر الجن في الكشف عن حاجات يستفيد منها..
الأم بدأت تحكي له ع اللي حصل، وحكت له إنها مش عارفة مين اللي عمل كده، ومفيش حد بيدخل بيتها غريب خالص.
_ وانتي متأكدة يا ستي من تشخيص الدكتور انها حامل.
_ طبعا متأكدة .. متأكدة جدا .. هو أنا كنت أشك في أخويا وابني وجوزي غير من تأكيد الدكتور.
_ هي بنتك بتكشف عند الدكتور ده من زمان؟
_ أيوة، من أول ما كبرت لو حست بأي ألم، بعرضها عليه.
_ مش ممكن يكون الدكتور ده هو اللي عمل العملة دي؟
الست اتفاجئت بكلام الشيخ..
_ نعم؟ ايه اللي انت بتقوله ده؟
_ مش يمكن حقنها بأي عقار يجرب فيها حمض معين، من الحاجات اللي بيستخدموها في الحقن المجهري، وكده كده مش هيخسر حاجة إنه يعملها حقل تجارب.
الست بدأت تنهار، مش مستوعبة.
_ مستحيل الدكتور يعمل كده..
_ اللي خلاكي تظني إن جوزك وأخوكي وابنك عملوا حاجة أقذر من كده .. يخليكي تستبعدي إن الدكتور يكون عمل من بنتك حقل تجارب؟
_ انت متأكد؟ الجن بتاعك قال لك كده؟
الشيخ اتضايق من كلمة الجن بتاعك قال لك كده، وانفعل عليها وزعق فيها..
_ أنا معنديش جن .. مش بشغل معايا جن .. وصرخ في وشها..
والمسكينة أغمى عليها تاني .. وبدأوا يوفوقها
تابع الجزء الخامس
فضلا وليس أمرا علق بعشر ملصقات والمتابعة
حامل بلا عقل
الجزء الخامس
الست مغمى عليها بسبب الشيخ اللي صرخ في وشها.
الكل بيجري ناحيتها بيحاول يفوقها، وهي مش مستوعبة حاجة.
المهم وقفت على رجلها وبصت على الشيخ، اللي بدأ يبص لها من فوق لتحت..
_ مالك بتبص لي كده ليه؟
_ انتي أغمى عليك مرة أو اتنين قبل كده؟
_ أيوة فعلا؟
_ المرة اللي فاتت كانت في أوضة ابنك زياد؟
الست هتتجنن .. الشيخ ده عرف الحاجات دي منين، بس هي مضطرة ترد عليه.
_ أيوة أغمى عليا في أوضة ابني.
_ هو انتي ازاي قدرتي ترسمي دايرة الشك حوالين جوزك وأخوكي وابنك، ولما أنا حطيت الدكتور جوة دايرة الاتهام، لاقيتك رافضة وبتصرخي؟
_ أصل أنا دايما بكون واقفة معاها عند الدكتور.
_ بس أنا قلت لك إن الدكاترة الأيام دي بيستخدموا عقارات وحقن للعمليات المجهرية، وأحيانا بيكون الدكتور معندوش لا ذمة ولا ضمير، وبيحقن الحالة اللي عنده بأي سائل، علشان الست تحمل ويقولوا الدكتور شاطر.
_ وهو هيحقن بنتي ليه؟
_ يا ستي افهميني .. بنتك حالة ميئوس منها، بنت معاقة ذهنيا، وفاقدة الوعي، ومش عارفة حاجة في أي حاجة في الحياة، يعني بسهولة يعملها حقل تجارب بدون ما تشعري، يجرب الحاجات اللي عنده دي قبل ما يحقنها لزباين العيادة، وبما إنه مجرم وحقير، هيقول في نفسه وايه يعني، ما اهي واحدة منتظرة الموت، وأكيد أهلهم منتظرينها تموت، مفيهاش حاجة لو يجرب فيها.
_ مستحيل .. اللي انت بتقوله ده مستحيل..
_ لما قال لك انها حامل، كان مستغرب ووشه مخطوف، وعنده ذهول، ولكن بيتكلم عادي؟.
_ كان بيتكلم عادي جدا.
_ بذمتك؟ ده رد فعل دكتور اكتشف إن حالة معاقة ذهنية حامل؟
الكل بيبص مندهش! كلام الشيخ مقنع خالص، مع إنه مش شيخ، وشكل أمه دجال نصاب، وهدومه مقرفة، بس بيقول كلام زي الفل.
الأب بص على مراته بغضب.
_ يعني اتهمتينا كلنا يا خرفانة علشان سلمتي دماغك ليه، وفي الآخر طلع هو اللي عملها.
_ أنا فعلا كنت بسمع له، كنا ندور مع بعض ع المجرم، بس ازاي يعمل كده؟ ده مش بني آدم، أنا لازم أبلغ عنه.
الشيخ بص عليها وبيشاور لها.
_ مش هينفع نبلغ عنه إلا بعد ما نثبت براءة المتهم التاني.
_ مين المتهم التاني ده؟
_ انتي يا مدام!
الست اتخضت، وجوزها واخوها وابنها بصوا على الشيخ وعليها
_ انت بتقول ايه يا راجل انت؟ انت اتجننت؟ هي بنتي هتحمل مني يا متخلف يا قذر يا حقير؟
_ بس .. بس بس .. هدي أعضائك يا مدام لو سمحتي، ما اهو انت مش متهمة نفس الاتهام بتاعهم.
