أخر الاخبار

رواية العابث الأخير الفصل الثاني والعشرين صدمه تالا وسيناء وليل

 
رواية العابث الأخير

فريده احمد فريد

العابث الأخير

الفصل الثاني والعشرين

صدمه ل تالا وسيناء وليل 

وفاتن ف ليله واحده

في المستشفى 

المجد للقصص والحكايات 

سيناء سامعه دوشه حواليها، اصوات  مألوفه، واصوات غريبه، ميزت صوت سيف و كمال، وسمعت صوت بيتكلم انجليزي 


فتحت عينها ببطء، حست بوجع رهيب ف دماغها، قفلتها تاني، حطت ايدها ع رأسها، لقت رباط ملفوف عليها


قالت بألم

((سييييف، انت فين آه يا رآسي، سيف حبيبي، انت فين)) 


جري عليها سيف وقالها

((سينا ما تتحركيش، الدكتور  طمنا عليكي، وقالنا لازم ترتاحي، ماتخافيش دا جرح بسيط، بس الواقعه كانت جامده ع دماغك)) 


فهمت انهم كدبوا ع الدكتور، عشان خاطر ست عشق ما تروحش ف داهية، سيناء ما حبتش تقول الحقيقه وتدخل


ف سين وجيم مع الدكاتره، وتبلغ عن عشق وتأذيها، شافت ان ده مش وقت الحساب، دا وقت انها تقف ع رجلها وتلحق صياد قبل ما يتقتل بسببها


فتحت عينها، وجت تقوم، اتصدمت، شافت ضباب ادمها، غمضت عينها وفتحتها  كذا مره، شافت الرؤيه بتوضح


شافت راجل طويل وسيم واقف جمب الدكتور، و راجل ف الخمسينات واقف ف اخر الاوضه بيتكلم مع بنت  جميله


لكن وشها احمر من الغضب وعيونها دبلانه من العياط، وشافت دكتور لابس بالطوا الدكاترة، خمنت هما مين بالشكل


غمضت عينها ع دموعها قالت ف عقلها

((معقوله انا فتحت، ولا دا حلم، انا شايفه، انا متأكده اني شفتهم، عمي وعشق  وسيف ابن السيوفي، والدكتور، ايوا  انا عارفه  اني مش نايمه ولا بحلم، بجد يارب انا فتحت بسبب ضربه بسيطه  زي دي، بس، بس مش لازم يعرفوا، مش هقولهم حاجه، مش لازم عشق تدايني بدين زي ده، مش لازم تعرف انها السبب ف اني ربنا رجع لي نظري، واني فتحت، لاء، لاء، انا اهون عليا افضل عمياء ع اني اخليها تدايني بالعرفان والجميل، احمدك يارب، دا احسن وقت افتح فيه  عشان انقذ صياد، ايوا، لازم اقوم، بس انا مش عايزه حد منهم هنا)) 


شاورت لهم  وقالت بألم مصطنع

((دكتور  لو سمحت  ممكن تسيبوني لوحدي، انا عايزة  انام وارتاح)) 


الدكتور وافق، و طلب منهم يمشوا، سيف ميل عليها، فتحت عينها وشافته ف وشها، قالها بهدوء


((نامي يا سينا، انتي محتاجه للراحه، وانا هكون بره عشان ارجعك بيتك، ارتاحي   وانا هفضل جمبك)) 


الغضب ملاها  منه، فهمت انه بيصطاد ف الميه العكره، لانه اكيد عرف ان جوزها اتخطف من المأريج  واكيد زمانه مات


ف بيستغل الموقف  ده لصالحه، لكن بعينه، سيناء بتفكر ف كده  وهيه بتبص لهم وهما خارجين، لاحظت  بصه عشق ليها


كانت كلها كره وحقد وتمرد، بصت لها بقرف، التانيه كانت خرجت وما شافتش بصتها، سيناء  قامت قعدت  وشالت الكالونه  من ايدها


قامت وقفت  وبصت ع نفسها، اتسحبت وفتحت الباب بهدوء، شافت سيف بيتكلم ف الفون، خرجت بسرعه قبل ما يلف


