أخر الاخبار

رواية رغبة إمرأه الفصل الثالث

 #رغبةإمرأه_عاشت_في_حرمان     


  

المجد للقصص والحكايات

الجزء الثالث 


صحيت و انا بفرحتى ببداية جديدة لحياتى و قايم مش مصدق نفسى و لا متخيل ان دخلى و مستواى الاجتماعى هايتغير و هانتقل فى حياتى نقلة تانية ، بصيت فى الساعة لقيتها 9 و شوية ، و لأول مرة ما اقومش اجرى عشان الحق شغلى ، لكنى قمت فى هدوء فتحت باب اوضتى و دخلت على الحمام و لما خرجت منه سمعت صوت رقيق من الصالة بيقول لى صباح الخير ، يا ترى نمت كويس ؟ وصلت للصالة و وقفت ساكت مش قادر انطق من اللى شوفته قدامى ، لقيت صفاء فى كامل هيئتها و زينتها و شياكتها ..


لقيت عيونى نازلة تفصلها من تحت لفوق ، كوتشى أسود فيه خط ابيض مايل ، بنطلون جينز كحلى مظبوط على رجليها ظبطة محترمة راسم رجليها و وراكها الملفوفة المتناسقة ، وسط زى وسط الكمان بجد مش مجرد وصف ، كانت لابسة جاكيت كحلى تحته بلوزة جيل بيضا فيها رسومات سكاى كده لكنه كان راسم بطنها المشدودة وسدرها ا المدورة اللى كانت فى حجم البرتقالة الكبيرة ، كان  سدرهامرفوعة فى شموخ و تعالى على النظر ، كتافها مستوية ، رقبتها طويلة ، لابسة طاقية كحلى فوق شعرها و فوقيها خط بيلمع دهبى ، ميك أب خفيف لكن الكحلة مرسومة فى عيونها السودة ، اوصف ايه و لا ايه ..


و بمنتهى التلقائية و العفوية قلت لها : إيه الجمال ده ؟ قصدى صباح الخير ، حضرتك هنا من امتى ؟ ابتسمت ابتسامة خفيفة كده و قالت لى هنا من ربع ساعة قلت اسيبك تصحى لوحدك علشان نفطر سوا ، قلت لها فطار ايه ؟ هو انا كده محتاج فطار ؟ قالت لى : مش فاهمة ، اتعدلت تانى فى كلامى و قلت لها قصدى انا اتاخرت يعنى و يا دوب اخرج ، قالت لى : لا تخرج إيه ، انت هاتفطر معايه و بعدين نخرج سوا تروح تخلص مع الفرن و ترجع لى على المعمل زى ما اتفقنا و لا انت رجعت فى كلامك ؟ قلت لها أرجع ! و ده معقول برضه ؟ قالت لى : خلاص تعالى افطر قعدت نفطر سوا و قالت لى الجو النهارده كويس و الشمس طالعة اهه ، قلت لها : امال البنات فطروا ؟ قالت لى : من بدرى و راحوا مدارسهم كمان ، قلت لها هايمشوا ازاى ؟ قالت لى لا ما تقلقش ما هما فى مدارس خاصة بييجى الباص ياخدهم و يرجعهم و الطريق لبيتنا بيشرب المطرة بسرعة ، كانت حاطة برفيوم رهيب خلانى حاسس انى متبنج مش مركز فى حاجة الا هى ..


كان واضح ان مطرة امبارح دارت كتير من جمالها و شياكتها ، كنت كل دقيقة ابص لها و هى بتاكل و مش واخده بالها منى و انا عينى بتاكلها أكل .. طول عمرى كنت بعيد اوى عن اى علاقة لانى من اسرة فقيرة و كان كل همهم يشوفونى متخرج من الجامعة ، كنت مركز اوى فى دراستى و بس و عمرى ما اختلطت بحد عشان افضل فى طريقى و بس ، كنت دايما باخاف على مستقبلى و حتى لما روحت اشتغلت فى الفرن بعد التجنيد كنت برضه ما اعرفش غير الشغل و بس ، عمرى ما انفعلت و لا اتأثرت بأى بنت او ست قابلتها او اتعاملت معاها ، لكن النهارده مش عارف ايه اللى انا حاسس بيه ناحية صفاء ده ، بقيت حابب انى ابص فى وشها و اتأمل ملامحها ، حابب انى افضل جنبها ، حابب كلامها و رقتها ، لكن لا ، فوق لنفسك يا ياسر ، ارجع زى ما كنت ، ماتخليش اى حاجة تأثر عليك ، انت فى طريق لبناء نفسك و مستقبلك ، و بعدين ما هى ست زى اى ست ، لا زى اى ست ازاى ؟ ده انا عمرى ما قابلت ست كده ، يمكن هو ده اللى خلانى اتأثرت بيها ؟ يمكن طريقة معاملتها معايه ؟ ما تلاقيها بتعامل كل الناس كده ، اه ، اكيد دى طبيعتها كان دايما بيخرج من جوايه صوت كنت متعود عليه من زمان زى ما يكون صوت عقلى اللى كان بيوجهنى ، كان صوت متعب خلانى متقوقع طول حياتى جوه نفسى و بس .


