أخر الاخبار

رواية رحمة الفصل الثالث والاخير


المجد للقصص والحكايات

رواية رحمة 

 التالت والأخير 

المجد للقصص والحكايات 

بصيت للعبلة وافتكرت.

- أنا ازاي نسيت يا زين ! انا عملتك كيكة صغيرة. 

- ليا أنا؟ 

- اه، دوق كدا.

مسك الشوكة وقبل ما يحطها في بوئه.

- ها حلوة؟ حلوة صح؟ بجد قولي.

- سيبني أدوق طيب.

- طب يلا بسرعة، أنت إنسان بطيء لية؟ 

ضحك وحطها في بوئه، مرة واحدة غمض عينيه فخفت.

- زين؟ زين أنت روحت عند ربنا ولا أية؟ 

فتح عينه بسرعة - يخربيتك في أية مش بدوق؟ 

- أنت بتاكل وأنت مغمض عينك؟ مش خايف تنام.

- لا مش هنام. طب جربي دوقي وأنت مغمضة كدا.

اخدت شوكة تانية وعملت زيه، فضلت آكل ببطء وبعدين سمعت صوته جنبي.

- حلو؟

- اوي.

- علشان منك.

فتحت عيني، ومعرفش لية حسيت بحاجة بتتحرك جوايا، سيبت الشوكة ووقفت أنزل تحت من غير ولا كلمه.


من بعد المرة دي وبدأت أشوف زين كل يوم. كان ساعات يجيب الجهاز بتاعه، اسمه لاب توب، ويقعد يوريني صور، كان بيقولي دي صور كليات تجارة، فضلت اتفرج معاه وانا سرحانة في حاجة تانية خالص.

- ودي كلية تجارة جامعة ... رحمة أنتِ معايا.

- أنا شفت فيلم.

قفل الباب وبصلي- فيلم اية؟ 

- فيلم كدا لسعاد حسني.. مش فاكرة اسمه، بس كان فيه اغنية كدا بتقول، الحلوة لسه صغيرة.

- اه، قصدك صغيرة علي الحب.

- اه.

- ماشي يا حبيبتي.

سكت وبصيت لبعيد بزهق.

- مالك في أية؟ 

- تيتة بتقولي وانتِ بتتكلمي مع حد اتعلمي تفتحي مواضيع كتير، جيت أجرب معاك، بس أنت رخم اوي. 

- فيه بنت شطورة تقولي رخم اوي؟ 

- اقول غلس؟ 

- رحمة ! 

- سوري، أوف جود نايت بقي. 

جيت أنزل فوقف قصادي.

- ثواني أنتِ قولتي أية؟ 

- قولت أية في أية؟ 

- قولتي جملة دلوقتي حالا.

- جود نايت؟ 

- اه، أنتِ واخدة علي الكلام بالانجلش؟ 

مفهمتش، ففتح تليفونه بسرعة ووراني جملة طويلة

- معناها أية الجملة؟

- معناها، أنا أمتلك شخصية إيجابية، وقلب بريء.

- يعني عارفة.

رفعت كتفي - اه.

- تفتكري ممكن تكوني متخرجة من كلية خاصة يا رحمة؟  

- مش عارفة، جود نايت يا زين.


كنت بتفرج علي أفلام وأشوف البطلة بتعيط وهي بتقول كلمة " بحبك " للبطل واستغرب، هما لية بيعيطوا؟ ما تقولها عادي من غير عياط، هو ممكن يكون الحب مؤذي ؟ 

- تيتة يعني أية الحب؟ 

- يعني تشوفي في حبيبك الدنيا كلها.

- طيب مين حبيبي؟ 

شاورت علي قلبي - دا الي هيقول، دا الي هيفتكر دلوقتي مين حبيبه.

سكت شوية وبعدين سألتها تاني.

- وبعد ما بنحب بنعمل أية؟ 

- بنتجوز.

- يعني لسه هستني لما أكبر علشان اتجوز.

ضحكت - لا يا حبيبتي أنتِ كبيرة.

- يعني أنا ينفع اتجوز والبس فستان أبيض زي البنت الي في التليفزيون.

- واحلى منها كمان.


