أخر الاخبار

رواية أرض الظلام الفصل السادس هويدا عصام بدوى

رواية أرض الظلام الفصل السادس هويدا عصام بدوى

رواية أرض الظلام الفصل السادس هويدا عصام بدوى

أرض الظلام الفصل السادس هويدا عصام

أرض الظلام

الفصل السادس: حلفاء أم أعداء؟
الجزء الأول: ظلال الماضي
بينما كان راشد وعلياء يقفان أمام النقوش القديمة التي تروي ماضيها، شعر كل منهما بثقل جديد يثقل صدرهما. لم يكن هذا الاكتشاف مجرد لحظة عابرة في رحلتهما، بل كان تحولًا جذريًا في مسار قصتهما. لم يكن بمقدورهما أن يتجاهلا ما اكتشفاه، وكانت الأفكار تتقافز في عقليهما عن الكيفية التي ستتغير بها حياتهما بعد هذا الكشف.
فجأة، تغير الجو المحيط بهما، وبدأت الرياح تعصف بالأشجار الضخمة من حولهم. بدا وكأن المكان نفسه يحاول أن يخفي شيئًا، أو ربما كان يحاول أن ينذرهم بشيء قادم.
"أشعر بشيء غريب." قالت علياء، وهي تغلق عينيها للحظة، كما لو أنها تحاول سماع شيء ما في الهواء.
"نحن لسنا وحدنا هنا." قال راشد، وهو ينظر حوله بحذر. "هناك قوة أخرى تراقبنا."
قبل أن تتمكن علياء من الرد، بدأت الأرض تهتز قليلاً. ثم ظهرت من بين الأشجار مجموعة من الشخصيات الغريبة. كانوا يبدون كأنهم جزء من الظلام نفسه، لكنهم يحملون قوة واضحة تميزهم. كانوا يرتدون ملابس داكنة، تحمل نقوشًا مشابهة لتلك التي رآها علياء على الشجرة. وعندما اقتربوا، بدا أن كل واحد منهم يحمل سيفًا ضخمًا أو سلاحًا غريبًا آخر.
أمامهم، كان هناك شخص يبدو مختلفًا عن البقية. كان طويل القامة، وعيناه حادتان، وجفونه مشدودة، وكأنهما تكشفان عن رغبة عميقة في الانتقام. كان يملك شعرًا أسود طويلًا وشاحبًا، مع وشم غريب على جبينه. وكان يتقدم بثقة نحو راشد وعلياء.
"من أنتم؟" قال راشد بصوت حاد، متأهبًا لأي تهديد قد يأتي. كان هذا اللقاء غير متوقع، والشخص الذي يقف أمامهم يحمل نية غير واضحة.
"نحن من حراس الظلام." قال الرجل، وهو يبتسم ابتسامة غريبة." ولسنا هنا لتهديدكم، بل لنقل لكم الحقيقة."
"الحقيقة؟" قالت علياء، وهي تشعر بالتشويش. "ما الذي تعنيه؟"
قال الرجل، وهو يرفع يده ليمنع أي حديث آخر، "نحن نعلم من أنتم. وأنتم لستم أول من جاء هنا، ولن تكونوا آخر من يعبر هذا المكان. هناك قوى أعمق مما تتصورون، ولقد جئنا هنا لأننا نحتاج مساعدتكم."
الجزء الثاني: الحارس الأسود
"مساعدتنا؟" قال راشد، وهو ينظر إلى الرجل بحذر أكبر. "على ماذا تعتمدون في مساعدتنا؟ نحن هنا للبحث عن طريق للخروج من هذا المكان، وليس لنكون جزءًا من لعبة أكبر."
ابتسم الحارس الأسود برقة، وقال بصوت غريب يملؤه الغموض، "أنتم جزء من هذه اللعبة منذ لحظة عبوركم البوابة. لا مفر من ذلك."
ثم نظر إلى علياء بنظرة دقيقة، وكأنها كانت تحمل سرًا قديمًا، "أنتم لستم مجرد زوار عاديين لهذا العالم. لقد تحملون القوة التي لا يعرفها أحد، حتى أنتم. لكن إذا لم تتعاونوا معنا، فقد يصبح العالم الذي تعيشون فيه مجرد ذكرى. ستتحطم كل العوالم إذا لم تتحدوا معًا."
"ماذا تقصد؟" قالت علياء، وكأنها تبدأ في إدراك عمق الحديث.
قال الحارس الأسود وهو يخطو خطوة للأمام:
-"أنتِ الحاملة للقدرة على فتح البوابات القديمة، وهذه البوابات هي التي تجمع العوالم. نحن بحاجة إلى قوتك لفتح بوابة جديدة، بوابة نادرة جدًا تسمح بالعبور إلى عالم النور الأسمى. ولكن، هناك خطر يهدد الجميع إذا لم نتمكن من إتمام هذه المهمة."
قال راشد بقلق، "أنت تقول أننا نملك القوة لفتح البوابات، لكن ماذا يحدث إذا فشلنا؟"
"إذا فشلتم، سيسود الظلام، وسينقض الكائنات المظلمة على كل العوالم." قال الحارس الأسود، وهو يرفع يده، وكأن كلمات تهديده تملأ الأجواء من حولهم. "لكن هناك خيارًا آخر، خيارٌ يعنى بالتحالف مع القوى التي تحاول الحفاظ على العوالم مفتوحة، ويمكنكم من اتخاذ زمام الأمور."
وفجأة، وسط هذا الحديث، ظهر شخص آخر من بين الظلال. كانت امرأة، ذات شعر أشقر طويل وعينين بلون أزرق ساطع. كانت تحمل سيفًا بلوريًا لامعًا، وكانت ملابسها تحتوي على نقوش متوهجة تنبعث منها طاقة غريبة.
"أنتِ؟" قال الحارس الأسود بذهول، وهو يرمق المرأة بنظرة مليئة بالحذر.
"أعرفك جيدًا." قالت المرأة، وهي تبتسم ابتسامة باردة. "لكنني هنا لأخبرهم بما لم تخبرهم أنت. ليس كل ما في الظلام هو شر، وليس كل ما في النور هو خير."
"من تكونين؟" قالت علياء، وهي تحدق بالمرأة.
قالت المرأة وهي تقترب أكثر:
-"أنا لورا، من حراس النور. وأنتِ، يا علياء، أنتِ لستِ جزءًا من الظلام كما يظن الحارس الأسود. أنتِ الأمل الوحيد في إنقاذ هذا العالم."
ثم نظرت إلى الحارس الأسود وقالت بصوت مرتجف:
- "لكن هناك سرًّا أخطر من كل ذلك، وهو أن أي تحالف مع الظلام قد يعيد العالم إلى نقطة لا يمكننا فيها العودة. إذا لم تختاروا النور، سيكون العواقب كارثية."
الجزء الثالث: الخيانة في الظلال
بينما كانت الكلمات تتطاير بين الحارس الأسود ولورا، بدأ راشد وعلياء يشعران أن الأمور قد تصبح أكثر تعقيدًا مما توقعا. كانت الخيارات المطروحة أمامهما صعبة للغاية، وكان كل طرف يبدو وكأنه يمتلك جزءًا من الحقيقة، ولكن لا أحد منهم كان يقدم الإجابة النهائية.
"ماذا تعني بكلماتك؟" سأل راشد، وهو ينظر إلى لورا، ثم إلى الحارس الأسود. "إذا كان كل طرف منكم يمتلك جزءًا من الحقيقة، كيف لنا أن نعرف من نصدق؟"
"لقد أخبرتكما أننا هنا بسبب الخطر الذي يهدد الجميع." قال الحارس الأسود، وهو يرفع يده. "ولكن إذا تحالفنا مع حراس النور، فإننا قد نفقد الأمل في الحفاظ على توازن القوة بين العوالم."
قالت لورا بنبرة قاطعة:
-"إنهم لا يصدقون كل ما يقولونه. يجب أن تعرفوا أن هناك قوى داخلية تحاول تدمير العوالم من أجل مصلحتها الخاصة. نحن هنا لأننا نريد الحفاظ على التوازن، لكنهم يسعون إلى الفوضى."
بينما كان النقاش يزداد تعقيدًا، كانت علياء تشعر بارتباك شديد. كانت هناك أسرار كثيرة تتكشف أمامها، وكلما اقتربت من الحقيقة، كلما زادت المخاطر التي تواجهها. كان عليها أن تتخذ قرارًا، ولكن لم يكن الأمر سهلاً.
"إذا أردتم مساعدتنا، عليكم أن تكونوا صريحين. ما الذي نفعله الآن؟" قالت علياء، وهي تتنفس بعمق، وتستعد لما هو آتٍ.
"سنساعدكم في عبور هذه المرحلة." قال الحارس الأسود أخيرًا. "لكن عليكم أن تختاروا، إما أن تساعدونا في فتح البوابة أو أن نتحالف مع النور."
كان قرارًا حاسمًا، وكان علياء وراشد بحاجة إلى اتخاذه بسرعة.

تعليقات