نزلت ع السلم جري، وقفت ف الشارع ووقفت تاكسي بسرعه، رجعت ع المطعم  وخدت شنطتها  وسابت الناس 


اللي بيسألوها عامله إيه، خرجت  وركبت تاكسي، وراحت ع قصر البارون، طلبت تقابله  واتذنبت  ساعه  عقبال


ما فضي  وخرج يقابلها، حكت له ع اللي حصل  من المأريج   وانهم خطفوا جوزها  وحاولوا يأخدوها  هيه كمان 


لكن البارون صدمها لما قالها

((وما المطلوب مني الان يا سيناء، هل  ظننتي  انني سا أحرك اسطول بحري  لأهجم ع المأريج  من اجل زوجك هذا؟ اعذريني يا سيناء، انا لن اخاطر برجالي مع المأريج  لأجل  اي شخص، انتي تعلمي اننا ف هدنه معهم، ولن  افكر ابدا بمهاجمتهم، دعيه لقدره، وعودي انتي  لمطعمك ولحياتك، وانسي امره، انتي امرأه  عمياء ولن تستطيعي مساعدته، هوه الان ف عداد الأموات  وانتي تعلمي هذا)) 


سيناء بصت له بقرف، استغرب من نظرتها، والمفروض  انها عمياء، لكنه قدر موقفها  سابها واقفه  ومشي


الدموع غلبتها  لفت عشان تخرج، اتصدمت ب سيف  ف وشها، قالها  بثقه


((كنت واثق انك هتيجي للبارون  بعد ما هربتي مني، سينا، محدش  هيقدر يساعدك ف الجزيره كلها غيري، تعالي معايا وانا هقولك هنعمل ايه)) 


خرجت من قصر البارون الجبان  ، ومشيت مجبره  مع  سيف، وقفوا ف الشارع، وقفها  ادامه  وقالها


((اسمعي يا سيناء، انا مستعد انقذ جوزك  بس بشرط)) 


((وانا موافقه ع كل شروطك  بس ألحقه  قبل ما يموت)) 


((لاء، اسمعي شرطي الاول ووافقي عليه  بعد كده، شرطي انك تتطلقي منه  وتيجي معايا ع اوروبا، وبعد شهور العده نتجوز انا وانتي)) 


سيناء اتجمدت  من الصدمه  لكنها قالت  بيآس

((وانا موافقه، مستعده اتخلي عنه عشان يعيش، بس انت هتعمل ايه، دول المأريج)) 


((انا عارف، وعارف ان اهم حاجه  عندهم الفلوس  اهم من ارواح  عشيرتهم، انا هكلم مرتزقه منهم انا عارفه  وسبق اتعاملت معاه، وهديه  مبلغ كبير، ف سبيل  انه  يخلص سيف من عشيرته، وبعد ما ينقذه  وتسمعي صوته،وتتأكدي  انه  نزل الجزيره  وبقي وسط الناس، تطلبي منه  الطلاق  وتمشي معايا   من غير ما تشوفيه حتي  موافقه يا سيناء)) 


مقدرتش تفكر ولا تتردد، عقلها عجز عن التفكير، هزت رأسها  وقالت له


((موافقه، يلا  اتصل بيه)) 


((ماشي  تعالي ف عربيتي  وهكلمه  واحنا رايحين  ع بيتي)) 


اضطرت توافق مجبره، ركبت معاه  واتصل ع المريجي اللي يعرفه، قفل معاه  وقالها 


((كلمته ووعدني يروح لعشيرته  ويلحقه  قبل ما يعدموه)) 


وصلوا لفيلاته  ونزلوا  من العربيه، سيناء  وقفت تتفرج ع بيته  وفخامته  من بره، لكن مش بأعجاب، بمنتهي  القرف


وخافت  تدخل البيت ده  لاحسن ما تخرجش منه تاني، سيف قالها

((يلا  تعالي ندخل  ونستني جوااااا)) 


