فن نفسي للكاتبة بسنت عبد القادر
أَحْسَن وسيلةٍ لِلتَّغَلُّبِ عَلَى الصِّعَابِ اِخْتِرَاقُهَا . تتحدَّ إنساناً لَيْسَ لَدَيْهِ مَا يَخْسَرُه "
في فيلا الحلبي :
كانت ورد تتحدث مع صديقتها دارين عن ما حدث و كانت دارين تضحك بشدة و هنا غضبت ورد و قالت :
انتي يا زفتة ، بتضحكي علي ايه ؟! أنا غلطانة إني سمعت كلامك و روحت ال Gallery بتاع سي زفت ده !!
ضحكت دارين مرة اخري و قالت بمرح :
مش قادرة بصراحة كان نفسي اشوف ال Reaction بتاعك و بعدين أسيد الروماني مز السنين يا أمي ، ده بيطلع في المجالات و ساعات model حاجة فخامة !!
قالت ورد بأحتقار :
مز و فخامة ؟! انا مش عارفة أنتم عجبكم في ايه اصلا !!
قالت دارين بتريث :
بصي يا ورد ، هو أنا مش معجبة بيه بس محدش ينكر انه راجل وسيم و لو علي بيعجب البنات و الستات في إيه ، في اسباب كتير مال ، جاه و وجه حسن لازم يبقي في معجبين .
قالت ورد بغضب :
بنات و ستات عايزين قطع رقبتهم ، ده اسمه هوس علميا و عمتا ده تفكير سطحي لكن أسيد جوه ايه ؟! فاضي شخص تافه هو منكرش انه رسام موهب غير كدة مفيش اي حاجة عدلة توحد ربنا ده بسم الله الرحمن الرحيم لو اي حاجة مؤنث معدية من قدامه هيفترسها !!
ضحكت دارين و بشدة مرة اخري ثم قالت :
لا يا حبي ، هو اصلا مش محتاج ده هما كدة كدة بيجو لوحدهم عنده ده روفيدة هتموت عليه عشان يتجوزها تعرفي اصلا انها عشيقته و المفضلة عنده !!
قالت ورد بأحتقار :
و ديه حاجة تشرف يعني ؟! إنتي ناسية روفيدة الدالي ديه اصلا كان عايزة تحوم علي يامن اخويا ازاي و اصلا هو مش بيبص للاشكال ديه و هو اداني ال Okay إني اتعامل معاها ما إنتي عارفة هو بيكره وجع الدماغ .
قالت دارين :
عارفة إنتي هتقوليلي بس مش محتاجه تتعصبي اوي كدة يا ورد الموضوع مش مستاهل و أن شاء الله مفيش حاجة هتجمعك بي أسيد مرة تانية.
قالت ورد :
لا ثانية و لا ثالثة ، يارب الواحد مش ناقص اصلا !!
قالت دارين :
اهدي يا رودي ، خشي نامي و انا كمان عشان عندي شغل ، تصبحي علي خير .
تنهدت ورد و قالت :
عندك حق و إنتي بخير يا دارين .
ثم أغلقت ورد مع دارين و نظرت الي المرايا وجدت نفسها تبكي و هنا قالت بصوت مبحوح :
لحد أمتي ؟! لحد أمتي هفضل أمثل إني مش بتأثر من الي بسمعه عنك علي طول لحد أمتي يا اسيد !!
و هنا عادت ورد و تذكرت شيء من اكتر من ٥ سنوات .
Flashback :
كان اليوم هو عيد ميلاد ورد و لقد كانت ورد تدرس في انجلترا و عملت هناك لمدة عاماً تقريباً و يوم عيد الميلاد اصر اصدقاء ورد ان تذهب معهم الي ملهي ليلي كنوع من التغير و بالفعل رضخت ورد و ذهبت الي هناك و لكن لم ترتدي ملابس فاضحة ، كانت متحشمة مما جعلها ملفتة للانظار .
كان كل اصدقاء ورد يرقصون و يمرحون و لكن ورد لم يكون يعجبها كل ما يحدث و أقسمت علي الا تدخل مثل هذة الأماكن مرة اخري و هنا وقعت عين ورد علي شاب كانت تتابعه من أول وهلة و لكن وجدته يشرب بغزارة و الواضح عليه انه يحاول الصمود و الخروج من هذا المكان و عندما اختفي عن أنظار ورد ، ركضت الي الخارج و بالفعل وجدته بالكاد يحاول الوقوف امسكته و كان ضخم بالنسبة لها حاولت مساعدته حتي وصلت الي سيارتها و ادخلته داخل السيارة بصعوبة ثم ترجلت سيارة و تنهدت بشدة و هنا قالت بالانجليزية :
Are you okay ?! Do you wanna go to the hospital?!
