أخر الاخبار

رواية تزوجت ساديا المقدمه والفصل الاول

 


رواية تزوجت ساديا المقدمه والفصل الاول

الكاتبة سعاد مصطفي

المجد للقصص والحكايات 

سلسلة هي والشيطان نظرة في واقع المرأة المصرية الحكاية الأولي تزوجت ساديا مقدمة أخبرتني بأسرارها وطلبت مني أن أروي قصتها كما هي دون حذف أو إضافة لعلها تكون سندا لإمرأة أخري تمر بظروف مشابهة ورغم غرابة قصتها إلا أنني تحمست لها ووعدتها بكتابتها . وأردت أن أفيها حقها هذه المرة . أرادت مريم أن ألقي الضوء علي أحداث تقبع علي الجانب المظلم وتحجبها جدران البيوت عن الناس تحت غطاء التقاليد لا تتهموها بالخروج عما هو مألوف بل صبوا لعناتكم علي الوغد الذي أفسد حياتها . لا تكرروا مأساة مجتمعنا الشرقي وتجلدوا الضحية لأنها باحت كونوا عادلين وإجلدوا الجاني لأنه طغي إهداء إلي الشخص الذي حاول إحباطي والتقليل من شأني شكرا لأنك جعلتني أثبت لنفسي أنني أستطيع أن أصل للنجوم إن أردت . شكرا لأنك جعلتني أدرك أنه من السهل التخلي عنك أيضا .

 أخبرتني بأسرارها وطلبت مني أن أروي قصتها كما هي دون حذف أو إضافة

لعلها تكون سندا لإمرأة أخري تمر بظروف مشابهة
ورغم غرابة قصتها إلا أنني تحمست لها
ووعدتها بكتابتها .
وأردت أن أفيها حقها هذه المرة .
أرادت مريم أن ألقي الضوء علي أحداث تقبع علي الجانب المظلم وتحجبها جدران البيوت عن الناس تحت غطاء التقاليد
لا تتهموها بالخروج عما هو مألوف بل صبوا لعناتكم علي الوغد الذي أفسد حياتها .
لا تكرروا مأساة مجتمعنا الشرقي وتجلدوا الضحية لأنها باحت
كونوا عادلين وإجلدوا الجاني لأنه طغي

إهداء

إلي الشخص الذي حاول إحباطي والتقليل من شأني
شكرا لأنك جعلتني أثبت لنفسي أنني أستطيع أن أصل للنجوم إن أردت .
شكرا لأنك جعلتني أدرك أنه من السهل التخلي عنك أيضا .

سعاد مصطفي

إهداء

إلي ذلك الرجل الذي أردت أن أهديه روايتي فأهداني روحه .
لم أستطع أن أصيغ لك بضع كلمات بإهداء
فنسجت أنت لي روحك وقلبك بقلادة زينت عنقي وإستقرت بجوار قلبي .

شكرا لأنك منحتني حياة أخري وكانت أفضل ما حصلت عليه يوما .

إليك أحمد

ورد

فلاش

شعر طويل متداخل بشكل فوضوي ،وجه قد فسدت زينته الثقيلة وتداخلت ألوانه لتطمس معالمه بعد أن غسلته الدموع الغزيرة وجسد قد غطته الكدمات بتلك الأماكن التي يجب ألا تكشف عنها الملابس .
لم تكن هكذا دائما .
لقد حولها هو لشبح إمرأة جميلة كانت عليها يوما .
ذلك الجمال الذي وهبها الله إياه كان سبب لعنتها .
ذلك الوجه البسيط الذي يجذب الإهتمام أصبحت تكرهه لأنه جعله يختارها .
تمقت لحظات حضوره ، رائحته ، أنفاسه الدافئة المقززة المشبعة بالنيكوتين والمشروبات الكحلية .
فتحت المياه الدافئة لتزيل آثارعدوانه عنها ، زادت حرارتها فلم تحاول الإبتعاد بل تمنت أن تصل للغليان فقد تطهرها من آثار الدنس الذي ألحقه بها .
إن إستطاعت التخلص من الدنس الجسدي فكيف تتخلص من الدنس الروحي والنفسي؟
كان هذا سؤالها لي لكنني أردت أن أعرف تفاصيلا أكثر
ومريم لم تبخل بها عني .
حزينة أنا لدرجة تعجز الكلمات عن وصفها ، فإن كتبت ستنزف حروف كلماتي لتغير لون الأرض للأحمر القاني .
وإن صمت فستحيل نيران قلبي حرارة الجو للجحيم . يمزق وجعي روحي لأشلاء ، تسيل دموعي بلا توقف فتغير خارطة العالم . أصبحت لا أطيق جلدي علي لحمي ولا لحمي علي عظامي . ينفر بعضي من بعضي وأنفر أنا من كلي . حتي رائحتي باتت تخنقني .صوت نبضات قلبي بات مملا ، بات يسبب لي آلاما برأسي .
قلبي نفسه جمرة تحترق ، يقبض عليه الحزن بقبضته القوية القاسية فتتطاير منه الشرارات لتشعل حرائق بسائر جسدي .
أصبحت الحياة محرقة ، أصبحت غرفتي قبر ، بدأت أنتظر رائحة تعفن جثتي .
ألا يتحول الجسد لجثة بعد خروج الروح منه ؟!
روحي غادرت جسدي منذ تعرضت للإنتهاك .
لحظات الموت قاسية حتي وإن كنت تعلم أنك ستخلد بعدها بالجنة .
إنتزاع الروح من الجسد أصعب حالة يمر بها الإنسان ، من الجيد أن ذلك يحدث له مرة واحدة .
تخيل إن تعرضت لهذه التجربة كل يوم؟!
أنا أتعرض لها كل يوم .
أموت كل يوم .
تسلب روحي مني كل يوم .
هل سمعت عن مضاجعة الموتي ؟
هذا ما يحدث معي ، منذ فقدت روحي تحولت لجثة ، جثة يتم إستغلالها أسوأ إستغلال .
جثة يتم مضاجعتها بشكل وحشي .
أنا مريم مصطفي
وهذه قصتي ..
إستمع لها بحياد ، لا تحكم ، لا تتعاطف .
فقط إنصت .
لأنني أضع بين يديك حياتي الماضية وذكرياتي .
أودعك نفسي 