((لاء، لاء يا سيف، مش هدخل بيتك قبل ما اسمع صوت جوزي بنفسي واتطمن عليه)) 


حسست بأيدها لحد العربيه، سندت عليها  وبصت للفراغ ادمها  كانت شيفاه  وعامله  انها بتبص لبعيد


فضلت تبص له  ومنتظره اتصال المريجي  ده، شافته  متعصب، رايح جاي، زي اللي منتظر  نتيجه امتحانه


بعد ربع ساعة  تقريباً، رن تلفونه، اتنفضت مكانها  واستنت تسمع  صوت  صياد، رد سيف بسرعه، لكنه برق اوي اوي


بص لها، سيناء جسمها ارتعش بخوف، حست انه هيقولها مصيبه  وفعلاً، سيف  رمي تلفونه ف الارض  وشتم بغضب


قربت منه  وقالت  بوجع

((لاء، لاء يا سيف، جوزي عايش، سيف ابوس ايدك قلي انه عايش  وف طريقه لينا، سيف انطق وقولي....)) 


((مااااااات، مات يا سينا، جوزك ماااااات، دبحوه، سلخوه، عذبوه  ابشع عذاب، ولعلمك، عشق هيه اللي اجرتهم  يخطفوكي، وصورته  وهوه بيقتلهم، وهيه اللي بعتت لهم الفيديو، سيف راح  وبنت عمك السبب)) 


سينا  صرخت صرخه تهز الجبال،

((صياااااااااااااااااااااد))