صقفت بفرحة ودخلت أوضتي، فضلت ألف حوالين نفسي، أبص لعيوني، لرموشي، وشعري الطويل، أنا بشوف البطل في الفيلم بيقول للبطلة أنه بيحب الشعر الطويل، اومال زين مقاليش لية؟


- زين، هو انا شعري وحش؟ 

- لا أبدًا شعرك جميل.

- ولما هو جميل، مش بتقولي لية؟ 

- أنتِ مسألتيش.

- هو لازم أسأل؟ 

- لازم نسأل علشان نعرف الإجابة.

- بس بطل الفيلم مستناش سؤال البطلة وقالها أنتِ شعرك حلو.

- يمكن قالها لانه بيحبها.

- وأنت مبتحبنيش؟ 

- لا بحبك.

- بجد؟ زي البطل ما بيحب البطلة كدا؟ 

- أنتِ كدا المفروض تنامي يا رحمة

- وانت وحش اوي يا زين. 


قعدت في اوضتي واتفقت مع نفسي لو عمل أية مش هصالحه، ، مش هصالحه، مش هصالحه، مش هصالحه.

- مساء الخير.

- وحشتني.

قعد جنبي - يعني قاعدة لوحدك علي السطح ومنزلتيش السبت احطلك فيه بسكوت زي كل يوم لية؟ 

افتكرت اني زعلانة فبصيت لبعيد وسكت.

- دا أنتِ مقموصة بقي.

بصتله - هي مقموصة يعني زعلانة؟

ابتسم - مقموصة يعني زعلانة جدًا.

- طيب انا مقموصة وجدًا كمان.

قام وقف - طب حيث كدا بقي هروح ادي الشكولاتة دي لأي حد تاني عاوزها، يا خسارة كنتُ...

وقفت واتطنطت والزعل اتبخر في ثانية.

 - لا أنا عاوزاها.

 حطها ورا ضهره - قوليلي إنك مش زعلانة.

 بصيت للسما بفكر وبعد تلت ثواني.

 - خلاص مش زعلانة.

 حطها على إيدي فقعدت وقعد جنبي، فتحتها بلهفه وقطمت حته، غمضت عيني وانا مبتسمة.

 - بتحبي الشكولاتة اوي كدا؟ 

 معرفش ازاي كنتُ هقوله بحبك أنت أكتر، بس سكت شوية وبعدين قولتله.

 - مش اوي.

 - اومال بتحبي أية اوي؟

 - مش هينفع أقولك.

 - لية؟ 

 - تيتة قالتلي لما يكون جواكي حاجة مرتبطة بالي جوا قلبك، خبيها جواه، متقوليش لحد أبدًا إلا...

 - إلا أية؟ 

 - إلا إذا كان مقدر. 


البطلة في الفيلم لما بتخرج مع البطل وتكون بتحبه، بتفضل تبصله في كل الاوقات، بتاخد بالها منها وكأنه ابنها، علشان كدا لما كنت بشوف زين بيتحرك، بيبتسم، واقف في المحل الى ماسكه بليل مع شغله في البنك الصبح، كنت باخد بالي منه ، كنت علطول براقبه وهو طالع السلم، داخل الشارع، وهو نازل يصلي، وهو بيبوس إيد جدته. كنتُ شايفاه بطل عظيم، بطل خارق. حد طيب اتخلق علشان رحمة، علشان رحمة وبس. 


- هتفضل معايا علطول؟ 

- خايفة أسيبك؟ 

- خايفة أتعلق بيك.


ساعات مش بكون أنا، بحس أني مقسومة نصين، لما بيكون جنبي بتظهر روح جديدة، كلام جديد، وضحكة جديدة.


- القمر حلو أوي.

- حبيه بس متكونيش زيه.

- لية؟ 

- القمر بيعتمد علي الشمس، لو مفيش شمس مفيش قمر، خليكي زي الشمس في حياة كل الناس.

- أنا مش عاوزة أكون شمس للناس، أنا عاوزة أكون شمسك أنت. 


ساعات كنت أقعد قدامه، كل الكلام الحلو يدور في قلبي، ولما أجي اقول، الكلام يهرب وألاقيني بسأله.