نعم يا افندم ، حضرتك كنتى بتقولى حاجة ؟ ردت صفاء و قالت لى : باقولك تشرب شاى و لا نسكافيه ؟ انت مش هنا خالص ، مالك يا ياسر ؟ فيه حاجة شاغلاك ؟ قلت لها : لا أبدا بس مش متخيل انى النهارده هابعد عن الشقا اللى كنت فيه ، ما تتصوريش حضرتك انا أد إيه كنت تعبان ، ابتسمت و هى قايمة و قالت لى : انت طيب يا ياسر و تستاهل كل خير ، يمكن الظروف خلتنا امبارح نتقابل عشان اكون سبب فى تغيير حياتك للأحسن و صدقنى زى ما قلت لك امبارح مش هاتندم على موافقتك ، ها قول لى بقا شاى و لا نسكافيه ؟ قلت لها اللى تشربيه هاشرب منه..

المجد للقصص والحكايات

غابت دقايق فى المطبخ حسيت انى عاوزها تخرج بسرعة كأنها وحشتنى ، جرا ايه يا ياسر ما تفوق بقا انت لسة نايم و لا ايه ؟ الزم حدودك ، تانى ، انا لازم اتخلص من التوجيهات دى و هامشى مع الحياة زى ما تكون ، عمرى ما هاكون أسير ليك تانى مش هاخد و لا ادى معاك انا حر فى تصرفاتى من غير قيود ..


خرجت صفاء من المطبخ و معاها الصينية و فورا قمت من مكانى اقابلها و اخد منها الصينية و ايدى لمست ايدها ، كنت متعمد طبعا لكنى ما طولتش فى اللمسة فبانت عادية ، قعدنا نشرب النسكافيه و لانى مش خبير بفتح الكلام و الحوارات فهى كانت دايما بتاخد زمام المبادرة ، كلمتنى شوية عن طبيعة شغلى الجديد و عن طاقم العمل و مهمة كل واحد منهم مؤقتا لحد ما اروح لها المعمل ، و بعد دقايق و قبل ما اخلص النسكافيه قالت لى : شوف يا سيدى ده مرتب شهر مقدم ، عاوزاك بعدما تخلص مع اصحاب الفرن تجهز نفسك لمهمة المدير المسئول و ترجع لى على المعمل على سنجة عشرة ، عاوزة اول مقابلة ليك مع الناس يحسوا انك مدير بقالك عشرين سنة هاتجى لى هناك الساعة 12 الضهر متفقين ؟ خدت منها الفلوس و قلت لها : متفقين .


خرجنا من البيت و ركبنا الموتوسيكل و كان فعلا الطريق مش بيزحلق و وصلتها للمعمل و كملت على الفرن و كلمت صاحبه و قلت له انى مش هاقدر اجى تانى لانى اشتغلت فى مكان تانى ، طبعا كل الناس كان صعبان عليهم فراقى لانى كنت مخلص بجد و شايف شغلى لكنهم اتمنولى الخير و قالولى طالما انت هاتكون مرتاح خلاص و المكان تحت امرك فى اى وقت ، سلمت عليهم و اتجهت لمحل اشتريت اشيك طقم و رجعت البيت خدت شاور و حلقت دقنى و كلمت والدى و والدتى على الشغل الجديد و قلت لهم انى هارجع تانى على هناك و ما اقدرش اوصف لكم فرحتهم بالوظيفة الجديدة لدرجة ان امى عيونها دمعت و هى بتباركلى ..


وصلت عند العمارة اللى فيها المعمل و كان فيه جراج تحت العمارة و سألت صاحب كشك السجاير اللى كان فاتح جنبهم قالى الجراج ده خاص بكل اللى شغالين فى العمارة دى ، كانت عمارة تجارية معظمها عيادات و مكاتب ، ركنت الموتوسيكل فى الجراج و طلعت على فوق لحد ما وصلت المعمل اللى كان واخد شقتين على بعض لقيتها منتظرانى فى المدخل ، بصت فى الساعة و بصت لى و ضحكت و قالت لى تمام تمام .. اتفضل يا استاذ ياسر ..