 زقته ف صدره  وجريت  زي المجنونه  وهيه  بتصرخ بأسمه الحقيقي

~~~~~~~~~~~~

#ف العاصفه


تالا خرجت من المبني، حست انها هتتخنق  لو فضلت فيه اكتر من كده، خرجت تتمشي، رجلها  واخدها لبعيد


مش عارفه طريقها، وقفت جمب شجره  سندت عليها ترتاح، رفعت عينها للسما، شافت السحاب الصافي الجميل


بصت له بحسد وقالت ودموعها نازله غصب عنها ع خدها

((يا بختك، هايم ف السما من غير حواجز تمنعك، قادر  تطير لبعيد، بعيد عن حقد الناس وشرهم، وقادر تنشر السعاده  برسمه  بسيطه منك، بتضلل ع الطير وتحميه، بتمطر ف الشتا وتروينا، بتجري بسعاده ولا ع بالك هموم العالم ومشاكله، يارتني  زيك، يارتني  اتبخر واختفي، يارتني  انتهي وقصتي  تخلص بقي، انا تعبت ياربي  تعبت اوي اوي)) 


صوت داني من وراها 


((انتي شبهه فعلاً، صافيه وجميله أحياناً، وسرشه وعنيده، أحياناً، بتمطري كلام بارد  جارح زي الرصاص، وساعات بتمطري  رقه وحنان مالهمش وصف، انتي احلي من السحاب  وارقي من ندي الربيع، انتي جميله   يا تالا  وانا الاعصار اللي بيعكر حياتك، عارف انك مستحيل  تسامحي اعصارك، بس انا من غيرك، زي الشمس من غير حراره، زي القمر من غير نور، زي النجمه من غير شعاع، زي السما من غير سحاب، والبحر من غير  موج، انتي الكمال اللي يكملني، وانتي الجمال اللي يملي عيني، انتي النعمه اللي ربنا عوضني بيها، وانا بغباءي  بدوس عليها  وارميها، انا اسف يا تالا قلبي، اسف يا اجمل حاجه خلقها ربي، تالا  كلميني قبل ما اتجنن  وعقلي يطير ورا  السحاب، ردي عليا)) 


بصت له وهيه حاسه انها بتحلم، نظرته كلها عشق وشغف، حست انه اتحول، او  حد بدله  براجل تاني، حسته غريب عنها لكن قريب منها


فتحت بقها تتكلم، لكن اللسان عجز عن الكلام، مسك ايدها وفتح كفها، باسه  بحب  ونهم، قالت له  بصوت خيالي كأنها  بتحلم


((داني  انت بتكلمني انا)) 



((لاء بكلم الشجره اللي وراكي، طبعاً  بكلمك، تالا سامحي الغبي المغرور  اللي دايما بيخسر الناس اللي بيحبوه وعايزين مصلحته، سامحيه  واديله  فرصه تانيه، المغرور ده  عايز يتغير عشانك، عايز يعوضك عن الحرمان اللي دوقتيه  منه وبسببه، سامحيني وارجعي لي يا تالا)) 


((بس،،،، بس ايه اللي غيرك فجأة  كده، نسيت انت قلت لي ايه من دقايق بس)) 


((لاء ما نستش، انا سرحت بخيالي  للحظه  وشفت المأريج   بيأخدوكي  مني، وانتي بتصرخي بأسمي  وانا زي الجبان  واقف  اتفرج عليكي، فقت يا تالا ع صوتك، ع اسمي  وهوه  خارج من شفايفك  خايف مرعوب، فقت لنفسي  وعرفت  اني بضيع  اغلي جوهره  لقتها ف حياتي، تالا  انا كرهتك من زمان  من غير ما اشوفك ولا اعرفك، وحاولت  افضل كارهك، لكن كل ما كنت احاول  اكره قلبي فيكي، كان يعاندني  ويحبك اكتر، تالا  تعالي يا حبيبتي، تعالي نهرب  من هنا، من الجزيره  والمأريج  والناس اللي عايزه  تفرقنا عن بعض، انا فكرت بعقلي  وحسبتها، انا مايهمنيش الجزيره  اللي بعشقها، ولا شغلي اللي هوه شخصيتي، ولا اي حاجه  ف الدنيا تهمني طالما هتفرق بينا، تعالي نرجع امريكا سوا، او نرجع مصر او اي مكان ف العالم، طالما  انتي معايا فيه  هيبقي جنه يا تالا، تعالي نرجع الجزيره  دلوقتى، ونأخد جواز سفرنا  ونهرب الليلة)) 


((انت... انت بتتكلم جد.... انت هتسيب كل ده عشاني)) 


((واسيب روحي لو هتبعدني  عنك، تعالي يلا  نروح ل ادم وليل  ونقولهم ع اللي هنعمله)) 


مسك ايدها  وهوه سعيد اوي، حس انها سامحته  من نظره عينيها، من رعشه ايديها، من الفرحه اللي ف وشها وصوتها


لف يمشي وهيه ف ايده، لكنها  شدته بقوه لف لها تاني، رفعت نفسها ليه، وقبلته  بقوه  وشغف


اتصدم للوهله الاولي، لكنه مسك شعرها  وغرق معاها ف قبله طويله، محمومه بالمشاعر والعوطف، غابوا ف عناق طويل، جميل، مثير كله حب اشتاقوا  له هما الاتنين

~~~~~~~~~~~~

#ف بيت عامر


فاتن صحيت  الأول، دخلت خدت دوش  وغيرت  هدومها  وخرجت، مكنتش مرتاحه ف وجود عيلتها  واعمامها الاتنين  و زوجاتهم


بصت ل زوجه عمها عامر  بكل كره  قالت ف نفسها

((انتي سبب المصايب، لو مكنتيش اتجوزتي عامر  مكنش ده بقي حالي، ولا كنتي خسرتي ابنك عشان راجل وضيع  زي ده، انتي تستاهلي  العقاب ده، بس دا مش وقت الندب، دا  وقت اخد الحق، انتي وجوزك  وعيلته، دمرتوا  امي زمان  ودمرتوا حياتنا سنين، وجه  وقت دفع الحساب، وصدقوني  الفاتوره  هتبقي  تقيله  اوي، انتوا مش متخيلين  احنا بنعمل فيكم ايه، ف كل لحظه بتعيشوها  ف عز ونعيم، انا وامي واخويا، بنقلب عليكم الترابيزه  بالبطئ، وف لحظه  هتلاقوا نفسكم  متقسمين، شويه ف الشارع  مشردين، والباقي  ف السجن  مع امثالكم  المجرمين)) 


