رواية أرض الظلام الفصل الثالث عشر هويدا عصام بدوى
أرض الظلام الفصل الثالث عشر هويدا عصام
أرض الظلام
الفصل الثالث عشر: الضباب المحيطالجزء الأول: أرض جديدة
عندما فتحت علياء عينيها، كانت الأرض من حولها مختلفة تمامًا. كانت السماء صافية، لونها أزرق غامق مع شمس منخفضة تعكس ضوءها على الحقول الخضراء التي تمتد بلا نهاية. الرياح كانت باردة، ولكنها تحمل شيئًا من السكون الغريب، كما لو أن هذا المكان كان يعيش في حالة من الانتظار المستمر.
"أين نحن؟" سأل راشد وهو يتنقل بين الحشائش العالية، يحاول فهم المكان. كان يبدو أن كل شيء هادئ جدًا، لكن هذا الهدوء كان يشع بشعور غير مريح.
قالت كيرا، وهي تتفحص المكان بعناية:
-"هذه الأرض... تختلف عن كل شيء رأيناه. هناك شيء غريب في هذه السماء، كأنها ليست حقيقية."
أخذ إليان نفسًا عميقًا، وحينما نظر إلى السماء، بدا عليه القلق.
-"نحن في مكان غير مرئي لعينيكم... عالم غير ملموس. هذا هو المكان الذي لا يمكنكم الهروب منه. كل خطوة تخطونها هنا تؤثر في الأبعاد الأخرى."
"أين هو الشخص الذي تحدثنا عنه؟" سأل ميلاك، وهو ينظر حوله بحذر. "أين هو هذا المخلوق الذي جاء إلينا في النهاية؟"
لم يجب إليان على الفور، ولكنه أشار بيده إلى مكان بعيد، حيث كانت قمة جبلية ضخمة تلوح في الأفق. "هناك. الشخص الذي سيشرح لكم كل شيء موجود هناك."
الجزء الثاني: الشخصية الغامضة
بينما كانت المجموعة تتحرك باتجاه الجبل، شعرت علياء بشيء غريب يلفت انتباهها. كان الهواء ثقيلًا كأنما يحمل وعودًا غير مكتملة. كان هناك شعور بأن كل خطوة تقربهم من شيء قد لا يكون في صالحهم.
"هل تشعرون بذلك؟" قالت علياء بصوت خافت، بينما كانت يديها تشد على البلورة التي كانت تحملها. "هناك شيء... شيء يتنفس معنا."
قالت سيرين بنبرة مقلقة:
-"لا أظن أننا نستطيع الهروب من هذا الشعور. إنه يشبه تلك اللحظات قبل حدوث الكارثة."
وأخيرًا، وصلوا إلى الجبل، لكن ما كان ينتظرهم هناك لم يكن شيئًا من المتوقع. ظهر أمامهم شخص غريب، كان يرتدي رداء فضيًا لامعًا، وعيناه تحاكي الأفق الذي أمامهم. كانت ملامحه هادئة بشكل مخيف، كما لو أنه كان يعرف كل شيء سيحدث.
"مرحبًا بكم في عالم الحقيقة" قال الرجل بصوت ناعم، وكأن كل كلمة خرجت من فمه كانت تحمل وزنًا أكبر مما تبدو عليه.
سألته علياء بفضول:
-"من أنت؟ ولماذا أتيت بنا إلى هنا؟"
ابتسم الرجل بلطف وقال
-"اسمي "آزار"، وأنا جزء من الكون الذي يربط بين الأبعاد. قد تعتقدون أنكم فهمتم كل شيء، لكن الحقيقة هي أنكم لا تعرفون حتى الآن ماهي الأبعاد الحقيقية التي تحيط بكم. ما جلبكم إلى هنا هو القوة التي لا يمكن إيقافها... القوة التي لا تستطيعون فهمها بعد."
الجزء الثالث: الأبعاد الحقيقية
قال آزار وهو ينظر إلى السماء:
-"إن الأبعاد الحقيقية هي أكثر تعقيدًا مما تتصورون. العالم الذي تعيشون فيه ليس سوى جزء صغير من حقيقة أكبر. نحن هنا لنخضع لاختبار... اختبار سيتحكم في مصير الكون كله."
استفاقت المجموعة على تلك الكلمات الثقيلة. علياء، التي كانت دائمًا تشعر بأن هناك شيء غير مكتمل في رحلتها، شعرت بأن الإجابة التي طالما بحثت عنها قد أصبحت أمامها الآن.
"ما هو الاختبار؟" سأل راشد، وهو يحاول فهم ما يحدث.
أجاب آزار: "الاختبار هو ما يحدد من يستحق البقاء في هذا الكون. هناك قوة عميقة، قوتين، تعملان معًا في هذا الكون: النور والظلام. على كل واحد منكم أن يقرر أي من هذه القوى سيتبع. هذا الاختيار سيحدد مسار الأبعاد الأخرى."
قالت سيرين، وهي تتنهد بغضب:
-"ماذا يعني ذلك؟ هل نحن مجرد أدوات في لعبة القوى هذه؟"
آزار نظر إليها بعمق، ثم أجاب، "لكل واحد منكم دور. لكن الاختيار هو ما سيجعل منكم أبطالًا أو مجرد أصداء في هذا الكون."
الجزء الرابع: القوة المظلمة
فجأة، تمزق الهواء من حولهم، وتغيرت الألوان في السماء بشكل مفاجئ، حيث تحول الضوء إلى ظلام دامس. بدا أن قوة رهيبة تجتاح المكان. من بعيد، ظهرت سحابة سوداء ضخمة تتحرك بسرعة نحوهم. بدا أن هذه القوة المظلمة كانت تقترب منهم بسرعة.
"الظلام!" صرخ ميلاك، وهو يرفع يده نحو السماء. "إنها هنا! هذا هو التهديد الذي حذرنا منه!"
قال آزار بهدوء: "إنها ليست قوة ظلامية بسيطة. هذه القوة هي أصل الظلام. وكل من يواجهها يجب أن يكون قويًا بما يكفي لتحمل عواقب اختياره."
بدأت الكائنات المظلمة تظهر من السحابة السوداء، كأنها تأتي من العدم. كانت تتشكل تدريجيًا، فتظهر أجسامًا مشوهة وملونة، وتتحرك بسرعة البرق. كانت هذه الكائنات تمثل أكبر تهديد لهم.
قال آزار: "هذه هي قوات الظلام التي تجتاح الأبعاد. إذا تمكنت من السيطرة على هذه القوة، ستكونون قد امتلكتم مفاتيح الأبعاد. لكن ليس الجميع يستطيع أن يتحمل عواقب هذا الاختيار."
الجزء الخامس: الاختيار الكبير
وقفت المجموعة في مواجهة الكائنات المظلمة، وكان الوقت يمر بسرعة. كانت الأبعاد من حولهم تتداخل بشكل لا يمكن التنبؤ به. شعرت علياء بشيء غريب، كان قلبها ينبض بسرعة وكأن الوقت أصبح غير قابل للتحكم.
-"يجب علينا أن نقرر الآن. لا يمكننا العودة."
قال إليان بنبرة مليئة بالحكمة:
-"الاختيار يجب أن يكون مصيريًا. الحياة أو الموت... النور أو الظلام."
بدأت العاصفة المظلمة تزداد عنفًا، وكانت أصوات الكائنات تملأ المكان، بينما كانوا يفكرون في خياراتهم. كان كل منهم يحمل خوفًا داخليًا، خوفًا من أن يكون الاختيار خاطئًا.
"الوقت يمر" قال آزار، "اختاروا بحذر. هذا هو اختباركم."