نظرت لصورة زفافنا ودموعي تغسل وجهي ، كنت مخدوعة حينها ، ترتسم علي وجهي إبتسامة لم أكن أعلم أنها ستتلاشي بعد بضع ساعات للأبد.
إكتشفت أنه من السهل أن تصدر صورة زائفة عن نفسك للآخرين ، يكفي فقط أن تكون كاذبا بارعا وستسير أمورك جيدا .
هذا ما فعله بي هشام .
هكذا أوقعني بفخه .
أذكر المرة الأولي التي رأيته بها .
كنت يومها حزينة لفراق أخي ، فلقد تم تحديد ميعاد سفره ليستلم وظيفته بجامعة هايدلبرغ الألمانية بعد أن حصل علي شهادة الدكتوراه بطب الأمراض العقلية الحديث منذ بضع شهور .
عاد إلي مصر ليقضي معي أنا وأبي شهرين لم يكن يعلم أنهما آخر شهرين بحياة أبي .
أصر والدي قبلها علي أن يمد أجازته لوقتا أطول كي نستمتع بوجوده معنا لبعض الوقت .
كانا أفضل شهرين مرا بعد وفاة أمي .
كان حسن يصطحبنا بهما كل يوم بمكان جديد .
بالصباح نخرج أنا وهو معا نقضي اليوم ننتقل من مكان لآخر ، أقوم به بتقمص دور المرشدة السياحية رغم أنني لا أعرف الكثير من المعلومات مما كان يضحكه كثيرا ، وبالمساء يصطحبنا حسن لأحد المطاعم لنتناول العشاء ثم يدعونا للسينما أو نعود لنقضي الليلة بلعب الشطرنج .
إلي أن كاد موت أبي المفاجئ أن يقتلني .
كان قد أخبرني أنه سيصلي العشاء ثم يعود ليقتل ملكي بثلاث حركات كما يفعل دائما .
أعددت القهوة التي يحبها وأدار حسن أغنيته المفضلة " هذه ليلتي" وعندما تأخر دخلت لأراه .
لقد سلم أبي روحه علي سجادة الصلاة وهو يناجي الله بآخر ليلة من ليالي رمضان .
بعد أبي رفض العيد أن يمر بمنزلنا .
ماتت عصافيره باليوم التالي ، وإختفي كلبه ولم نستطع العثور عليه . وعندما ذهبت لقبره لأقرأ له الفاتحة وجدته يقبع هناك . هزيلا رافضا للطعام .
أربكت خطط أخي فلم يرغب بتركي وحيدة بمصر لذا قرر إصطحابي معه وبدأ بتجهيز الأوراق اللازمة .
هو من أقنعني بالخروج لحضور زفاف صديقتي ، أوصلني للحفل وأخبرني أنه سيعود ليصطحبني بعد ساعتين .
ليته ما أقنعني وليتني ماذهبت .
هناك رآني
هناك إختارني ضحية
هناك وقعت بشباكه
لفتت زميلتي إنتباهي له قائلة أنه لم يرفع عينه عني وأن زفافا جديدا يلوح بالأفق .
سخرت منها ونظرت بساعتي فقد تأخر حسن عن الحضور .
رفعت عيني لتصطدم بعينيه العميقتين . بعدها وجدت حسن يقف بجواري فابتسمت له وإستعديت للمغادرة لكن صوته قد قاطعني وهو يوجه حديثه لأخي قائلا " ماذا تريد منها ؟"
نظر أخي إليه حائرا ثم سأله " من أنت؟ وماذا تريد؟"
فقال له " هذا ما سألتك عنه منذ قليل "
إبتسم حسن قائلا " حسن مصطفي ، أخيها وأنت ؟ "
إبتسم ثم إعتذر قائلا " آسف كنت أعتقد أنك تحاول إزعاجها ، أنا هشام سعيد مدير مالي بشركة رسلان .
هز له حسن رأسه محييا وشكره علي إهتمامه بي وإستأذن لنغادر لكنه قد عرض علينا إيصالنا إن لم يكن معنا سيارة فقبل أخي .
بعد يومين حضر لمنزلنا وقابل أخي وطلب منه يدي فأخبره أن الأمر يتوقف عليَ .
كما أخبره بظروف سفره وبرغبته في إصطحابي ، لكنه عندما علم ذلك عرض علي أخي أن يقيم عرسنا سريعا قبل سفره .