فاتن  فاقت  من خيالها  ع هزه  تلفونها،، لقته  اخوها،، خرجت من المكان، و حكت له ع كل اللي حصل


لكن طبعاً   بعيد عن تطورات العلاقه بينها هيه وزين، اللي لسه نايم ف العسل


فاتن خلصت كلامها مع هادي، ولفت  ترجع الفيلا، شافت محمود جاي عليها من بعيد، وقفت مستغربه


ابتسمت له ببرود، قرب منها  وقالها

((ازيك يا مدام فاتن، انتي كويسه)) 


((اه انا كويسه يا حضره الظابط، في جديد ولا حاجه، ولا جاي تتهمني رسمي  زي ما زين قالك)) 


((لاء يا فاتن، زين جوزك  اتسبب ف رفدي من الداخلية)) 


فاتن شهقت، محمود ابتسم بمراره وقالها

((بس مش مهم، انا هعرف اخد حقي منه، انا جاي اتطمن عليكي بعد ما سمعت ان القصر اتحرق، وان قبلها كان ف حرامي ف البيت، انتي متأكده  انه مكنش رحيم)) 


فاتن بصت له بتركيز اوي  وقالت

((انا مش فهماك يا محمود بيه، هوه انت قصدك ايه بكلامك  ده معايا  ، منين انت اترفدت  بسبب جوزي  ومنين  خايف عليا  من رحيم، انت عايز ايه بالضبط  مني)) 


((عايزك،)) 


((نعمممم)) 


((فاتن  انا عارف حكايتك كلها، انا دورت وسألت وعرفت الحقيقه، وعارف انك بتكرهي ابن عمك كره العما، و بتخططي انتي واخوكي وامك، عشان  تستولي ع ثروه القماح كلها لوحدكم، انا صحيح  اترفدت  لكن لسه عندي  مصادري  اللي ممكن  تساعدك  اوي،، عايز نحط ايدنا  ف ايد بعض  ونساعد بعض)) 


((وده  ف مقابل ايه بقي، ومين قالك اني هقبل اساعدك)) 


((هتوافقي، اسمعي عرضي  الاول  وفكري فيه، بعدين  كلميني وقولي لي ردك، انا مستعد اساعدك  توقعي  اعمامك  ف شر اعمالهم، وزين يخسر شركاته  وسمعته  ويرجع ع الحديده  يشحت  زي اهله ما كانوا ف الأول، واساعدك  تحبسي اعمامك، وكمان تنتقمي من لوچين  اللي بتحاول تأذيكي، وكمان  الجريمه اللي عملتيها قصاد القصر ومسحتي التسجيلات عشان محدش يقفشك، ماتخافيش اوي كده، انا لو عايز ااذيكي  كنت عملتها، بس انتي  هترجعيني شغلي وترجعي لي كرامتي اللي زين بهدلها، انا عايز اكون السبب ف القبض ع العيله دي، وتساعديني نوقع رحيم  اللي اختفي من فتره  ومش لاقيه، وانا واثق انه بيخطط لك، وكمان تساعديني اقبض ع لوچين  وتعرفيني ايه علاقتها  ب محسن اللي قتلتيه، كل ده يا فاتن، هيتم لما نحط ايدنا ف ايد بعض، انتي هتأخدي حقك وتنتقمي من اللي ذالوكي انتي واهلك، وانا ارجع شغلي بقضيه كبيره جداً، واترقي كمان، و.... و.... واتجوزك)) 


برقت له  بفزع، هز لها رأسه  بيأكد ع كلامه، رجع بضهره لورا  وهوه بيبص لها  بأصرار


فاتن  حست ان الارض بتنشق من تحت رجلها  فكرت، ازاي هوه عارف كل ده، معقوله كان مراقبني وانا عميا  وما خدتش بالي منه