- أية يحصل لو واحدة حبت واحد بس هو مبيحبهاش؟ 

- تكتم حبها جوا قلبها، علشان متحرجش نفسها معاه.

- كدا تموت.

- تموت !

بصتله - أيوة تموت، أنا أعرف أن الإنسان ممكن يكتم حزنه، ينسى، لكن ربنا خلقنا بنحب، هنكتم الحب ازاي؟ 


فيها أية لو الدنيا بقي سهلة، فيها أية لو كل حد بيحب حد يروح يقوله، فيها أية لو مفيش صوت عالي، مفيش حزن، مفيش دموع، مفيش هموم، مفيش حب نكتمه جوانا.

- أية الشنطة دي؟ 

- بصي بقي الفستان الجديد دا.

- دا علشاني؟ 

- علشانك.

فيها أية لو الدنيا تكون هو بس.


كنا قاعدين علي البحر. كان الجو حلو، السما منقطة بالنجوم، الهوا بيطير شعري فببتسم، والماية بتلمس رجلي علي شط البحر.

- زين هو انا ممكن أقولك حاجة.

- قولي يا رحمة. 

- أصل.. يعني...

- أنتِ مكسوفة مني؟ 

- أنا بنت فلازم اتكسف.

- مين قالك كدا؟ 

- تيتة قالتلي.

- ورحمة قالتك أية؟

- قالتلي بحبك.


الدنيا سكتت فجأة، الدوشة قلت لما ملامحه اتغيرت، هو لية مش مبسوط؟ البطل في الفيلم لما البطلة بتقوله بحبك بيفرح، بيشيلها، بيلف بيها، بيضحك، بيحضنها، أنا برادنه وهو محضنيش.. هو قام ومشي.

- زين.

- مينفعش يا رحمة، الكلام دا غلط.

جريت وراه ومسكت دراعه.

- أية الي غلط، الحب غلط؟ 

نفض دراعه - الحب مش غلط، بس أنتِ مينفعش تحبيني.

- ومينفعش أحبك لية؟

- لأنك فاقدة الذاكرة، لأن باباكي مات وأنتِ هربتي من اهلك،  ولأن أنا مش العالم، أنا مش بطل، أنا مش كل الناس، أنا واحد بس يا رحمة واحد بس.


وقفت مكاني متجمدة، شفته بيقرب خطوته مبصتلوش فكمل.

- اسمك رحمة عز الدين، عندك ٢٦ سنة، خريجة تجارة إنجلش، ومذيعة راديو، من شهر باباكي مات وأنتي حصلك صدمة عصبية ودخلتي المستشفي، هربتي منها وكأنك بنت عندها ٨ سنين.. أنا أسف، أنا جبتك هنا النهاردة علشان افهمك بالراحة، وعلشان أنا وصلت لاهلك وزمانهم جايين.

رفعت عيني وبصتله - بابا مات.. وأنت هتسبني؟ 

وبعدها وقعت في بحر ضلمة ومحستش بحاجة بعد كدا.


- طب كلي أي حاجة من ايد ماما يا رحمة ؟ 

ابتسمت وطبطت علي ايديها.

- هشرب نسكافيه في البلكونة يا ماما، نامي أنتِ.

لما فوقت في المستشفي، فوقت وكأني حلمت حلم مش علي مقاسي، حلم الحب مكنش ليا. افتكرت كل حاجة مرة واحدة، شفت اهلي حواليا، شفت دموع ماما، شفته واقف خايف فبصيت لبعيد. 


- برضو مش هتردي عليه؟ 

- ماما من فضلك، قوليله أنا بقيت كويسة خلاص، ملوش لزوم الاهتمام دا، أنا مش طفلة.

- بس انا عمري ما شوفتك طفلة.

وقعت مني شهقة صغيرة لما سمعت صوته ورايا، ابتسامة صغيرة كانت هتترسم على شفايفي، بس مسكتها بسرعة ولفيتله، فهمت أن ماما خليته ييجي علشان يقعد معايا بعد ما رفضت ارد علي مكالماته اسبوع كامل. دخلته الصالون ودخلت وراه.

- ازيك يا زين.

