رواية أرض الظلام الفصل الثالث هويدا عصام بدوى
أرض الظلام الفصل الثالث هويدا عصام
أرض الظلام
الفصل الثالث: بوابة العالم الآخرالجزء الأول: العبور إلى المجهول
عندما عبرت علياء البوابة، لم تكن الأرض تحت قدميها كما كانت من قبل. كانت شعورًا غريبًا يملأ جسدها، كما لو أن جسدها قد تحول إلى ذرات هواء، تطفو فوق سطح العالم الذي كانت تعرفه. كان الضوء ساطعًا من حولها، لكن لم يكن ضوء الشمس العادي، بل كان مشبعًا بنور غريب وألوان متداخلة، كأنها تسافر عبر الزمان والمكان.
بينما كانت تحاول استيعاب ما يحدث، وجدت نفسها في مكان لا يشبه أي شيء رأته من قبل. الأرض كانت مغطاة بنباتات ناعمة تنبض بالحياة، لكن الألوان كانت شديدة الغرابة. الأفق كان مغطى بشمسين، أحدهما شمس دافئة صفراء والأخرى شمس زرقاء باردة، مما جعل السماء تأخذ طابعًا غير طبيعي.
"أين نحن؟" همست علياء، وهي تتفحص هذا المكان الغريب. كانت تشعر وكأنها في حلم، ولكنها في الوقت ذاته كانت تدرك أن هذا ليس حلمًا. كان هناك شيء حقيقي، شيء مخيف ومثير في الوقت ذاته.
"هذا هو العالم الذي لم تعرفيه من قبل." أجاب راشد بصوت منخفض، وكأن الكلمات نفسها تحمل رهبة. "العالم الآخر... هو المكان الذي نأتي منه."
"من أين نحن إذًا؟" سألته علياء، عيونها تتسع بدهشة كانت تحاول استيعاب ما يقوله، ولكن عقله كان مزدحمًا بالأسئلة. هذا لم يكن مجرد مكان، بل كان بوابة لعالم لا يمكنها تصوره.
"نحن في مكان بين العوالم، في حدود الحقيقة والخيال." قال راشد، وهو ينظر إليها بنظرة عميقة، وكأن كلامه يختبئ وراءه سرًا عميقًا. "العالم الذي نأتي منه هو في الحقيقة مزيج من الأبعاد، حيث يعيش من هم مثلكِ. ولكن لا يمكنكِ العودة إلى هناك إلا إذا اكتشفتِ الحقيقة."
الجزء الثاني: كشف الأسرار
كانت علياء تشعر بأن هذا العالم مختلف عن أي شيء قد عرفته. الأرض تحت قدميها كانت ناعمة جدًا، وكل خطوة كانت تترك أثرًا ينبض بالحياة. النباتات كانت تتحرك بلطف وكأنها تتنفس معها، والألوان كانت مزيجًا من ألوان غريبة، تبدو وكأنها مزيج بين الحلم والواقع.
"ما هو هذا المكان؟ لماذا لا أستطيع العودة؟" سألته علياء، بينما كانت تسير بخطوات مترددة.
"هذا هو المكان الذي يجب أن تكتشفي فيه سر وجودك، سر العالم الذي تنتمين إليه." أجاب راشد، وهو يوجه بصره إلى الأفق البعيد، حيث كانت هناك قلاع ضخمة تقع على الجبال. "أنتِ لستِ مجرد شخص عادي، وعندما تكتشفين من أنتِ، ستعرفين كيفية العودة."
"ولكن... ماذا لو لم أستطع؟ ماذا لو كانت هذه مجرد خرافة؟" قالت علياء، وهي تبدأ في الشك.
"كل شيء هنا له معنى. لا شيء يأتي عبثًا." قال راشد بحزم، وهو يضع يده على كتفها. "يجب أن تؤمني بأنكِ هنا لسبب. وإذا أردتِ العودة، عليكِ أن تكتشفي سر هذا العالم."
بينما كانا يتحدثان، ظهرت أمامهما بوابة أخرى، لكنها لم تكن كبقية الأبواب التي مرتا بها. كانت مغطاة بنقوش قديمة، والألوان المحيطة بها كانت تتغير بشكل مستمر، كما لو أن البوابة كانت تأخذ شكلًا مختلفًا مع كل لحظة.
"ما هذا؟" قالت علياء، عيونها تتسع دهشة.
"إنها بوابة الزمن." أجاب راشد، وهو ينظر إليها بتركيز. "لن تتمكني من العودة إلا إذا اجتزتِ هذه البوابة. إنها اختبار لكِ."
الجزء الثالث: التحدي الكبير
"لكن لماذا هذا الاختبار؟" سألته علياء، متسائلة عن السبب وراء هذا التحدي الغامض. "ماذا يحدث إذا فشلنا في اجتيازه؟"
"إذا فشلنا، سنظل هنا إلى الأبد." قال راشد بنبرة هادئة، لكن في عينيه كان هناك شيء من التوتر. "لن تستطيع العودة إلى عالمكِ. ولكن إذا نجحتِ، ستكونين على الطريق الصحيح."
كانت علياء تشعر بالتوتر يتسلل إلى قلبها. كان هناك الكثير من الأسئلة التي لم تجد لها إجابة، ولكن شيئًا في أعماقها أخبرها أن هذا هو الطريق الوحيد للمضي قدمًا. كانت لا تستطيع التراجع الآن.
"لن أخاف." همست لنفسها، وهي تتقدم نحو البوابة.
عندما اقتربت منها، بدأت الرموز على البوابة تتوهج بشكل متسارع، والألوان المحيطة بها كانت تتغير إلى ظلال غامضة. كانت البوابة تبدأ في الانفتاح بشكل بطيء، وعندما مرّت من خلالها، شعر قلبها وكأنه سيتوقف من شدة الضغط.
فجأة، وجدوا أنفسهم في مكان آخر. كان هذا عالمًا آخر تمامًا. لا شمس ولا قمر، فقط سماء مظلمة مليئة بالنجوم اللامعة، والأرض كانت مغطاة برمال داكنة. كان هناك شعور بالفراغ يحيط بهم، كما لو أن هذا المكان كان فارغًا من الزمن نفسه.
"ما الذي يحدث هنا؟" سألته علياء، وهي تلتفت حولها في قلق.
"هذه هي البداية الحقيقية، علياء." قال راشد، وهو ينظر إلى الأفق. "لقد دخلنا إلى قلب العالم الآخر، حيث تتكشف الحقائق."