طب ليه ما بلغش عني لما شافني بقتل محسن، وليه عايز يقبض ع عيله القماح، يعرف ايه الظابط ده  انا ما اعرفهوش،وايه هتجوزك دي،قصده ايه بكلامه ده،جواز ايه اللي بيتكلم عنه المجنون ده

~~~~~~~~~~

#ف العاصفة


رجعوا داني وتالا  ل ادم وليل،بس رجعوا بشكل تاني،شكل صدم ادم وليل،راجعين ايدهم متشابكه زي العشاق


ونظراتهم لبعض كلها معاني خفيه،داني حط ايده ع كتفها وقالهم


((احنا هنرجع الجزيرة دلوقتى،انا هأخد تالا ونسافر،مش هسيبها عايشه ف خوف هنا،مفيش حاجه تستاهل خوفها ورعبها ده،يلا يا جماعه))


ادم ابتسم له،عشان سمع بنصيحته  وصالح مراته،كلهم اتشغلوا ب تالا ونسيوا ليل


ليل قلبها انقبض،ايه هيكون مصيرها هيه لما تالا تسافر مع جوزها،هيه مستحيل ترجع لمكتب ادم وتعرضه للخطر تاني


وابوه مش هيسمح لها ترجع لحياته تاني،ليل كتمت حزنها ف قلبها  ومشيت معاهم،سمعاهم بيتكلموا بحماس ولا كأن ف كارثه منتظرهم ف الجزيرة


ركبوا اليخت،وتالا طلعت جمب داني  وهوه بيسوق اليخت،ليل قالت ل آدم  وحاولت تخلي نبرتها طبيعيه


عشان ما يرجعش يفكر فيها،او يشغل نفسه بمشاكلها

((أستاذ آدم،تحب اعمل لك قهوه معايا))


((قهوه معاكي،عايزه تعملي لي قهوه وترجعي بعد كده تقولي اني بمرمطك،لاء شكراً انا هعملها لنفسي))


سابها ودخل مطبخ اليخت،بصت ف الأرض  بزعل،وراحت وراه،وقفت لحد ما عمل لنفسه  وخد قهوته  وراح ع ترابيزه


صغيره ف المطبخ،عملت لنفسها قهوه،لكنها  فارت منها بسبب شرودها ف مصيرها  واللي هيحصل معاها لما يوصلوا الجزيرة


شهقت من الخضه،وشالت القهوه رمتها ف الحوض وهيه بتمتم بعصبية،ادم سألها


((مالك  بوظتي القهوه ليه،كنتي سرحانه ف ايه))


((ولا حاجه يا استاذ ادم،ما تشغلش بالك بيا))


((نعم ياختي،ما اشغلش بالي بيكي،اومال انا هنا بعمل ايه،ما انا سبت شغلي ومصالحي عشانك))


لفت وبصت له بغموض،قالت بعصبية

((صح انت سبت شغلك عشاني ليه،هوه انا اعني لك ايه يا استاذ ادم،ليه مهتم بيا اوي كده))


((بس،بس،براحه ع نفسك شويه يا ليل،ما تأخديش مقلب ف نفسك جامد كده،انا جيت معاكي هنا،عشان اخلص من حوارك،ما المأريج  اول ما سألوا،سألوني انا عنك،انا عايز اعرف انتي هتعملي ايه،عشان محدش فيهم ينط لي تاني))


((انا هرجع مصر))


اتنطر واقف  وبرق لها  وقال

((اييييه،هتعملي ايه))


((هعمل اللي كان لازم يتعمل من البداية،حضرتك هتتعب نفسك معايا لاخر مره،هتعمل اللي والدك طلبه منك،هتسلمني للشرطه  وهعترف لهم ع الحقيقة،وهرجع مصر  واترمي تحت جزمه عمي عشان يسامحني واتجوز عمرو،صحيح  هعيش مذلوله باقيه حياتي معاه،بس ع الاقل هعيش مستوره،مش متشرده ومتبهدله  زي ما انا كده))


آدم  الغضب ملي وشه،قعد وولع سيجاره  وبص لها وهيه باصه بعيد وعقلها كمان سارح لبعيد


