#كانت مجرد مكالمة
#فريد_عبداللي
#الجزء الثاني
كان شاهد يحمل على اكتافه عبء الشركة بكل اتعابها ومشاكلها وادارتها وكان معه اخاه نصر الذي يصغره وكان يدرس في الجامعة و مشاغبا .! وكان يتلقى معاملة خاصة من والده مما يجعل شاهد يتذمر من ذلك وكان كل يوم يطلب النقود الكثيرة من ابيه لانه دائما يحب التسوق و السفريات والاستجمام مع اصدقائه وكل هذه التصرفات تؤدي بشاهد الى القلق والشكوى لابيه.وكان يلوم اخاه على هذه التصرفات لانه كان يسحب الأموال من الخزينة دون علمه مما يؤدي بميزانية الشركة الى التذبذب احيانا.
زادت متاعب نصر كان يؤذي حتى العمال في الشركة لايبالي كانت تصرفاته صبيانية وكانوا يتذمرون منه ومن مجيئه و وصل به الحد الى اهانتهم ولكن قدر الوالد وقدر شاهد لم يستطيعوا فعل اي شيء. وفي صباح جديد كان شاهد يتحاور مع ابيه ومجموعة من اطارات الشركة دخل عليهم نصر من اجل اخد المال من ابيه لكن شاهد وقف امامه وقال عليك باحترام المجلس فنحن في اجتماع ثار نصر متعصبا ولم يبالي بذلك فأدى إلى شجار بالكلام مع أخيه الأكبر وكل الجمع كان يشاهد في ذلك مما جعل الاب يتعصب عليهما وخاصة على شاهد. خرج الفتى من الاجتماع قلقا من المشهد الذي صنعه نصر.
لم يعد الى العمل لانه كان متوترا من تصرفات اخيه وطال غيابه عن الشركة. وبدات طلبيات الزبائن تتأخر عن موعدها وخزينة الشركة بات تعجز عن تلبية الحاجيات. كان شاهد لا يستعمل السيارة لانه تركها آخر مرة في الشركة كان يمشي على قدميه وفي بعض الأحيان يستأجر سيارة لقضاء مصالحه. رن هاتفه فوجدها السكرتيرة فقالت له انا اسال عنك لان وضع الشركة لا يطمئن وبعض العمال تم طردهم من طرف نصر.
فتعال انظر في شأن اخيك فقال لها لا. لا يهمني، وغلق الهاتف.
توتر شاهد لما سمعه وخاف من تصرفات نصر ان يؤدي بها إلى العجز. كان الفتى يحكي لصديقه سعيد على كل شيء الذي يعتبره من اخلص أصدقائه فقال له
سعيد : انت تعرف اخاك جيدا
شاهد : انه يتصرف بحماقة .
سعيد : نصر مازال شابا مراهقا ولا يفقه في هذه الأشياء فعليك ان تساعفه.
شاهد : وكيف ذلك وهو يبعثر في أموال الشركة غير مبالي.وكل جهودنا وتعبنا اضحيا هباءا.
ازداد قلق شاهد من تلك المحادثة مما جعل صديقه سعيد يعزمه على الغداء ليروض انفعاله بعض الشيء لانه يعلم بانه في تلك اللحظة لا يملك مالا .
قبل شاهد عزومة صديقه ولكن اشترط عليه ان يختار هو المطعم . توجها الاثنان الى المكان المفضل والمحبوب في قلبه وعند دخولهما لمح حلمه يسوج ببن طاولات المطعم فبقي يحدق فيها ناسيا كل مشاكله. تناول الصديقان اطيب الطعام لكن سعيد احس بان صديقه لم يكلمه ولم يلتف إليه ومنشغل البال و كان يرمق النادلة فتعجب لأمره وساله ما لك لا تنطق بكلمة وأراك مشدود النظر إلى تلك الفتاة ابتسم شاهد لكلام سعيد وقال له انظر الى ذلك الغزال لقد هيج قلبي بخفته وجماله. وحينما اتي الى هنا احس ببعض الراحة.