- ازيك يا رحومة.

- رحمة.. اسمي رحمة، رحمة عز الدين الي عندها ٢٦ سنة، مش رحومة الصغيرة الهبلة أم ٨ سنين.

- رحومة كانت أنقي.

- رحومة كانت عامية، وأنت عارف بقي البشر، كلهم وحشيين.

- متحاوليش توحشي نفسك، أنتِ مش وحشة.

- ولا حلوة، مفيش حد طيب.

مسك علبة بسكوت وحطها جنبي ووقف.

- لا فيه، بس بنتعمي عنهم وقت الزعل، مش هي دي نظرتك ليا، أنا دلوقتي وحش، بس مش مهم، على العموم جبتلك البسكوت الي بتحبيه وكنت عاوز اطمن عليكِ بعد ما رجعتي لحياتك الطبيعية.. اتمنى متنسيش رحومة، هي متستهلش منك الموت.


ودعته واول لما قفل باب الشقة وراه عيطت، ماما جات قعدت جنبي واخدتني في حضنها.

- لية القساوة دي كلها؟ 

- علشان بحبه يا ماما.. بحبه.

- وهو كمان بيحبك.

رفعت وشي وبصتلها فابتسمت وهزت راسها.

- قبل ما يقولك الحقيقة بتلت أيام كان وصل ليا، قعد معايا وفهم أن حبك لباباكي وتعلقك بيه سبب الصدمة دي، ولما قعدنا مع الدكتور قال إن لازم تعرفي الحقيقة بشكل صدمة، ساعتها هو اعترض، بس الدكتور اقنعه إنك ساعتها هترجعي للواقع مش التوهه الي كنتِ عايشة فيها.

- يعني مكنش..

- مكنش عاوز يأذيكي، كان عاوزك تكوني كويسة.


سيبتها ودخلت اوضتي ومرت ذكرى بينا على بالي.

- تعرف، أنا اكتشفت أن الحب دا احلى حاجة في دنيا.

- وبيكون احلى لما نحب الي يستاهل قلوبنا.

- ازاي؟ 

- يعني تحبي شخص يخاف عليكِ، يهتم بيكِ، بتفاصيلك الصغيرة، بتحبي أية أو بتحبي مين، والأهم من دا كله أن يشوف الأصلح ليكِ قبل ما يشوف نفسه.

- حتى لو على حساب نفسه؟ 

- حتى لو علي حساب قلبه.


نزلت من العربية، اخدت نفس ووقفت قصاد المحل.

- لو سمحت عاوز واحدة بسكوت من دي.

لف بسرعة، ارتبك فالازازيز وقعت، لمهم فوقعت كام كرتونة من كتر توتره، ضحكت ودخلت لميتهم معاه.

- رجعتي من تاني.

- خفت العمر يعدي من غير ما اقولك حاجة مهمة.

- تقوليلي أية؟ 

-  أقولك إنك أوحش إنسان في العالم.

- أية!  

ملامحي رقت وابتسمت - وأطيب قلب.

- شكلك حلو النهاردة

- شكلي حلو ازاي؟ 

ابتسم - لا مقدرش أقولك، أنا بتكسف.

ضحكت - ويا ترى مين قالك كدا؟ 

- واحدة صغيرة قالتلي عمرها ٨ سنين، اخدت عمري معاها ونسيت هي تسمع أهم حاجة.

- نسيت أية؟

- نسيت تسمع إني بحبك، يمكن كانت الكلمة تبوس قلبك في يوم وترضى عني. 

دمعت وقلبي دق - كدبت عليا.

- علشان بحبك.

- حسستني بالخوف.

- و بحبك.

- بعدت عني.

- و بحبك.

بصيت للبسكوت وابتسمت.

- نسيتي تدفعي تمن البسكوت.

- عاوز فلوس مني؟ 

- لا.

- اومال عاوز مني أية؟ 

- عاوزك جنبي طول العمر.

- عاوز رحمة ولا رحومة.

- لا رحمة طلعت قاسية، رحومة قلبها أبيض ويساع الكل.

ابتسمت - رحومة صغيرة علي الحب. 💙


نوفيلا مصلحة ثم عشق 


تعليقات