قالها بهدوء غاضب

((قولي لي يا ليل،انتي قبل موت اختك  وقبل ما يحصل كل ده،كان ايه هدفك ف الحياه،يعني ايه هوه طموحك ف الدنيا الواسعه دي))


ابتسمت  بمراره  وقعدت ادامه وهيه  بتتكلم بحماس وخيالها شرد لسنين ورا


((انا،انا كان حلمي  ابقي محاميه كبيره اوي،ادافع عن الناس واجيب حق المظلوم،وألف الدنيا  واشوف تاريخ كل دوله،وقوانينها  و دستورها،كان نفسي ابقي اكبر محاميه ف منطقتي،والكل ينادي لي استاذه ليل،والعملا  يجوا لي من كل مكان بسبب نزاهتي  و شطارتي،طول عمري نفسي ابقي  زي الاستاذه فاطمه  ف فيلم فاتن حمامه،فاكره  لو بتشوف افلام عربي قديمه اصلا،يعني  حلم عبيط  انتهي نهايه مأساويه،المحاميه العبقريه،تايهه ف جزيره ف عرض المحيط،وعصابه بتطاردها  واتسببت ف أذي ناس وقلق ناس  زي حضرتك،بس دا ملخص حياتي يا استاذ آدم))


بص لها شويه  وقال بثقه

((طب واللي يحقق لك الحلم ده،هتعملي معاه إيه))


برقت له اوي،ابتسم بأستخفاف وقال

((ايوا انا اقدر اجيب شهاداتك من مصر  واقدم لك ف انجلترا ف اكبر جامعه حقوق،واخليكي تأخدي شهاده عاليه وتحققي حلمك،بس ليا شرط واحد بس،بس شرط بمعدل الأنتحار يا ليل،قلتي إيه))


((ايه،بتقول ايه يا ادم،شرط ايه ده))


((ليل عشان تسمعي شرطي لازم توعديني الاول ان اللي هتسمعيه مني مش هيخرج من هنا ولو وافقتي  هنفذه من بكره  ولو رفضتي  اعتبري نفسك ما سمعتيش حاجه مني  ها  اوعديني))


قالت بدون تفكير او تردد

((اوعدك،اتكلم يا ادم،ووعد مني اني هحفظ سرك طول عمري))


((وانا متأكد من كده،اسمعي يا ليل،هحكي لك سري اللي محدش يعرفه ولا حتي داني صاحب عمري،من سبع سنين كنت ف لندن بعمل دكتوراه  ف الحقوق،وهناك خرجت ف رحله مع صحابي،رحنا سفاري ف مزرعه واحد صاحبنا،واتفسحنا واتبسطنا لكن......السعادة ما بتتكتبش  لينا كلنا،وسط فرحتي وحماسي،عملت حادثه،الفرس اللي كنت راكبه  وبتسابق بيه مع صحابي،اتقلب بيا،ودمرني كسر لي رجلي واتسبب لي ف تشوهات  عرفتها بعد كده،المهم  مقولتش لوالدي ع الحادث ده  عشان ما يخافش عليا،فضلت ف المستشفى لحد ما رجلي خفت،ولما جيت اخرج الدكتور طلب مني طلب غريب،طلب اني اعمل اشاعه  معينه،قالي عشان اتطمن عليك،وعملتها،وهنا كانت صدمتي،الدكتور قالي اني مريض سرطان  ،فاهمه يا ليل،يعني حياتي بتتعد بالساعه ، انا اتصدمت صدمه عمري،وكذبته،بس كشفت عن اكبر دكاتره ف لندن  وكلهم اكدوا لي الحقيقه دي،بس قالوا اني اقدر اعمل عمليه وارجع طبيعي تاني،وعملتها  بس...