الأب يحاول يبلع ريقه، مش مستوعب، وعايز يسأل الشيخ مش عارف.
_ أرجوك يا شيخ، توضح كلامك.
_ مراتك يا أبو زياد، بتطلع بالبنت كذا مرة في الأسبوع، وانت مش بتكون عارف هما راحوا فين، ولما ترجع بتكون معاها فلوس متوفرة، بيحصل كده ولا مش بيحصل؟
_ أيوة بيحصل، عمرها ما قالت لي راحت فين ولا جات منين؟ بس انت عرفت ازاي يا شيخ؟
_ مش مهم عرفت منين، السؤال هنا، مش يمكن كانت بتروح تعرضها على حد بالفلوس؟ بتستغل سذاجتها؟
الست بتجري ناحية الشيخ عايزة تضربه.
_ اخرس يا حقير، يا كلب يا سافل.
الزوج والابن زياد مش قادرين يمسكوا أعصابهم، ايه اللي بيحصل ده؟
معقول تكون أم ليندا بتعمل فيها الحقارة دي كلها؟ معقول تكون هي السبب؟
اللي بيحصل ده مش طبيعي، دي تبقى ست قذرة وعايزة الحرق بالنار، مستحيل تكون كده..
_ اتكلمي .. دافعي عن نفسك .. قولي كنتي فين ببنتك كل المرات دي.
الست مش قادرة تتكلم، بتبص على جوزها وأخوها وأبوها، ومش قادرة تتكلم.
الشيخ بص عليها بنظرة غضب وقال لها:
_ كده عندنا اتنين متهمين، هو انتي .. والدكتور بتاعك..
_ أنا معملتش كده .. مستحيل أعمل في بنتي كده .. مستحيل.
_ الكلام ده أنا هعرفه بنفسي، أنا هخلي بنتكم المعاقة تنطق وتقول لكم كانت مع أمها فين.
الكل بيبصوا على بعضه، مش قادرين ينطقوا، مش عارفين يتكلموا، الكل ساكت، الكل بيبص الشيخ، وعلى الأم .. الكل في حالة ذهول..
سيف واقف، مش دريان بالدنيا، وجمسه بيفرز عريق بشكل غريب.
الأب هيتجنن .. وضعه دلوقتي أصعب من اللحظة اللي كانت مراته بتتهمه فيها.
زياد نسي الكلية والانتحار، ومش مستوعب..
هي الأم مالها ساكتة كده ليه؟ مش بتدافع عن نفسها ليه؟ مش بتتكلم ليه؟
طيب تقول حاجة؟ تقول للشيخ انت كداب .. أو تقول حتى إنها كانت عند دكتور تاني .. هي ساكتة ليه ..
جسمها بيترعش .. أسنانها بتخبط في بعض .. وأطراف صوابعها زي اللي بيحركهم هوا أمشير .. جلدها فجأة بقى ساقع زي التلج..
يا نهار أسود!..
يا دي المصيبة!
هي ممكن تكون فعلا هي السبب في كل ده؟
ما اهو ممكن يكون الدكتور، لأنه كتب لها علاج يخليها تجهض الحمل.
أو ممكن تكون شريكة الدكتور؟
هو في ايه؟
ايه اللي بيحصل ده؟
والشيخ ده هيعرف ازاي؟
هو ليه الكل ساكت كده؟ ليه مفيش حد بيتكلم؟ حد ينطق يا جماعة يكسر لنا حاجز الصمت ده..
الأب حاول يستجمع كل قوته، وبيبص ع الشيخ، علشان يتكلم معاه.
بس الشيخ بيبص على سقف البيت، وبيبص ع الحيطان، زي اللي تايه في شارع كبير.
بيقرب من حاجات غريب ويدقق النظر فيها..
أخيرا الأب هينطق يسأله..
الأب استجمع قوته، وبطل يترعش .. ما اهو لازم يتنيل يسأله .. مفيش وقت يضيع في الخوف والسكوت والصدمات.
الأب مع شوية رعشة في بؤه ولسانه بيسأله:
_ وانت ت نتت تتت ... وانت هتعرف ازاي يا شيخ؟
_ أنا هطلع أوضة البنت دي، وهخليها تتكلم قدامكم.
الكل بيبص في بعضه، والأب أخد الشيخ، وطلع بيه عند أوضة البيت، بس المفتاح مع أمها..
الأم خايفة .. مش عايزة تطلع لهم المفتاح.
_ لاء .. مفيش حد هيدخل على بنتي .. مفيش حد يدخل على بنتي .. أوضة بنتي خط أحمر..
سيف أخوها ضربها على وشها، مش عارف نفسه بيعمل ايه؟ وأخد منها المفتاح غصب واقتدار، وطلع بيه للشيخ..
الأربعة طلعوا ورا الشيخ..
فتح الباب بالمفتاح .. ودخل يبص حواليه على الأوضة ... شكله كده مخاوي جن فعلا .. الست مش بتكدب..
البنت قاعدة ع السرير.. بتفتح بؤها .. وبتحاول تشوف أسنانها..
ايه اللي بتعمله المسكينة دي؟
يا بنتي مش هتعرفي تشوفي أسنانك بالعين..
بدأت تعمل أصدواتها الغريبة اللي بتعملها كل مرة لما حد يدخل عندها..يتبع
الجزء السادس والاخير