بعد ما دخلت عملت اجتماع لكل اللى شغالين فى المعمل حتى بتوع البوفيه و قالت لهم أستاذ ياسر تكرم و هايكون هو مدير المعمل من النهارده و مؤقتا هايكون له مكتب جنب مكتبى فى نفس الاوضة لحد ما يستولى هو على الاوضه كلها و ابتسمت وقالت لهم بعد كام اسبوع هايكون هو هنا مكانى ، عاوزاكم تسمعوا كلامه و تاخدوا بالكم من اى ملحوظة يقولكم عليها و مش عاوزة اى مخالفات لأنه مابيرحمش ، بصراحة عملت لى بريستيج خاص و حطتنى قدامهم فى برواز مميز ، كلهم رحبوا بيا و عرفونى بنفسهم و كل واحد وظيفته إيه و مهمته إيه و كلمت شركة موبيليا يجيب مكتب جديد علشانى و يحطه فى اوضتها ، و بعد انتهاء الوردية الاولى الساعة 4 خلتنا ننتظر الوردية التانية علشان تقدمنى بنفس الشكل لموظفين الوردية التانية اللى بتنتهى الساعة 11 مساء ..


و بعدين و احنا مروحين كنت متخيل انى هاوصلها بالموتوسيكل ، لكن لقيتها بتقولى ايه مستنى ايه ؟ قلت لها مستنيكى ، قالت لى : لا انا عربيتى هنا فى الجراج كنت سايباها امبارح لانى خوفت اسوق فى المطرة اعمل حادثة و فى نفس الوقت كانت ممكن تغرس منى فى اى حتة انت عارف ان حتى الاسفلت هنا مش مظبوط و كله حفر .. قلت لها طب اتفضلى حضرتك ركبت عربيتها و مشيت قدامى و ادتنى كلاكس و هى ماشية و قالت لى بكرة بقا تيجى على هنا فى معادك الساعة 9 ماتنساش و شاورت لى بايدها ..


تانى يوم وصلت فى معادى ولقيتها وصلت بعدى بلحظات دخلنا اوضتها و بدات تعرفنى على كل حاجة تخص الشغل ، شركات المستلزمات الطبية ، شركات الورق ، شركات صيانة الأجهزة ، تليفونات و عناوين المندوبين و مديرى المبيعات ، كل حاجة فى خلال اسبوع بالظبط كنت خبير بكل حاجة فى المعامل و داخلياتها ، قربنا من بعض اوى فى الاسبوع ده كنا بنفضل فى المكتب طول اليوم من 9 صباحا لحد 5 مساء ، كان المعمل بيشتغل كل ايام الاسبوع حتى الجمعة لكنها اتفقت معايه انى انتظر لحد ما اسلم الوردية التانية و امشى و ابقا ارجع لهم فى اى وقت بعد كده زى ما احب و ده كان بيكون وقت زيادة مدفوع الأجر ، كنت بالاحظ ان معاملتها شديدة و جافة مع كل الموظفين يعنى ما طلعش طبعها حنين و رقيق كده مع كل الناس زى ما كنت فاهم ، بعد الاسبوع التانى اتفقت معايه انها هاتبدأ تقلل من ظهورها فى المعمل و انى خلاص هاتولى المسئولية و لو اى حاجة وقفت قدامى اتصل بيها فورا و اتفقنا انى فى نهاية عمل يوم الجمعة هاروح لها على البيت اديها الكشوف و المراجعات و صور الشيكات المحررة للشركات و صورة من ايداع الايرادات فى البنك ، علاقتى بيها كانت على احسن ما يكون و كل يوم باحس فى قلبى بحاجة بتكبر ناحيتها ، بقيت انتظر مكالماتها ليه فى الشغل و بقيت انتظر يوم الجمعة كأنه يوم عيد ..


فى كل مرة كنت باروحلها البيت كنت باحس انى طاير لما اقابلها كانت بالنسبة لها جلسة عمل ، لكن بالنسبة لى لقا من نوع آخر ، ما كنتش عرفت الحب فى حياتى يمكن هو ده الحب ، يمكن اللى انا حسس بيه ناحيتها ده شوق و لهفة و انتظار و حرقة فى البعد و أمل فى اللقا و سعادة لما اشوفها و وقت معاها بيعدى بسرعة زى البرق ، لو كان هو ده الحب يبقا انا كنت باموت فيها ..