العمليه فشلت والورم ما خرجش من جسمي،مكنش ف منطقه واحده  ،رجعت ووقفت رساله الدكتوراه قبل ما اخدها،رجعت الجزيرة وطلبت من والدي اني اتجوز  ،كان مستغرب لانه عارف مدي كرهي للستات كلها،بس يا ليل  لما اتجوزت  حصل اللي اصعب من اللي عانيته،انا مقدرتش ألمس مراتي،حصل عندي عجز مؤقت بسبب الكانسر، وبقي الحل الوحيد عشان ابقي اب،هيه  التلقيح الصناعي لمراتي،يعني ياخدوا مني ويزرعوا فيها،انا وافقت،واجبرتها توافق،لكن برضو الحقن المجهري  فشل،بس الدكاتره قالوا لي لازم  امشي ع علاج ونفضل نحاول  انا وهيه،يعني كل سبع اسابيع تعمل عمليه،بس يا ليل هيه رفضت،وانا طبعاً ما قلتش لوالدي الحقيقه دي،ليل انا كرامتي عندي بالدنيا  ومستحيل اظهر ضعيف ادام والدي او اي حد،المهم طلبت الطلاق يا أما هتفضحني،وانا برضو ما بتهددش،بس الناقصه  راحت لوالدي وفضحتني وقالت اني مش راجل وعندي ضعف،انا كدبتها  واتجوزت تاني،بس التانيه هيه كمان  فشلت معاها ف كل حاجه،ليل هيه دي مصيبتي  ودا سري  اللي اقسمت انه يتدفن معايا،واقسمت برضو اني مش هتجوز تاني،لان مفيش واحده هتقبل انها تبقي فار تجارب ليا،وتفضل تعمل عمليات وتعيش مع ربع راجل زيي،ف دا هوه شرطي القاسي اوي ليكي،تقبلي تتجوزيني  وتبقي فار تجارب  ليا))


ليل لسانها اتخرس،بتبص له  وفاكره انه بيهزر،بس هوه ما بيضحكش،معقوله راجل وسيم قوي شكله يوحي بالرجوله الكامله  ويطلع عنده  نفس مرض اختها وكمان   نقص رهيب بالشكل ده


طال سكاتها  و صدمتها،آدم  فهم  انها رافضه تعمل ده،قام وقف  ولف  يخرج  ،قالها  بضهره


((ياريت توفي بوعدك  ومحدش يعرف حاجه عن الكلام ده))


((انا موافقة))


لف لها مره واحده وع وشه  نظره أمل وفرحه كبيرة،قالت له

((موافقه،بس اوعدني انك تحقق لي حلمي وتخليني بني ادمه  ليا شخصيه وكرامه))


((اوعدك يا ليل،ومش بس كده  انا هكتب لك نص ثروتي بأسمك اول ما تحملي،ولو،لو لاقدر الله العمليات فشلت،برضو هحقق لك حلمك وهقف جمبك للنهاية))


((وانا واثقه فيك ووعد مني تاني،اني هفضل معاك لاخر نفس،وهعمل كل اللي هيتطلب مني عشان تبقي اب  وباذن الله،تخف ع العلاج  وتبقي كويس  ))


((يارب يا ليل،يارب))


((بس يا ادم،تفتكر والدك هيوافق عليا))


((طبعاااا،طالما هفك عقدتي  واتجوزك  يبقي هيوافق ويرحب كمان))


((طب  والمأريج يا آدم،ههرب منهم إزاي))


((متخافيش،هعمل زي ما داني قال،هغير لك لون شعرك  وألبسك  زي بنات الناس،هخليكي  واحده تانيه  خالص،وبعدين ما تنسيش اننا هنسافر كده ولا كده،هفهم والدي انك هتكملي تعليمك  وانا هكمل الدكتوراه،وهنسافر ع لندن  منها نتعلم سوا،ومنها  تعملي العمليات،بس لما الدكاتره  يحددوا  لنا معاد،موافقه يا ليل))


((موافقه يا آدم،وربنا معانا ان شاءالله))


ادم ابتسم لها،وقعدوا يتكلموا  سوا،والوقت خدهم  ونسيوا  كل مشاكلهم الحاليه عشان يفكروا ف مستقبلهم الغامض


  


نكمل ف الفصل 23

نوفيلا مصلحة ثم عشق 

جبتلكو قص تاني اهو لكاتبه والمبدعه فريده احمد هتعجبكو 

موعد في المساء 

تعليقات