هل انت بخير ؟! هل تريد الذهاب الي المشفي ؟!
قال اسيد بملل :
نفسي ارجع مصر ، زهقت من الانجليزي و الإنجليز ذات نفسهم .
قالت ورد بدهشة :
ايه ده ، أنت بتكلم عربي و كمان مصري ؟!!
قال اسيد بسعادة و هو في حالة سكر :
أخيراً لقيت حد مصري هنا !!
ثم نظر إليها لعدة ثواني و كانت عيني أسيد بدأت تتغير بسبب المشاعر المتضاربة و التي لا يعرف معناها ولا مصدرها و هنا ارتبكت ورد و قالت :
ساكن فين ؟! عشان اوصلك و لا نروح المستشفى ياحسن يجيلك تسمم من كمية الكبير الي شربتها !!
هنا نظر أسيد الي ورد و بدأ يبكي كالاطفال و هنا اندهشت ورد لما يحدث معه و قال اسيد بصعوبة :
عايزة تمشي ليه ؟! طب جيتي ورايا ليه اصلا ؟! و بعدين شكلك مش وش الاماكن ديه و من لبسك يبان و طرقتك ايه الي جابك المكان ده ؟!
قالت ورد و هي مدركة انه في حالة سكر و لن يتذكر كلامها و لن يتذكرها هي شخصيا و قالت :
يمكن عشان نصيب ، نصيب و صدفة إني اشوفك و كمان عشان اصحابي اصروا نغير عشان انهاردة عيد ميلادي برده.
ابتسم أسيد ابتسامة ساحرة و قال بحب :
كل سنة و انت طيب يا حلو أنت.
ارتبكت ورد و قالت :
و أنت طيب .
هنا انقلب مزاج اسيد للمرة الثانية و بكي مرة اخري و أمسك بيد ورد مما جعلها تشهق و قال أسيد بترجي :
متسبنيش ، متعملش زيهم انا مش عايز أبقي كدة بس أعمل ايه كل الناس عايزني عشان فلوسي او مصلحة مني لكن انتي ، إنتي شكلك طيب لسة فيكي براءة و أنا بموت في البراءة ، خليكي معايا يمكن إنتي تبقي سبب أني أطلع من العتمة ديه يا ... هو إنتي اسمك إيه صحيح ؟!
ابتسمت ورد و قالت :
ورد ، أسمي ورد .
قال اسيد بسعادة :
تعرفي أنه لايق عليكي الاسم ده يا ورد التوليب
ارتبكت ورد و هنا قررت القيادة و عند هذا قام أسيد بأمساك يديها اكثر و بقوة كأنه يخاف أن تهرب منه و قال و هو يصفح الهاتف :
أنا اهو طلعت ال location عشان توصليني بس أنا هفضل ماسك ايدك عشان احس بالبراءة و الدفي .
و هنا بدأت ورد بالقيادة و أسيد كان يدندن اغنية الورد الاحمر الفنان سامو زين و غني بصوت جميل نوع ما و ليس محترف :
"انا متثبت قدامه لا عارف انطق ولا قد كلامه واللي بيحصلي معاه
ده محدش قده ياعيني لما يفوت قدام عيني انا ببقى اقول الله
الورد الاحمر عوده عوده ده جماله معدي حدوده اه حدوده
والكلمه منه بتقتلني بتقتلني واللمسه منه تعيشني تعيشني
اصله حنين حنيه ده في صوته بيسحر فيا
وان جات عينه في عنيا بنسى العالم وما فيه
انا كل ما فيه يغريني يغريني بصراحه طالع من عيني عيني يا عيني
لو يبعد ثانيه بيوحشني بيوحشني ده في اجمل دنيا معيشني معيشني
اصله حنين حنيه ده في صوته بيسحر فيا "
ارتبكت ورد ثم سكت أسيد و قال بترجي :
ورد اوعديني ان محدش يمسك ايدك بعدي او غيري لأني مش هسيبك أصلا و كمان توعديني أنك عمرك ما تروحي الاماكن الزبالة ديه عشان البراءة ديه تفضل ماشي يا ورد التوليب ؟!
قالت ورد بخجل :
اوعدك
قال اسيد بترجي :
اسمي أسيد ، عايز اسمع اسمي منك .
قالت ورد بخجل :
حاضر يا أسيد.
قال اسيد بسعادة و حب :
اسمي طالع منك زي رسمة حلوة عمري ما هرسم في جمالها لازم ارسمك و كمان تشوفي لوح بتاعتي و ال Gallery بتاعي .