حدثني حسن بالأمر فلم أعرف بماذا أجيبه فإقترح عليَ أن يسمح له بالحضور للمنزل والحديث معي كي أقرر .
بكل المرات التي حضر بها هشام كان حسن يجلس بعيدا بإحدي الزوايا يقرأ كتابا .
أخبرني هشام أنه يتيم قد مات والده وهو صغير وربته أمه إلي أن رحمها الله منذ ثلاث سنوات .
وأنه يعيش وحيدا بشقة والديه وسوف يجري عليها تعديلات كي نقيم بها بعد زواجنا .
كما أنه يحتل منصبا هاما بالشركة التي يعمل بها والجميع يحترمه .
أحضر حسن لنا عصيرا فشربناه ثم وضعت الكأس علي الطاولة فغضب هشام وأمسك الكأس الفارغ سريعا ووضعه بمحاذاة الآخر بالضبط .
نظرت إليه مندهشة فقال مازحا " هكذا لن يشتاق لرفيقه "
فضحكت .
كنت أعتقد أنه يمزح وقتها ولم أعرف أن ما فعله كان عرضا من أعراض مرضه النفسي .
عندما أخبرت حسن بموافقتي ضمني إليه وقبل رأسي وأخبرني أنني سأكون أجمل عروس . وباليوم التالي بالمساء جلس بجواري وسلمني ميراثي .
أخبرني أن أبي قد ترك له شقة ليتزوج بها لكنه لا يريدها وقد كتبها بإسمي وسلمني عقدها بيدي وإستأذني أن يحصل علي شقة والدينا هذه لأنها تمثل له قيمة عاطفية كبيرة فوافقت بكل سرور .
وبالنسبة للمال فقد فتح لي حسابا بالبنك ووضع به حقي من مال أرض أبينا التي باعها .
وأنه سيسافر بعد زفافي مباشرة لأنه قد تأخر كثيرا علي عمله .
أعطاني نسخة من مفتاح شقته هذه لأحتفظ بها معي كي أستطيع الإعتناء بها .
وساندني بكل خطوة كنت أخطوها كي لا يشعرني بفقدان أمي وأبي فإختار معي فستاني وملابسي وتصفيفة شعري ، حتي أن جارتي بالشقة المقابلة قد إعتقدته زوجي. فهشام أخبرنا أن العمال لم ينتهوا من إعداد الشقة فإقترح حسن أن نقيم بالشقة التي كان سيتزوج بها ، شيئا ما دفعني لعدم إخبار هشام أنها قد أصبحت ملكي .
شعرت حقا بالفرح عندما رافقني حسن وسلمني لهشام وإنهرت بكائا وأنا أضمه قبل أن يغادر بنهاية الحفل .
فبعد سفره فقدت كل ما يربطني بالواقع ، بل بالحياة .
بمجرد دخولنا الشقة أغلق هشام الباب بالمفتاح ، إعتقدت أنه يمزح معي ويحاول إخافتي لكن ما رأيته بعينيه أكد لي أن لا يمزح ولن يمزح مجددا .
كانت عينيه قاسية باردة وتبدلت نظرته لي من نظرة الحب التي كان يدعيها إلي نظرة الإحتقار .
لم أستطع أن أستوعب التغير السريع الذي حدث فإبتسمت وإقتربت منه وسألته
"ماذا بك ؟"
ضحك ضحكة مخيفة قائلا
" أنا بخير ، لقد عدت لطبيعتي لكنك لن تستطيعي أن تعودي أبدا . "
إبتعدت قليلا قائلة
" أنا لا أستطيع فهمك "
قال لي وهويخلع رابطة عنقه ويفك أذرار قميصه
"سأفهمك بالطريقة الوحيدة التي تحبيها ، لقد كانت عينيك تتوسلني منذ أول مرة رأيتك بها أن أفعل وها قد حان الوقت لأفعل "
إبتعدت للخلف
" أنت تخيفني"
إتسعت إبتسامته
" هذا جيد "
ركضت الي حجرة النوم لأهرب منه فتعثرت بفستاني فوصل إليَ وحملني ثم رماني علي الفراش بقوة
صرخت قائلة
" هل أصابك الجنون؟"
إتسعت عيناه وفتحتي أنفه وقال
" سأريك الجنون الآن "
بدأ بتمزيق فستاني فصرخت
" أرجوك ياهشام ، أنت تؤلمني وتخيفني"
ضحك قائلا
" عليك دائما إخباري بمشاعرك ، 

    الكاتبة / سعاد مصطفي

تعليقات