تفطنت وفاء النادلة لنظرات شاهد مما زادها ارتباكا في تصرفاتها وظهور الاحمرار على خديها، وتذكرت بانه هو صاحب الهاتف.
غادر الصديقان المحل وبات شاهد فرحا لذلك اللقاء .فكر بالاتصال بها ولكنه كان خائفا.اراد ان يكتم حبه في قلبه دون احراجها .
اصبح نصر يعطي الأوامر في الشركة ويتصرف كما يحلو له ضاربا اوامر الوالد عرض الحائط وبدات أسهم الشركة في الانحدار. فلم يستطيع الفتى تحمل كل هذا وكل مرة يتصل به ويشب بينها جدال .اشتد النزاع بينها وكان الوالد يميل إلى صف نصر ربما لأنه كان يصغر اخاه ويتيم الام، اصبح وضع الشركة حرجا لم تقدر على تسوية كل الطلبيات وكثرت ديون المتعاملين وتكدست إشعارات الظرائب مما جعل الوالد يفقد صوابه من ذلك. عاودت السكرتيرة الاتصال بشاهد لعله يجد مخرجا لذلك. فتوجه الفتى الى الشركة فحدث اباه على الوضع وكيفية التصرف وحين نزوله الى الورشة تفجا بتوقف بعض المصلحات عن العمل . اصبح الفتى قلقا متوترا لهذه الحالة فاتصل باصدقائه الممونين بغية اقتراض الأموال وتزويده ببعض انواع سلع الخام و بالفعل ما كان عليهم الا ان ساعدوه .
تمكن الفتى من معالجة الوضع سدد كل الديون وأعاد الحركة الإنتاجية في المصلحات التي كانت متوقفة عن العمل وكان دوما يذكر والده بان الأموال والسلعة مقترضة من أصدقائه اراد ان يلفت نظره في شأن تصرفات نصر.
كان شاهد في ببته يفكر في امر الشركة وما يفوت في مخيلته صورة الفتاة التي تعلق قلبه بها فقرر ان يكلمها ويخبرها بحبه لانه لم يستطيع كتمان ما احس به نحوها والعذاب الذي يقاسيه من اجلها بات ساهرا طوال الليل ينتظر حلول النهار ليسرد ما خطر في قلبه للنادلة.
في منتصف النهار قرر ان يزورها في مكان العمل وحين وصوله دخل المحل نظر اليها نظرة الحنان والشوق فردت عليه بابتسامة ما راى مثلها من قبل احس وكانها تناديه احس كذلك و كانها علمت ما الغاية التي جاء من اجلها، فلم يتوانى وقال لها اردت ان اكلمك في امر ما .
هي : على الرحب والسعة
شاهد : لطالما كتمت اشياء في قلبي ولم استطيع ان اخبرك بها .
هي : وماهي ...؟ تفضل..!
ارتبك الفتى ولم يقدر على تلفظ ولو بكلمة.
شاهد : أأستطيع ان اكلمك في الهاتف.
هي : اجل بكل تأكيد.
دون شاهد رقم هاتفها وخرج مسرعا من شدة الحياء. اما الفتاة كانت فرحة جدا لانها تعلم بحبه لها كانت تتمنى ان يصارحها وتتخلص كذلك من هذا الكابوس ربما كذلك حتى هي مال قلبها اليه ولم تجد تفسيرا لذلك. ترك الفتى هذا الأمر لليوم الموالي كان يعد في الدقائق والساعات اراد ان يكلمها في وقت متاخر وهي في بيتها .
وبعد مرور الوقت اتصل شاهد بالفتاة ولكن لم ترد عليه كان الهاتف يرن دون توقف و دون اجابة . مما زاد من قلقه فخاف انها لا تريد مكالمته أو أنه قد ازعجها. كان يمشي في غرفته طولا وعرضا و يداه فوق رأسه متحسرا على ذلك وفجأة رن هاتفه فانقض عليه كان غير مصدقا بانها هي .
ترقبوا الجزء الثالث دمتم في رعاية الله.
الفصل الثابق