مرت الأيام إلى ان جاء اليوم الذى كان هو محور التحول فى علاقتى بيها بعد مرور اربع شهور و فى يوم جمعة الساعة 5 و نص مساء توجهت لبيتها علشان المراجعات كالعادة سلمت على سارة و يارا اللى كانت علاقتى بيهم بقت اكتر من اخوهم الكبير و هما فعلا كانوا بالنسبة لى اخواتى ، كنا قاعدين فى الصالة و هما كانوا فى الاوضة مشغلين موسيقى و اغانى ، لقيت صفاء نادت عليهم و قالت لهم اطلعوا فوق شغلوا اللى انتوا عاوزينه على ما نخلص شغلنا انا و ياسر ، و فعلا طلعوا على فوق بمنتهى الأدب ، فضلنا نراجع سوا و قالت لى : قولى بقا ناقصك اى حاجة دلوقتى محتاج تتعلمها ؟ قلت لها : لا خالص ، قالت لى : طيب يعنى خلاص مش محتاجنى فى اى حاجة ؟ قلت لها : لا طبعا انا دايما محتاجلك جنبى ، عمرى ما هاقدر استغنى عنك أبدا ، ابتسمت و قالت لى : لا يا عم انت خلاص اهه بقيت مدير بجد مش محتاج لا لصفاء و لا لغيرها ، فجاة نسيت نفسى و غلبتنى مشاعرى و قلت لها و صوتى مليان مشاعر حب تفهمها اى ست و نظرة عيونى مليانة شوق : أنا ، كده برضه ؟ ده انا مش محتاج من الدنيا كلها الا لصفاء .. انا خلاص ما بقيتش شايف فى الدنيا الا صفاء ، انتى من الدنيا كفاية عليا ، انتى مكافأة الدنيا ليه ، انا لو قدرت افضل جنبك ليل و نهار مش هاتأخر ، لو قدرت اصحى على صوتك و انام على صوتك كنت عملتها ، انا اسعد يوم فى حياتى لما باشوفك و اسمع صوتك و اقعد معاكى اسمحى لى ، و خدت ايدها و بوستها و هى زى ما تكون فى غيبوبة مسلوبة الارده ، مصدومة ، مش عارف ده قلة خبرة و لا ده انفعال زيادة ، و لا تعبير صادق من قلبى خرج على لسانى ، بوست ايدها و لقيت نفسى لا شعوريا صدقونى من غير اى محاذير و لا اى انتباه لاى شئ فى الدنيا و من غير حتى ما احس انى قاصد و لا لسانى هو اللى بيتكلم رغم ارادتى بصيت فى عيونها و قلت لها بهمس : بحبك


لحظات صمت و نظرات عيوننا ثابتة و ملامح وشوشنا تعبر عن صورة فوتوغرافية مش متحركة ، حسيت انى اتلخبطت فى مكانى و قلبى زادت دقاته و علي صوت انفاسى و ارتعشت ضلوعى و هى باصة فى عنيا ما بتتكلمش ، رمشت بعيونها ببطء شديد ، كنت قاعد قدامها ، قمت من مكانى و انا ساكت وحاسس ان الدنيا اتهدت فوق دماغى ، لكن كان فيه صوت فى قلبى بيقول لى انت ما ارتكبتش جريمة ، انت فعلا بتحبها ، ايوة بحبها و مش قادر استغنى عنها لكن ايه اللى انا عملته فيها ده ؟ انا حاسس انى صدمتها ، روحت ناحية الباب علشان اخرج و هى لا بتنادى و لا بتنطق ، خرجت و ما قدرتش حتى اقفل الباب علشان ما اعملش اى صوت تانى و لا ازعاج ليها ، وصلت للموتوسيكل على الباب و افتكرت ان مفاتيحى لسة جوة كان هاين عليا اروح مشى و لا انى ارجع تانى ليها ، لكنى رجعت و دخلت لقيتها لسة فى مكانها و حاطة ايدها الاتنين على وشها و موطية راسها ، قربت منها و قعدت جنبها و قلت لها : مالك يا صفاء ؟ قالت لى : سيبنى يا ياسر من فضلك ، قلت لها : طب سيبينى بس اشرح لك ، ردت عليا لتانى مرة من غير ما تبص فى وشى و قالت لى : ياسر .. من فضلك سيبنى .


خرجت و انا كلى حسرة و ألم و احساس مرير بالندم ، ما كانش لازم اتسرع و اتهور بالشكل ده ، رجع لى تانى الصوت اللى كان دايما ملازمنى يوبخنى و يأنبنى و يلومنى و انا حاسس انى زى ما اكون طفل صغير قدام نفسى ، و لأول مرة اعرف ان الاحاسيس دى ممكن تخلينى احس بالمرض و انام فى السرير 3 ايام متتالية عاجز عن الحركة و الكلام و جسمى كله بيشتكى ، بقا هو ده الحب 

و هو الحب إيه غير............. 

فضلا وليس امرا علق 20مصلق ومتابعه ليصلك الجزء الرابع 


لو التفاعل كان حلو هنزل بالجزء الرابع ف السهره كدا 😘😘😘

        الفصل التالي

تعليقات