وصلت ورد الي المكان الي المنزل الذي يمكث فيه أسيد و هنا وضع أسيد سلسلة بها نصف قلب بيد ورد

نظرت اليه بدهشة و قال أسيد :
ديه سلسلة نص قلب خليها معاكي عشان هبقي اجيب بكرة نص تاني ، أنا اصريت اشتري نص واحد بس عشان كنت حاسس أني نص بني ادم و نص مسخ لكن بعد لما شوفتك و عرفتك ، عرفت أني ليا نص تاني ، اوعي تضيعي مني و لا السلسلة ديه تضيع منك.
نظرت ورد و هنا صدح خلفية الي هذا المشهد و كانت الاغنية للفنان عمر دياب " و بنا معاد "
وبينا معاد
لو إحنا بعاد
أكيد راجع ولو بيني وبينه بلاد
وبينا معاد
لو إحنا بعاد
أكيد راجع ولو بيني وبينه بلاد
قصاد عيني
في كل مكان
قصاد عيني
في كل مكان
ومن تاني أكيد راجعين
أنا دايب وكلي حنين
ولا عمري أبيع لو مين
قصاد عيني
ومش قادرعلى الأيام
ولا يوصف هويا كلام
وطول ليلي ولما بنام
قصاد عيني
قصاد عيني
في كل مكان
قصاد عيني
في كل مكان
في يوم هنعود
قصاد عيني
ومش قادرعلى الأيام
ولا يوصف هويا كلام
وطول ليلي ولما بنام
قصاد عيني
قصاد عيني
في كل مكان
قصاد عيني
في كل مكان
في يوم هنعود
ده بينا وعود
و في غيابه أكيد لسه الأمل موجود
و في غيابه أكيد لسه الأمل موجود
قصاد عيني
في كل مكان
قصاد عيني
في كل مكان
ومن تاني أكيد راجعين
أنا دايب وكلي حنين
ولا عمري أبيع لو مين
قصاد عيني
ومش قادر على الأيام
ولا يوصف هويا كلام
وطول ليلي ولما بنام
قصاد عيني
قصاد عيني
في كل مكان
قصاد عيني
في كل مكان
ومن تاني أكيد راجعين
أنا دايب وكلي حنين
ولا عمري أبيع لو مين
قصاد عيني
ومش قادر على الأيام
ولا يوصف هوايا كلام
وطول ليلي ولما بنام
قصاد عيني
في كل مكان
ومن تاني أكيد راجعين
أنا دايب وكلي حنين
ولا عمري أبيع لو مين
قصاد عيني
ومش قادر على الأيام
ولا يوصف هوايا كلام
وطول ليلي ولما بنام
قصاد عيني
قصاد عيني
في كل مكان
قصاد عيني
في كل مكان
كانت ورد تنظر الي أسيد بعشق و حب من أول نظرة و أسيد كان ينظر لها نظرة عاشق ، سارح ولهان و طفل كبير يريد ان يبقي معاها حتي اخر العمر و هنا قال أسيد بعشق :
اوعديني اني هبقي الوحيد الي في قلبك .
قالت ورد بحب :
اوعدك يا أسيد
أمسك أسيد يديها و قبلها و اصر ان يذهب بمفرده و لكن قبل ان يغادر اعطاها رقم هاتفه الخاص في ورقة و قال :
علي فكرة خدي رقمي و الرقم ده مش مع حد غير أمي و أختي و أكيد هعرفهم علي ورد التوليب ، اكيد ؟!
قالت ورد و من داخلها هي تعلم انه لن يتذكرها و هي تودعه اليوم و من الممكن الي الابد :
أكيد يا اسيد ، أكيد !!
ابتسم أسيد التسامة ساحرة و قال بحب :
يسلملي إلي بيسمع الكلام ، أبقي كلميني هسنتاكي و زي ما قولتلك اوعي تنسيني يا وردة التوليب .
عودة الي الحاضر :
كانت ورد تبكي و هي تمسك بالورقة التي بها رقم هاتف أسيد و السلسة التي أعطاها ايها و احتضانتهم بشدة و قالت بقهر :
محدش مسك ايدي غيرك ، محبتش حد غيرك بس أنت نستني يا أسيد ، أنا بقي عمري ما نسيت و لا نسيتك ، يلعن قلبي الي بيدق ليك من يوم ما عيني وقعت عليك لحد دلوقتي و أنت كل مادا بتبقي اسوء من الاول يلعن قلبي الي حبك يا اخي بجد !!
و بقيت ورد تضرب علي موضع قلبها و هي مقورة يديها و بقوة كأنها تعاقب نفسها علي هذا الحب الذي اشبه بالسم البطئ.
ده